تناولت هذه القصة الحديث في مضمونها حول نمر وغزال كانا يتعاقبان مع بعضهما البعض على بناء المنزل دون أن يعلم أحدهما عن الآخر، وبعد اكتشاف ذلك بفترة قصيرة تفرقا بسبب خوف كل منهما من الآخر أن يقوم بقتله.
الشخصيات
- النمر
- الغزال
قصة النمر والغزال
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة البرازيل، حيث أنه في يوم من الأيام ظهرت في إحدى الغابات فصيلة من فصائل الحيوانات وهي الغزلان، وحينما وطأت الغزلان في تلك الغابة وجدت أنه بها كافة المواصفات التي تناسب العيش بسلام وأمان، إذ أنه الغابة لا يعيش بها سوى القليل من الحيوانات الأليفة، وبالإضافة إلى ذلك كانت تلك الغابة على امتداد نهر طويل، حيث المرعى الجيد والمياه الوفيرة، وعلى إثر ذلك قررت الغزلان أن تقيم لها منزل في تلك الغابة، إذ أنها على الدوام كانت تشكو من حالة التنقل والترحال من غابة إلى أخرى.
وبالفعل قامت الغزلان بالبحث عن موقع مناسب لبناء منزل، ولكن ما حدث هو أن المجموعة أشارت إلى أنها لا يمكنها الاستمرار في تلك المنطقة، فمن أبرز سمات الغزال هي العدو والجري من حقل إلى آخر وعدم الثبات على مكان واحد، ولكن واحد من بين تلك المجموعة رفض الانتقال مع بقية القطيع وبقي بمفرده من أجل بناء ذلك المنزل ورحل الجميع عنه.
وبعد عدة أيام جاء إلى ذات الغابة نمر، وأول ما شاهد تلك الغابة الجميلة والتي يتوفر بها كافة سبل العيش الكريم، قرر أن يستقر في تلك الغابة ويقوم ببناء منزل لنفسه بها، إذ كان قد سئم من حياة التنقل هنا وهناك من أجل الحصول على حياة مريحة، وتلك الغابة رأى أنها الأنسب له، وبالفعل بحث عن مكان مناسب لبناء المنزل، والذي قرر أن يكون ضفاف النهر العظيم.
وكل من الغزال والنمر وقع اختيارهما على ذات البقعة من المكان، ولكن لم يكن أحد يعلم على الآخر؛ وذلك لأنه حينما قدم النمر كان الغزال في الغابة يجمع ما يلزم لبناء المنزل، وحينما وصل الغزال إلى مكان بناء المنزل كان النمر قد توجه للغابة من أجل إحضار ما يلزم لبناء منزله كذلك، وأول ما وصل الغزال إلى ضفة النهر قام بإزالة الأوساخ والأشجار عن مكان المنزل وجعل الأرض مستوية لبناء منزله، ثم عاد إلى الغابة من أجل استكمال بقية ما يلزم للمنزل.
وفي تلك الأثناء جاء النمر، وأول ما وصل إلى المكان الذي اختاره لإقامة المنزل قال: هذا هو المكان الذي اخترته من أجل بناء فيه منزلي، لكن الأرض كيف تم تنظيفها وتسويتها هكذا؟ سوف يعينني الله من أجل أن أرتاح من التنقل هنا وهناك، وفي تلك اللحظة اشتعل النمر بالحماس وقام بتسوية الأرض وصقلها وجعل لنفسه أرضية صلبة ولامعة، ثم عاد وتوجه نحو الغابة من أجل إحضار باقي مستلزمات بناء المنزل.
وحينها عاد الغزال وشاهد الأرضية قد تم تجهيزها وأصبحت لامعة وصلبة، قال: من الواضح أن الله يساعدني، وقد بدأت الحيوية والنشاط والطاقة المتجددة تتغلغل بداخله، وعلى الفور قام ببناء الجدران للمنزل، وأول ما انتهى منهن عاد للغابة لإحضار باقي ما يلزمه، وبعدها جاء النمر وحينما شاهد الجدران أصيب بدهشة كبيرة، وقال: لم يتبقى علي سوى بناء السقف، وعلى الفور صنع النمر القوي سقفًا، وأول ما انتهى من بنائه عاد إلى الغابة، ليجلب باقي ما يلزمه.
وأول ما تعاقب معه الغزال وشاهد السقف مبني قال: من المؤكد أن الله قد بارك ذلك المنزل، ولم يتبقى علي سوى تقسيم المنزل من الداخل، وهمّ بتقسيم المنزل إلى غرفتين، واحدة لنفسه والأخرى لضيوفه، وحينما انتهى من تقسيم الغرف حلّ الظلام فدخل إلى غرفته واستراح ونام طوال الليل.
وفي تلك الأثناء عاد النمر ورأى أن هناك غرفتين داخل المنزل، وهنا اندهش وقال: لقد منحني الله في هذا المنزل المبارك غرفتين واحدة لي والأخرى لضيوفي، وتوجه إلى الغرفة الأخرى ونام ليله الطويل واستراح بما فيه الكفاية، وعند بزوغ فجر اليوم التالي استيقظ كل من الغزال والنمر وكانا كلاهما في ذات المنزل، ولكن كل منهما في غرفة، وحينما خرجا كلاهما إلى شرفة المنزل شاهدا بعضهما البعض، وأصيب كل منهما بدهشة كبيرة، وسأل كل منهما الآخر ذات السؤال وهو: هل ساعدت في بناء منزلي؟ وكلاهما أجابا نفس الجواب وهو: نعم.
في البداية استسلم كل منها إلى أمر الواقع وبدأ كل منهما يعيش في غرفة، وكان يسود علاقتهما الوئام والود، وفي يوم من الأيام أشار النمر إلى أنه يشعر بالجوع وقال للغزال أشعل النار وجهز قدر من الماء وضعه على النار، بينما أنا سوف أذهب للصيد، وبالفعل قام الغزال بتجهيز كافة مستلزمات الطعام والنمر توجه للصيد، وخلال رحلة صيد النمر عثر على غزال قبض عليه واصطاده، وعاد إلى المنزل وبدأ في طهي الغزال، وحينما رأى الغزال ما كان النمر يطبخه شعر بحزن كبير، وحينما انتهى النمر من طبخ فريسته وتناولها بدأ الغزال يشعر بالخوف على نفسه، ولم يرضى بأن يتناول معه الطعام، وتوجه نحو غرفته وحاول النوم.
وبعد أن انتهى النمر من طعامه توجه نحو غرفته، ولكن الغزال لم يقوى على النوم على الاطلاق، وفي صباح اليوم التالي طلب النمر من الغزال مرة أخرى تجهيز أدوات الطهي لحين عودته من الصيد، ولكن الغزال أول ما تأكد من أن النمر توجه للصيد على الفور ذهب إلى الغابة، وهناك التقى الغزال مع الحيوان تاماندوا وهو ما كان آكل النمل، وقد أخبره أن أحد النمور يتحدث عنه بسوء ويكن له الشر، وحينما سمع تاماندوا بذلك شاط به الغضب وعلى الفور بحث عن ذلك النمر وهاجمه بمخالبه القوية الحادة.
وبعد أن تمكن تاماندوا من النمر قام الغزال بحمل النمر والعودة به إلى المنزل، وأول ما وصل إلى هناك وجد أن النمر جاره قد وصل من رحلة صيده، وقام حينها بطبخ النمر المتوفي أمام أعينه، دب الرعب والخوف به، على الرغم من أنه كان متيقن من أن الغزلان لا تأكل لحم النمور، إلا أنه خاف وذهب إلى غرفته، ومنذ تلك الليلة ولم يقوى أحد منهم على النوم، إذ كل من النمر والغزال يخشى أن يأتي كل منهم على الآخر ويلتهمه، ولكن في النهاية استسلم كل منهم للنوم وغط به.
ولكن ما حدث هو أن أول ما غط الغزال في النوم من باب الصدفة طرقت قرونه على الحائط وأصدرت صوتًا عاليًا، وهنا استيقظ النمر من نومه مذعوراً إذ اعتقد أن الغزال قادم لمهاجمته، وسرعان ما أصدر صرخة مدوية، فاعتقد الغزال أن النمر قادم لقتله، وبلمح البصر هرب الغزال من المنزل، كما أن النمر هرب على الفور كذلك، وقد ركضا الاثنان في اتجاهين متعاكسين، ومنذ ذلك الوقت لم يقيم النمر والغزال سوياً.
العبرة من القصة هي أن الخوف بشتى أشكاله يجعل الشخص يتخيل أمور ليست حقيقية، كما أنه يجعله في حالة مزرية من التوتر والقلق.