قصة المترجم اليوناني

اقرأ في هذا المقال


تُعد هذه القصة من القصص القصيرة التي صدرت عن الأديب والعالمي الشهير آرثر كونان دويل، والذي بدوره كان من أشهر الأدباء الذين اعتنوا بكتابة القصص البوليسية، وقد تناولت القصة في مضمونها الحديث حول حادثة حصلت في يوم من الأيام مع أحد الأشخاص والذي يعمل كمترجم لإحدى اللغات العالمية، حيث أنه بعد أن تم استدعائه من أجل العمل كمترجم لأحد الأشخاص، ولكن اكتشف أنه في مهمة سرية تقودها إحدى العصابات، وأن ذلك الشخص المراد ترجمة لغته هو أحد المخطوفين لديهم.

قصة المترجم اليوناني

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول حديث دار بين أهم وأبرز المحققين في ذلك الوقت والذي كان يدعى السيد هولمز وبين أحد أصدقائه المقربين والذي يدعى الطبيب واتسون، حيث أنه في إحدى الليالي وفي إحدى الأمسيات أخبره فيها المحقق أنه له شقيق يدعى مايكروفت، وأن ذلك الشقيق لديه من القدرات العقلية والذكاء والفطنة ما قد يفوقه إلى حد كبير، وفي تلك الأثناء اقترح المحقق على الطبيب الذهاب معه من أجل رؤية شقيقه والتعرف عليه، وهنا يتوجهان الاثنان إلى أحد النوادي الذي يشتهر بنادي ديوجينيز، وذلك من أجل مقابلة مايكروفت هناك.

وأول ما وصل الطبيب واتسون وحصل بينه وبين مايكروفت اللقاء لاحظ أنه لا يمتلك ذات القدرات والميزات التي يتمتع بها هولمز، وعلى وجه التحديد من الناحية الجسم، وحتى أن تلك القدرات لا توازي قدرات المحقق بل أنها أقل منه بدرجة كبيرة جداً، وهذا ما يمنعه من الانخراط والانغماس في مهنة التحقيق والتحري، وأثناء ذلك اللقاء طلب مايكروفت استشارة حول إحدى الشخصيات القريبة منه، وهو أحد الجيران الذي تربطه به علاقة وطيدة، وهو ما يدعى السيد مياس، وقد كان هذا الجار يعمل كمترجم في اللغة اليونانية، حيث أنه في يوم من الأيام حصل مع ذلك الجار قضية غريبة وعجيبة من نوعها.

وقد بدأت أحداث تلك القضية في أحد الأيام حينما قدم إلى السيد مياس رجل يدعى هارولد؛ وقد كانت سبب زيارة ذلك الرجل الغريب من أجل أن يطلب منه مرافقته لإجراء بعض أعمال الخاصة بالترجمة، وقد اختار المكان من أجل التباحث في ذلك الأمر في أحد المنازل الذي تقع في مدينة قريبة بعض الشيء تعرف باسم مدينة كينغستون، وأثناء سير السيد مياس والسيد هارولد في الطريق إلى ذلك المنزل، هناك قام السيد هارولد في منتصف الطريق بإخراج مطرقة من خلف معقد السيارة وأخذ بتهديد السيد مياس، وأخبره أن تلك المهمة هي عبارة عن مهمة سرية للغاية، ولا ينبغي عليه في وقت لاحق أن يبت بأي أمر يحدث فيها، حيث لا يريد أن يعلم أي شخص عن ذلك الأمر.

في ذلك الوقت وبعد أن مضي ما يقارب ساعتين من السير المتواصل وصلوا في النهاية إلى ذلك المنزل، وهناك وجدوا أن من كان بانتظارهم هو رجل غامض تبدو على ملامح وجهه الصرامة والتجهم والعنف، وقد كان ذلك الرجل الصارم قد توجه على الفور من وصولهم من أجل إحضار شخص آخر من إحدى الغرف المحكمة الإغلاق في ذلك المنزل، ولكن كان ذلك الرجل الذي تم استدعائه من الغرفة الأخرى تبدو عليه ملامح الوهن والضعف والاهانة.

وفي تلك الأثناء طلب هارولد من السيد مياس أن يقوم بإخبار ذلك الرجل الضعيف من خلال الحديث معه باللغة اليونانية أنه من الضرورة أن يقوم بالتوقيع على بعض الأوراق والتي تم وضعها أمامه، حيث أن الرجل الضعيف كان في وقت سابق قام برفض أن يقوم بذلك التوقيع وبكل شدة، كما أنهم حينما شاهدوه أن رفض بشكل مطلق قاموا بتهديده بأنهم سوف يلحقون الأذى والضرر بإحدى السيدات التي تدعى صوفي، والتي اتضح فيما بعد أنها شقيقته، وفي تلك اللحظة حاول السيد مياس استغلال الموقف، حيث علم أن تلك العصابة لا تفقه أي شيء في اللغات، ومن هنا أشار إلى أنه يعمل كمترجم في اللغة الألمانية وهو لا يعلم شيء عن اللغة اليونانية، وقد كان ذلك بعد أن تحدث مع المختطف من خلالها وتمكن من التعرف على شخصية الرجل المخطوف.

وكل ما توصل إليه السيد مياس أن ذلك الرجل يحمل اسم بول، وقد كان في يوم من الأيام قد حضر إلى مدينة لندن منذ فترة وجيزة جداً، إذ لا تتخطى الثلاثة أسابيع، وأول ما وصل إلى هذه المدينة سرعان ما تم اختطافه وحرمانه من الطعام والشراب منذ لحظة وصوله، وبعد ذلك بفترة وجيزة تم اطلاق سراح السيد مياس.

ولكن في تلك اللحظة اشترطوا عليه ألا يدلي لأحد من الخارج بما حدث في تلك المهمة أو حول أي شيء شاهده أو سمعه في تلك المهمة، ولكن السيد مياس لم يطبق أي من تحذير من تحذيراتهم، وأول ما عاد إلى منزله سرعان ما توجه على الفور إلى منزل مايكروفت وطلب منه المساعدة في ذلك الأمر، ولكن حين وصل خبز طلبه للمساعدة من مايكروفت سرعان ما تم اختطافه مرة أخرى من جديد؛ وذلك لأنه لم يحافظ على سرية مهمتهم.

ومنذ ذلك الوقت وصل المحقق إلى المنزل الذي قام مياس بوصفه لشقيقه مايكروفت، ومن هنا يقوم باقتحام المنزل وقد كانت برفقته الطبيب، ولكن ما تفاجئوا به أنهم وجدوه خالياً من أي شخص تماماً، سوى غرفة واحدة مغلقة بشكل محكم، وبعد عدة محاولات تمكنوا من فتح الباب وإذ بهم عثروا على كل من بول ومياس، ولكن كانت حالتهم الصحية في وضع مأساوي ومزري، ولكن سرعان ما قام الطبيب بإجراء الإسعاف الأولية لكل من مياس وبول، ولكن نجا مياس بينما بول لا يسعفه الوقت للنجاة.

وفي النهاية اتضح أن بول الضحية هو شقيق صوفي والتي كانت تربطها علاقة غرامية بهارولد، وهو من الرجال الذين يتصفون بسيء الخلق والأخلاق وقد خشي عليها أصدقائها من تصرفاته وسلوكياته ومن هنا قاموا بالاتصال بشقيقها، وقد استدعوه من أجل الحضور من دولة اليونان؛ وذلك حتى يتصدى لتلك العلاقة غير المتكافئة ويحاول إيقافها، ولكن بمجرد أن حضر للمدينة اختطفه هارولد وحاول إجباره على التوقيع على تلك الأوراق التي تستطيع بموجبها صوفي الحصول على كافة ممتلكاتها.

وبعد مرور فترة وجيزة وصل إلى المحقق خبر وفاة هارولد إثر مشاجرة حصلت معه في دولة هنغاريا، وحينها أعرب المحقق عن رضاه عن النهاية التي تلقاها هذا القاتل ويتوقع أن تكون صوفي  تشعر هي الأخرى بالرضا عند وفاة الرجل الذي كان استغلها وأساء معاملتها وتسبب في موت شقيقها.

المصدر: كتاب مغامرات شرلوك هولمز - آرثر كونان دويل - 1892


شارك المقالة: