قصة المكالمة The call Story

اقرأ في هذا المقال


في هذه الحياة نسمع عن الكثير من الأفعال الغريبة التي تصدر من بعض الأشخاص، ولكن هل من الممكن أن تصدر هذه الأفعال من شخص وصل إلى مستوى عالي من التعليم؟ تابع معنا عزيزي القارئ لنرى ما حدث مع بطل قصتنا لهذا اليوم وهو أحد أطباء التجميل، ولكنه مصاب بحالة من الاضطراب النفسي.

قصة المكالمة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في مدينة لوس أنجلوس، حيث أنه في أحد الأيام حينما تلقت إحدى ضابطات الشرطة المخضرمات والتي تدعى جوردن مكالمة استغاثة، إذ أن تلك الضابطة تتبع في عملها لقسم شرطة الطوارئ، وقد كانت تلك المكالمة من إحدى الفتيات وهي ما تدعى ليا، كانت تلك المكالمة تتمحور حول أن أحد الأشخاص حاول اقتحام منزلها، وردت عليها الضابطة ونصحتها بالهدوء والاختباء في الطابق العلوي.

ولكن في منتصف المكالمة تم قطع الاتصال، وهنا حاولت الضابطة معاودة الاتصال بها، ولكن كان قرار الضابطة بإعادة ومحاولة الاتصال مجدداً تسبب في أن كلف الفتاة حياتها؛ وذلك لأنه من خلال رن الهاتف تمكن المتسلل من معرفة المكان الذي تختبئ به الفتاة، وأول ما وصل المتسلل إلى مكان الهاتف قام بالرد على الضابطة، والتي حاولت ردعه وثنيه عن فعله، ولكنه أشار إليها بأن الأمر قد انتهى.

وفي صباح اليوم التالي بينما كانت الضابطة جالسة تشاهد إحدى محطات الأخبار رأت تقريرًا تلفزيونيًا يتحدث عن مقتل الفتاة ليا، وفي تلك اللحظة تنهار الضابطة وتشعر أنها السبب في ذلك، وعلى إثر ذلك انتقلت من مكان عملها في تلقي مكالمات الطوارئ، وبعد مرور ما يقارب على الستة أشهر بدأت الضابطة تعمل كمدربة في شرطة الطوارئ لمجموعة من الفتيات، وخلال تلك الفترة يتم اختطاف فتاة أخرى في ذات العمر التي قتلت الفتاة ليا به وتدعى كاثي من مرآب للسيارات يوجد في وسط المدينة.

ومن خلال مساعدة هاتف صديقتها الذي كان بحوزتها اتصلت برقم شرطة الطوارئ، حينما كانت محجوزة في الصندوق الخلفي لسيارة الخاطف، وهنا ردت عليها واحدة من المدربات ولكنها لم تضبط أعصابها مما جعلها تتنحى عن المهمة، والتي استلمتها الضابطة جوردن، ومن هنا عادت الضابطة للعمل الميداني من جديد.

في البداية حاولت الضابطة أن تهدئ من روع الفتاة وحثها على عدم الاستسلام مهما حصل معها، وهنا طلبت منها الفتاة أن تقطع لها وعداً بأن تحاول جاهده العثور عليها، فتفعل الضابطة، إذ أرادت أن تكفر على الذنب الذي تعتقد أنها اقترفته في مقتل الفتاة ليا، وأول ما قامت به الضابطة هو أنها قامت بسؤال الفتاة كاثي عن أوصاف خاطفها كما طلبت منها أن تصف لها السيارة ولونها، بالإضافة إلى المكان التي تم خطفها منه؛ وذلك حتى تتمكن من تحديد هويته المجرم، إذ أن الهاتف الذي كان بحوزتها كان من الصعب تتبعه.

وفي لحظة من اللحظات طلبت الضابطة من الفتاة المخطوفة أن تقوم بوصف ماهية الموجودات في صندوق السيارة، ومن بين الأشياء أخبرتها الفتاة أن هناك يوجد علبة من الطلاء ذات لون أبيض، وهنا على الفور طلبت منها الضابطة أن تقوم بصب الطلاء خارج السيارة من إحدى الفتحات؛ وذلك حتى تتمكن من تحديد الطريق الذي مرت منه السيارة.

ولكن من سوء حظ الفتاة المخطوفة في ذلك الوقت أن هناك أحد الأشخاص ويدعى ألان بملاحظة سكب الطلاء من السيارة فيقوم بإيقاف السائق وهو الخاطف ويحذره من انسكاب الطلاء، وحينما قام السائق بالتوجه نحو صندوق السيارة قام بالفتح عن الفتاة وقام بتهديديها بالقتل في حال فكرت في أي تصرف آخر، وهنا لاحظ السيد ألان أن هناك شيء ما غلط في الأمر، فحاول الاتصال بشرطة الطوارئ، ولكن الخاطف باغته وقام بضربه بآلة حادة.

ثم بعد ذلك على الفور قام الخاطف بالاستيلاء على سيارة السيد ألان، وقد قام بحمل السيد ألان ووضعه مع الفتاة المخطوفة، وفي تلك الأثناء قامت الفتاة بالاتصال بالضابطة مرة أخرى وأخبرتها بما حدث، وهنا طلبت منها الضابطة تحديد هوية القتيل الذي معها، وأول ما أخبرتها استدلوا على أرقام سيارته، وفي ذات اللحظة قامت الضابطة بالتعميم على كافة الدوريات المرورية من أجل إيقاف سيارته بمجرد رؤيتها.

وفجأة استعاد السيد ألان وعيه، مما تسبب في حالة فزع وذعر للفتاة إذ اعتقدت أنه متوفي، وبدأ بالصراخ وطلب النجدة، وعلى الرغم من محاولات بتهدئته، إلا أنه لا يستجيب لها، فسمعه الخاطف ونزل من أجل قتله والتخلص منه، كل ذلك تم وخط الهاتف مفتوح بين الضابطة والفتاة، وبعد مرور فترة وجيزة تمكنت عناصر الشرطة من التوصل إلى هوية الخاطف، وقد كان ذلك من خلال بصماته التي حصلوا عليها من إحدى علب السموم التي حاول بها قتل السيد ألان والتي وجودوها مرمية على جانب الطريق، وأول ما توصلوا إليه قاموا بزيارة إلى منزله، من أجل رؤية زوجة وأطفال المجرم.

وهناك اكتشفوا أنه في الحقيقة يعمل كطبيب في مجال التجميل، وأنه له شقيقه توفيت جراء إصابتها بمرض السرطان، كما تبين أن شقيقته تشبه إلى حد كبير كل من الفتاة المخطوفة والقتيلة ليا، وبعد معرفتهم بذلك أركوا أن للأمر بعد نفسي، بينما على الصعيد الآخر حينما كان الخاطف والذي تبين أنه يدعى مايكل يقود السيارة في إحدى الطرق الفرعية شعر أن الفتاة المخطوفة تهاتف أحداً، وأول ما أمسك بالهاتف النقال منها شعرت الضابطة بذلك وخاطبته باسمه، وهذا الأمر أشعره بالذعر وتسبب له بصدمه، في بداية حديثها معه حاولت تهدئته ونهيه عن قتل الفتاة وطلبت منه أن يقوم بتسليم نفسه لمركز الشرطة، ولكن بكل بساطة أجابها أنه انتهى الأمر، وهنا تيقنت الضابطة أن القاتل في الحالتين هو ذاته.

وبعد التحري والبحث عن المجرم تبين له مجموعة من الصور مع شقيقته في أحد المنازل المهجورة التي تعود ملكيتها له، وعند تفتيش ذلك المنزل لم يتم العثور على أي شيء يدينه، ولكن الضابطة تشك بلجوء المجرم إلى مكان آخر وبالفعل صح تخمينها، وتأخذ بتتبعه وأول ما وصلت إليه وبرفقته الفتاة أدركت أن تلك الفتاة ما زالت على قيد الحياة، وأنه يقوم بقص شعرها بعد أن قيدها، وعلى الفور تنهال عليه بالضرب المبرح، وبعدها تفك قيد الفتاة، ولكن الخاطف باغتها وحاول قتلها ولكن الفتاة تقوم بطعنه بأداة حادة في منطقة الظهر.

وفي النهاية بعد أن تمكنت الضابطة والفتاة المخطوفة من الفرار من وكر القاتل طاردهما إلى الخارج، وقد تبين أنه في ذلك الوكر هو المكان الذي يقتل به الفتيات ويسلخ فروة رؤوسهم، ولكن في هذه المرة تمكنت كل من الضابطة والفتاة المخطوفة من الإيقاع به وضربه، ومن ثم تقييده على ذات الكرسي الذي كان يقيد به الفتيات، وقد تركتاه مربوطًا حبيسًا كي يتذوق المرار الذي يسقيه إلى ضحاياه، وسارت الضابطة وهي تقول له جملته المعتادة: لقد انتهى الأمر.

المصدر: كتاب من روائع الأدب الأمريكي المعاصر - توني موريسون - 2014


شارك المقالة: