قصة النساء المقرنات أو (The horned women) هي حكاية شعبية لشعب سلتيك، للمؤلف جوزيف جاكوبس، نُشرت عام (1892) للناشر أبناء جي بي بوتنام.
الشخصيات:
- الساحرات.
- صاحبة البيت.
قصة النساء المقرنات:
جلست امرأة ثرية في وقت متأخر من ليلة واحدة تلبس وتحضر الصوف، بينما كان جميع أفراد الأسرة والخدم نائمين، وفجأة سمعت طرقاً على الباب، وصوت ينادي: افتح! افتح! قالت المرأة صاحبة البيت: من هناك؟ أجاب الصوت: أنا ساحرة القرن الواحد. فتحت السيدة، على افتراض أن أحد جيرانها قد جاء ليطلب المساعدة، فتحت الباب فدخلت امرأة وفي يدها زوج من الصوف، وكانت تحمل قرنًا على جبينها، كما لو كان ينمو هناك ثمّ جلست بجانب النار في صمت وبدأت تمشط الصوف بعجلة عنيفة.
وفجأة توقفت وقالت بصوت عال: أين النساء؟ لماذا يتأخرنّ كثيرًا، ثم سمعت طرق ثانية على الباب، ونادى صوت كالسابق: افتح! افتح! شعرت المرأة بأنها مضطرة إلى النهوض والاجابة على الطارق، وعلى الفور دخلت ساحرة ثانية، لها قرنان على جبهتها، وفي يدها عجلة لغزل الصوف. قالت: أعطني مكان، أنا ساحرة القرنين، وبدأت تدور بسرعة البرق، واستمر القرع على الباب، وسُمع النداء، ودخلت الساحرات حتى جلست اثنتا عشرة امرأة أخيرًا حول النار، الأولى بقرن، والأخيرة بقرن اثني عشر.
وقمن بكشط الخيط وإدارة عجلات الغزل الخاصة بهن، ونسجن، وكنّ جميعًا يغنين معًا قافية قديمة، لكنهنّ لم يتحدثن إلى سيدة المنزل،كانت هؤلاء الاثنتا عشرة امرأة بقرونهنّ وبكراتهنّ وشكلهنّ الغريب مخيف للنظر. شعرت سيدة البيت بقربها من الموت، وحاولت أن تنهض لتطلب المساعدة، لكنها لم تستطع التحرك، ولم تستطع نطق كلمة أو صرخة، لأن تعويذة السحرة كانت عليها، ثم تحدثت أحداهنّ باللغة الأيرلندية، وقالت: قومي يا امرأة، واصنعي لنا كعكة.
ثمّ بحثت المرأة عن إناء لجلب الماء من البئر حتى تتمكن من خلط الوجبة وتحضير الكعكة، لكنّها لم تجد شيئًا، فقلنّ لها خذي منخل وادخلي فيها ماء، وأخذت الغربال وذهبت إلى البئر، لكنّ الماء سكب منها، ولم تستطع إحضار شيء من الكعكة، وجلست بجانب البئر وبكت. ثم جاء صوت من أمامها وقال: خذي الطين الأصفر والطحلب، واربطهيم معًا وألصقي المنخل حتى يثبت، وهذا ما فعلته، وكان الغربال محمل بالماء من أجل الكعكة، وقال الصوت مرة أخرى: ارجعي إلى هنا واستمعي لما سأقوله: عندما تصلي إلى الزاوية الشمالية للمنزل، اصرخي بصوت عالٍ ثلاث مرات وقولي: جبل النساء الفانيات والسماء فوقها كلها مشتعلة، وقد فعلت ذلك.
عندما سمعت الساحرات بالداخل النداء، اصدرنّ صرخة كبيرة ومخيفة من شفاههنّ، واندفعنّ إلى الأمام مع النحيب والصراخ، وهربن إلى سليفين آمون حيث كان مقرهن الرئيسي، لكنّ روح البئر أمرت سيدة المنزل بالدخول وتجهيز منزلها ضد سحر الساحرات إذا عدن مرة أخرى. وكما أخبرتها أن تفعل، قامت أولاً، لكسر تعويذاتهنّ برش الماء الذي غسلت فيه قدمي طفلها، خارج الباب على العتبة، ثانياً: أخذت الكعكة التي كانت الساحرات قد صنعنها في غيابها من وجبة ممزوجة بالدم المسحوبة من العائلة النائمة، وكسرت الكعكة إلى قطع صغيرة، ووضعت قليلاً في فم كل نائم، وتم إعادتهم لوعيهم.
وأخذت قطعة القماش التي نسجتها، وقطعتها لنصفين حيث وضعت نصفًا من الصندوق بقفل، وأخيرًا قامت بتأمين الباب بعارضة عرض كبيرة مثبتة في الحائط حتى لا تتمكن الساحرات من الدخول، وبعد أن فعلت هذه الأشياء انتظرت. لم يمض وقت طويل على عودة الساحرات، واستشطنّ غضبًا وقلنّ أنهنّ سيعدن إلى الانتقام، ثمّ صرخن: افتح! افتح! يا قدم الماء، فقالت أقدام الماء: لا أستطيع، أنا مشتت على الأرض وطريقي إلى البحيرة.
ثمّ قالت الساحرات: افتح، افتح، أيها الخشب والأشجار والشعاع! ثمّ رددوا الصراخ، فقال الباب: لا أستطيع، لأن العارضة مثبتة في الحائط وليس لدي القدرة على التحرك، ثمّ رددت الساحرات: افتحي، افتحي، يا كعكة صنعناها واختلطت بالدم! وكن يرددن الصوت مع البكاء. قالت الكعكة: لا أستطيع لأني مكسورة ومفتتة، ودمي على شفاه الأطفال النائمين، ثم اندفعت الساحرات في الهواء بصرخات شديدة، وهربن عائدات إلى سليفين آمون، وهن يتلفظن بلعنات غريبة على روح البئر الذي كان يتمنى زوالهن.
لكن المرأة والمنزل تركوا في سلام ، وألقت إحدى الساحرات عباءة أثناء رحلتها، وتم تعليقها من قبل صاحبة المنزل في ذكرى تلك الليلة، وقد احتفظت نفس العائلة بهذا الوشاح من جيل إلى جيل لمدة خمسمائة عام بعد ذلك.