قصة المرأة العجوز والرجل العجوز

اقرأ في هذا المقال


قصة المرأة العجوز والرجل العجوز أو (The old woman and the old man) هي قصة من الثقافة الرومانية من نوع القصص التي تجمع بين الفولكلور والثقافة المكتسبة والتي نتجت عن الطابع الريفي للمجتمعات الرومانية ثقافة تقليدية إبداعية وحيوية بشكل استثنائي وكانت الإبداعات الشعبية هي النوع الأدبي الرئيسي حتى القرن الثامن عشر.

الشخصيات:

  •  الرجل العجوز.
  • المرأة العجوز.

قصة المرأة العجوز والرجل العجوز:

ذات مرة كان هناك رجل عجوز وزوجته العجوز لم يكن لديهما أطفال وقد تمنوا الحصول على طفل في شيخوختهما وكانت حياتهما صعبة، لأنّهما لم يكن لديهما أي مساعدة من أي لأحد، ولا حتّى لإشعال النار وعندما عودتهما إلى المنزل من العمل في الحقول، اضطرا إلى البدء بإشعال النار ثمّ إعداد طعامهما لوحدهما، وذات يوم عندما كانا قلقين ويتشاوران مع بعضهما البعض.

قررا البحث عن الأطفال وإيجاد واحد لهما مهما حدث لكي ينتهي شعورهما بالملل ولكي يكون هناك عون لهما بعد ذلك، لذلك ذهب الرجل العجوز في اتجاه والمرأة العجوز في اتجاه آخر للعثور على طفل في مكان ما حيث التقى الرجل العجوز بكلب، والمرأة العجوز بفأر وعندما التقيا مرة أخرى سألت المرأة العجوز: ماذا وجدت يا زوجي؟ قال: كلب صغير، وأنت يا زوجتي؟

قالت: فأر صغير، واتفقا الآن على تبني الفأر كطفل وطرد الكلب بعيدًا، لذلك عاد الزوجان مع الفأر في غاية السعادة لأنهما وجدا ما كانا يبحثان عنه، وعند وصولها إلى المنزل بدأت المرأة العجوز في إشعال النار، ثمّ تركت وعاء الحليب ليغلي لتصنع منه العصيدة، وتركت الفأر ليتابع غليانه وحتى لا يخرج خارج الإناء، بينما ذهبت هي مع الرجل العجوز للعمل في الحقول.

وبعد أن غادرت كانت العصيدة تغلي وتتناثر على الجزء العلوي من القدر، قال الفأر الذي كان جالسًا على الموقد بغضب: أيتها العصيدة لا تقفزي فوقي أو سأقفز عليك، ولكن الحليب لم يتوقف وكان لا يزال يتناثر على أسنانه وعندما رأى الفأر هذا غضب وقفز مباشرة في القدر، وعندما عاد العجوزان من الحقول واستدعوا طفلهم الفأر، ولكن لم يكن هناك طفل يمكن العثور عليه، وبعد البحث عنه لفترة طويلة دون جدوى، جلسا حزينين لتناول العشاء.

وكانا يأكلان العصيدة بمذاق رائع دون شعورهما بشيء غريب إلى أن أفرغت السيدة العجوز كامل الطبق إلى أن وصلت إلى القاع حيث كان طفلهما الفأر الصغير ميت وحينها بدأت تبكي وتصرخ وهي تقول: انظر يا زوجي، ها هو طفلنا المسكين غارق في القاع، فقال العجوز وهو يرتجف: كيف من الممكن حدوث هذا يا زوجتي وعندما رأوا هذا الحادث المروع، بدأوا في البكاء والندب بمرارة ومزق الرجل العجوز لحيته.

وكانت المرأة العجوز تشد شعر رأسها وتبكي طفاها بكلمات حزينة وغادر الرجل العجوز المنزل بعيون دامعة ولحية ملطخة وجلس تحت شجرة حيث وقف على على غصن تلك الشجرة أمام الكوخ طائر  العقعق الذي بدأ يحلق حوله وسأله عند رؤيته: لماذا مزّقت لحيتك أيها الرجل العجوز؟ فرد العجوز باكياً: أوه يا عصفوري العزيز كيف لا يمكنني تمزيق لحيتي وقد غرق طفلي الصغير في إناء العصيدة ومات؟

وعندما سمع العقعق هذا مزّق كل ريشه وهو يحلق هنا وهناك من شدة حزنه وغضبه، ولم يترك شيئًا سوى الذيل بينما انطلقت السيدة العجوز التي كانت تصرخ وتبكي بصوت عالي إلى البئر، لإحضار إبريق ماء لغسل جثة طفلها وعند البئر وقفت فتاة جاءت لتستقي الماء، وعندما رأت حالة المرأة العجوز سألت: يا سيدتي العجوز، لماذا قمت بتمزيق الشعر من رأسك حتى أصبت بالصلع تمامًا؟

فقالت العجوز: مع الأسف عزيزتي، كيف لا يمكنني القيام بتمزيق شعري وجعل نفسي أصلع بينما مات فأري الصغير؟ وعندما سمعت الفتاة هذا من شدة حزنها حطمت إبريقها إلى قسمين، ثمّ أسرعت إلى الإمبراطورة لتروي لها القصة، كانت السيدة الإمبراطورة وبمجرد سماعها سقطت من الشرفة وكسرت كاحلها وماتت، بينما ذهب الإمبراطور بدافع حب زوجته وأصبح راهبًا في دير الأكاذيب خارج البلاد الحقيقية.

وعندما جلس الأجداد مع أحفادهم الصغار الذين كانوا يروون من خلال خبرتهم هذه الحكاية البسيطة، بدت لهم قصة سخيفة لدرجة أنّها  أثارت ضحكهم وكانوا يكررونها كل يوم ليضحكوا بشدة، أو يستخدمونها وسيلة للترفيه عن أنفسهم عند شعورهم بالحزن والملل.


شارك المقالة: