قصة المرأة التي لديها ثلاثمائة وستة وستون ولد - The Woman with Three Hundred and Sixty-Six Children

اقرأ في هذا المقال


قصة المرأة التي لديها ثلاثمائة وستة وستون ولد:

تُعد قصة المرأة التي لديها ثلاثمائة وستة وستون ولد قصة هولنديّة شعبيّة خياليّة، قامّ الكاتب ويليام إيليوت جرافيس بتأليفها. وهي قصة تروي الطريقة التي تمنت فيها أحد النساء لغيرها بأنْ تُنجب ثلاثمائة وستة وستون طفل، وكان العجيب هو تحقق هذه الأمنية.

الشخصيات:

  • الكونتيسة.
  • النساء المتسولات.
  • الكونت.
  • الأسقف.

ملخص أحداث قصة المرأة التي لديها ثلاثمائة وستة وستون ولد:

منذ زمن بعيد كانت هناك بركة تشتهر بأسماكها والتي تقع في وسط هولندا وكانت هنالك العديد من الغابات بالقرب منها. جاء الصيادون بأقواسهم وسهامهم لاصطياد الأيائل وقاموا الأولاد والرجال عند بزوغ ضوء الشمس بسحب الأسماك ذات المقاييس اللامعة وجذب سمك السلمون المرقط. وفي تلك الأيام كانت تسمى بركة السمك فيجفير، والغابات التي يركض فيها الغزلان تُسمى رينسيلار.

ولأن غابات البلوط والزان كانت جيدة ولأن الطرائد على الأرض كثيرة، جاء سيد البلاد إلى هناك وبنى قلعته وأقام سياجًا حول ممتلكاته، حتى أطلق الناس على المكان سياج الكونت أو لاهاي. حتى اليوم داخل المدينة الجميلة، لا تزال الغابات بأشجارها القديمة العظيمة قائمة وبركة الأسماك موجودة. وبمرور الوقت جاء العديد من الأشخاص ذوي الرتب والثروة العالية إلى لاهاي من أجل مجتمعها وقاموا ببناء منازلهم الكبيرة على منحدر التل.

كانت هناك سيدة كونتيسة تعيش مع زوجها الكونت بالقرب من بحيرة فيجفير، كانت بلا أطفال فشعرت بغيرة كبيرة من النساء الأخريات اللواتي كان لديهن أطفال. وعلى الرغم من حسن مظهرها الخارجي إلا أنّها لم تكن شخصًا حسن الأخلاق. ذات يوم بعد العشاء، خرجت الكونتيسة للسير أمام منزلها، فجاءت امرأة متسولة مع طفليها على ظهرها وذراعها، وهي تبكي من الجوع وتمشي على طول الطريق، فذهبت إلى الحديقة وطلبت من الكونتيسة الطعام أو الصدقة. كانت المرأة المتسولة تتوقع قطعة خبز أو كوب حليب أو قطعة نقود.

ولكن الكونتيسة كانت سيئة معها وحرمتها الطعام والمال، فقالت: من أين لك هؤلاء الأولاد؟ هل أحضرتهم إلى هنا لتثيري غيرتي، وعلى الرغم من كل هذا حافظت المرأة المسكينة على أعصابها وتوسلت بشفقة وقالت: من أجل الرب أطعمي أطفالي ولا تطعمني. فقالت لها الكونتيسة: أنتِ تكذبين هؤلاء ليسوا أطفالك.

ردت عليها المرأة المسكينة: في الحقيقة يا سيدتي كلاهما أطفالي وولدا في يوم واحد ولديهما أب واحد ولكنه مات، قُتل في الحرب وهو يخدم نعمة زوجك. غضبت الكونتيسة وقالت: لا تخبرني بمثل هذه القصة، فلا أعتقد أنَّ أي شخص يمكنه أنْ يُنجب طفلين في وقت واحد. وبعد ذلك، أمسكت بعصا لطرد المرأة المسكينة. كانت هذه المرأة هي الثانية التي تأتي لتتوسل للطعام، ولكنها ظلت تقف لتشاهد ما يحصل مع المرأة الثانية.

صرخت المرأة الأولى: السماء تعاقبك أيتها المرأة الشريرة القاسية الباردة القلب، ولكن لم تُحرك صرخاتهم السيدة الغنية التي كان لديها خبز وأشياء جيدة تطعمها للفقراء. وبدلًا من إطعامهما طلبت الكونتيسة من خدمها من الرجال طرد المتسولات، ففعلوا هذا بوحشية شديدة. أخذت أحد المتسولات طفلها ووضعته أمام الكونتيسة وقالت بصوتٍ عالٍ سمعه الجميع: أتمنى أنْ يكون لديك العديد من الأطفال بقدر عدد أيام السنة. وكان قصدها بأنْ تواجه السيدة مشاكل في تربية أبنائها وتتوسل الغير لإطعامهم.

لكن الكونتيسة لم تهتم بأي شيء من كلمات المرأة المتسولة، فكان زوجها الكونت يمتلك آلاف الأفدنة وكانت هي تمتلك ثروات هائلة. وبحلول فصل الصيف حملت الكونتيسة، ووفقًا للأزياء في جميع العائلات الهولنديّة الغنيّة، تمّ تجهيز جميع أنواع ملابس الأطفال الجميلة وكانت هناك الملابس الناعمة والدافئة والكثير غيرها. تم الاحتفاظ بالكثير من الدانتيل والأشرطة الوردية والأزرق، ولأنه قد يكون هناك توأمان، فقد تمّ توفير مجموعة مزدوجة من الملابس، بالإضافة إلى أحواض استحمام للأطفال. وحتى الأسماء اختيرت واحد لصبي والآخر لفتاة هل سيكون فيلهلم أم فيلهلمينا؟

كان التفكير في الأسماء أمرًا ممتعًا حقًا، ولكن كان من الصعب الاختيار من بين الكثير. وأخيرًا، شطبت الكونتيسة الكل ما عدا ستة وأربعين اسم، وكانت الأسماء تنتهي بالصوت ي، كما في (Polly) و (Sallie). ولكن قبل غروب الشمس في اليوم المنتظر، لم يكن المولود ولدًا ولا فتاة ولا كلاهما ولم تكن جميع الأسماء الستة والأربعون المختارة كافية، فقد تحققت رغبة المرأة المتسولة بطريقة لم تكن متوقعة. وبما أنَّها السنة الكبيسة، كان هناك ثلاثمائة وستة وستون من الأطفال في المنزل، ولذلك كان لابد من استخدام أسماء أخرى إلى جانب الأسماء الستة والأربعين.

سمع الأسقف الصالح غي عن لعنة المرأة المتسولة التي قد تحققت، وقال بأنَّه من الضروري تعميد الأطفال جميعًا في الحال. وكان الأسقف ينتظر مع مساعديه أحواض نحاسية مليئة بالمياه المقدسة من أجل التعميد. فخرجت كل البلدة لرؤية موكب التعميد، وفي البداية سارت الأمور بشكل جيد، حيث بدا أنْ الهواء الخارجي جعل الأطفال ينامون ولم يكن هناك بكاء. ولكن ما إنْ كانوا داخل الكنيسة، حتى بدأ حوالي مائتي طفل بالبكاء. وبعد فترة وجيزة، شعر الأسقف بالغيض من هذه الأصوات وكان الكونت يشعر بالخجل من نسله.

ولحسن الحظ، تمّ إخبار الأسقف بأنَّه لن يضطر إلى نداء أسماء جميع الأطفال الرضع، أي ثلاثمائة وستة وستين؛ لأن هذا كان سيبقيه في العمل الرسمي طوال اليوم. وكان قد تم الترتيب لتسمية جميع الصبيان جون وجميع الفتيات إليزابيث. وعندما قام الأسقف برش الماء على الأطفال، قرر برش الكثير من الماء على الأطفال الذين يجلسون على صواني الطعام المليئة بالفطائر.

وكان هذا واضح من قِبَل الجميع، وشعر الأطفال بالبرد الشديد من الماء وبدأوا بالصراخ. وسواء كان ذلك بسبب الطقس الرطب أو الهواء البارد في الكنيسة المبنية من الطوب أو الإثارة المفرطة أو بسبب عدم وجود ثلاثمائة وستة وستين ممرضة لرعاية كل طفل أو وجود زجاجات حليب جاهزة على الفور لإرضاعهم، فقد حدث أنَّ كل هؤلاء الأطفال قد ماتوا عندما غربت الشمس.

لم يتم إخبار المكان الذي دفنوا فيه، ولكن لمئات السنين كان هناك في إحدى كنائس لاهاي نصب تذكاري لتكريم هؤلاء الأطفال الصغار، الذين عاشوا ليوم واحد فقط وتمّ نقشها بصور من الحجر للكونت والكونتيسة وأطفالهم الثلاثمائة والستة والستين. وبالقرب من ذلك النصب، تم تعليق الحوضين الذي وُضع فيه الماء المقدس الذي استخدمه الأسقف لرش الأطفال. وكان كل من رأى هذه الأحواض واللوحات التي تحتوي على ثلاثمائة وستة وستين سرير يبكي بشدة، فكيف يمكن أنْ يحصل مثل هذا؟

وفي نهاية القصة لم يتم بيان الحال الذي حل على الكونت أو الكونتيسة ولم يتم معرفة ما إذ أنَّ المرأة المتسولة قد علمت بأنْ أمنيتها قد تحققت أم لا.


شارك المقالة: