قصة النوركا أو (The Norka ) (الروسية: Норка-зверь) هي قصة خرافية من كتاب (The Red Fairy Book )لأندرو لانج، لا يعطي لانغ أي مصدر للحكاية، لكنه مأخوذ حرفيا من كتاب حكايات روسية فولكلورية بقلم دبليو آر إس رالستون، الذي نشره في عام 1873 سميث وإيلدر وشركاه، وأعاد نشرها من قبل Kessinger Publishing في عام 2004.
الشخصيات:
- الأمير أيفان.
- الأميرات.
- اخوة الأمير أيفان.
قصة النوركا:
كان يعيش ملك وملكة، كان لديهم ثلاثة أبناء، اثنان منهم أذكياء، والثالث مغفل، كان للملك حديقة غزلان كانت فيها كميات من الحيواناتالبرية من أنواع مختلفة، وفي تلك الحديقة كان هناك وحش ضخم، كان اسمه نوركا حيث يقوم بأذى مخيف، فهو يلتهم بعض الحيوانات كل ليلة.
فعل الملك كل ما في وسعه للقضاء عليه لكنه لم يتمكن من ذلك، أخيرًا دعا أبنائه وقال: من يقتل النوركا، فسأعطيه نصف مملكتي، في البداية تولى الابن الأكبر المهمة، وبمجرد حلول الليل، أخذ أسلحته وانطلق، ولكن قبل أن يصل إلى الحديقة، ذهب إلى المتجر، وهناك أمضى الليل كله وهو يشرب وعندما عاد إلى رشده كان الوقت قد فات، وكان الفجر قد بزغ بالفعل.
لقد شعر بالعار أمام والده، لكن لم يكن هناك مساعدة لذلك، في اليوم التالي ذهب الابن الثاني وفعل الشيء نفسه فوبخهم والدهم، وفي اليوم الثالث، تولى الابن الأصغر المهمة، وقد ضحكوا عليه جميعًا احتقارًا له، لأنه كان غبيًا جدًا ، وشعروا بأنه لن يفعل أي شيء، لكنه توجه مباشرة إلى الحديقة، وجلس على العشب في وضعية حيث أن أسلحته ستوخزه في اللحظة التي ينام فيها، فيستيقظ.
وعندما جاء منتصف الليل، بدأت الأرض تهتز، وجاء النوركا مسرعًا، واندفع عبر السياج إلى المنتزه، وكان ضخمًا جدًا، فقفز الأمير على قدميه، وذهب مباشرة نحو الوحش، حيث هرب عائدًا، وركض الأمير وراءه، ثمّ أمسكه الأمير وأصابه بثلاث جروح، ولكن فجأة، هرب الوحش إلى حجر أبيض عظيم، واختفى بعيدًا تحت الحجر أسفل الأرض.
عاد الأمير إلى المنزل، وأخبر والده بكل ما حدث، وطلب منه أن يحصل على حبلًا جلديًا، وهو ما يكفي للوصول إلى مكان الوحش، فأمر والده أن يصنع الحبل، ثمّ دعا الأمير إخوته، وأخذوا معهم خدمًا وكل ما هو مطلوب لمدة عام كامل، وانطلقوا إلى المكان الذي اختفى فيه الوحش تحت الحجر، وعندما وصلوا إلى هناك ، بنوا قصرًا على الفور، وعاشوا فيه لبعض الوقت، ثمّ قال الاخ الاصغر للآخرين: الآن أيها الاخوة من سيرفع هذا الحجر؟.
لم يستطع أي منهما تحريكه، ولكن بمجرد أن لمسه الأمير الصغير، طار بعيدًا، ولما رمى الحجر جانباً تكلم ثانية مع أخوته قائلا: من ذاهب إلى العالم الآخر للتغلب على النوركا؟ لم يتكلم أي منهما، ثم ضحك عليهم لكونهم جبناء وقال: حسنًا، أيها الإخوة، وداعًا! أدخلوني إلى العالم الآخر، ولا تبتعدوا عن هنا، ولكن بمجرد أن يتم تحريك الحبل، اسحباه لأعلى.
أنزله إخوته وفقًا لذلك، وعندما وصل إلى العالم، تحت الأرض، مشى وتجول في حصانه حتى رأى أمامه قصرًا من النحاس حيث دخل الفناء وقيّد حصانه ودخل البيت، وفي إحدى الغرف تم وضع عشاء، جلس وتناول العشاء ، ثم دخل غرفة النوم، وهناك وجد سريرًا استلقى عليه، ثمّ أتت سيدة أجمل مما يمكن تخيله.
قالت السيدة: أنت الذي في بيتي، ما هو اسمك! أن كنت شيخا تكون أبي، وإن كنت رجل في منتصف العمرستكون أخي، ولكن إذا كنت شاباً تكون زوجي، وان كنت امرأة عجوز تكوني جدتي، وإذا كنت في منتصف العمر، والدتي، وإذا كنت فتاة ، تكوني أختي، وعندما خرج ورأته سرّت به وقالت: أيها الأمير إيفان، سوف تكون زوجي العزيز! لماذا أتيت إلى هنا؟ ثم أخبرها بكل ما حدث.
فقالت: هذا الوحش الذي ترغب في التغلب عليه هو أخي، إنه يقيم الآن مع أختي الثانية التي تعيش بالقرب من هنا في قصر فضي، بعد ذلك تناول الطعام، وتحدثوا معًا، ثم أخذ الأمير منها، وتوجه الأمير إلى الأخت الثانية، التي كانت تعيش في القصر الفضي، ومعها أيضًا بقي لفترة، ثمّ أخبرته أن شقيقها نوركا كان وقتها عند أختها الصغرى.
فذهب إلى أخته الصغرى التي كانت تعيش في قصر ذهبي، أخبرته أن شقيقها كان نائمًا في ذلك الوقت على البحر الأزرق، وأعطته سيفًا من الصلب وماء القوة، وطلبت منه قطع رأس شقيقها بضربة واحدة، ولما سمع هذا ذهب في طريقه، وعندما جاء الأمير إلى البحر الأزرق، وجد نوركا نائمًا على حجر في وسط البحر، فصعد إليه ، وضربهعلى رأسه بسيفه حيث قفز الرأس، فقال الأمير: حسنًا، لقد انتهيت الآن!
بعد أن قتل الوحش، عاد الأمير مرة أخرى، وأخذ جميع الأخوات الثلاث على الطريق بقصد إخراجهم إلى العالم العلوي، وكان لكل واحدة منهنّ حول قصرها بيضة، لأنهنّ كنّ جميعًا ساحرات، وعلمنه كيف يحول البيض إلى قصور، وسلمنه البيض، وبعد ذلك ذهبوا جميعًا إلى المكان الذي كان يجب رفعهم منه إلى العالم العلوي.
وعندما وصلوا إلى حيث كان الحبل، أمسكه الأمير وأخرج الأميرات وعندما رفع أخوته الأميرات أولًا، ووضعوا أعينهم على الأميرات الرائعات، ثمّ قالوا لبعضهم: لننزل الحبل، ونجذب أخينا قليلاً، ثم نقطع الحبل في منتصف الطريق، ربما سيقتل وسنحصل على هؤلاء الأميرات كزوجات.
لذلك عندما أنزلوا الحبل، واما اخوهم فلم يكن غبياً، خمن ماسيفعلوه، فربط الحبل بحجر، وعندما رفع إخوته الحجر إلى ارتفاع كبير، ثم قطعوا الحبل، سقط الحجر وتحطم، فسكب الأمير الدموع ومضى، ثمّ هبت عاصفة وسقط المطر وتكونت السيول، فصعد الأمير إلى شجرة ليحتمي تحتها، ورأى في تلك الشجرة بعض الطيور الصغيرة التي كانت مبللة، فخلع ثوبه وغطاهما وجلس تحت الشجرة.
في تلك الأثناء جاء طائر كبيرفكانت هذه كانت أم تلك الطيور الصغيرة التي غطاها الأمير، فقالت: من الذي حمى طيوري؟ وأضافت: هل فعلت ذلك؟ شكرًا لك! في المقابل، اسألني عن أي شيء تريده، وسأفعله لك، أجاب الأمير: إذًا ، احمليني إلى العالم الآخر.
ثم وضع الطائر إناء على ظهره، والأمير يجلس في منتصفه، فبدأ الطائري طير وبعد أن قطع مسافة ما، أوصلته إلى نهاية رحلته، وغادرت وعادت بعيدًا، لكنه ذهب إلى منزل خياط في المنطقة، وعمل كخادم له، وارتدى الملابس القديمة ، بحيث لم يكن أحد يشك في أنه أمير، بعد أن دخل في خدمة هذا السيد، بدأ الأمير يسأل عما يجري في ذلك البلد.
فأجاب سيده: إن أمرائنا قد اختفوا وأحضروا عرائس من العالم الآخر، ويريدون الزواج بهن، ولكن تلك العرائس ترفض، لأنهنّ يصررن على صنع ملابس زفافهنّ، تمامًا مثل تلك التي كنّ يرتدينها في العالم الآخر، وذلك دون أن يتم قياسها لهم، لذلك لقد دعا الملك جميع العمال معا، ولكن لم يستطع أحد منهم القيام بذلك، قال الأمير، بعد أن سمع كل هذا: اذهب إلى الملك، أيها السيد وأخبره أنك ستوفر هذا الطلب لهنّ.
قال سيده: لكن هل يمكنني أن أعمل على صنع ملابس من هذا النوع؟ فقال الأمير: اذهب يا سيد ولا تحمل همّ شيء، لذلك ذهب الخياط، وكان الملك مسرورًا لأنه تم العثور على خياط جيد واحد على الأقل، وأعطاه ما يشاء من المال، وعندما حسم الخياط كل شيء، عاد إلى المنزل، فقال له الأمير: الآن، اذهب إلى النوم، وغدا سيكون كل شئ جاهزًا، واتبع الخياط نصيحة الشاب ونام.
بدا منتصف الليل، قام الأمير وخرج من المدينة إلى الحقول، وأخرج من جيبه البيض الذي أعطته الأميرات له، وكما علمنه، حول البيضات إلى ثلاثة قصور حيث دخل إلى كل واحدة منها، وأخذ ملابس الأميرات ، وخرج مرة أخرى، وحول القصور إلى بيض وعاد إلى المنزل، ولما وصل إلى هناك علق الملابس على الحائط واستلقى لينام.
في الصباح الباكر استيقظ سيده حيث كان هناك أردية معلقة لم يرها من قبل، وكلها مشرقة بالذهب والفضة والأحجار الكريمة، ففرح وأمسك بهم وأخذهم إلى الملك، وعندما رأت الأميرات أن الملابس كانت ملابسهن في العالم الآخر، خمنّ أن الأمير إيفان موجود في هذا العالم، لذلك تبادلنّ النظرات مع بعضهم البعض، لكنهنّ حفاظًا على سلامته صمتنّ.
وبعد أن سلم السيد الملابس، عاد إلى منزله، لكنه لم يعد يجد عامله العزيز هناك، لأن الأمير ذهب إلى صانع الأحذية، وهو أيضًا أُرسل للعمل لدى الملك، وبنفس الطريقة ذهب إلى جولة كل الحرفيين، وكلهم قدموا له الشكر، لأن الملك أثراهم من خلاله، وبحلول الوقت الذي كان فيه العامل الأمير قد ذهب في جولة إلى جميع الحرفيين، كانت الأميرات قد تلقتينّ كل ما طلبنه.
كانت كل ملابسهنّ تشبه ما كانت عليه في العالم الآخر، ثم بكينّ بمرارة لأن الأمير لم يأت، وكان من المستحيل عليهنّ الصمود أكثر من ذلك، وأصبح من الضروري أن يتزوجنّ الآن، ولكن لما استعد الجميع للعرس، قالت أصغر عروس للملك: اسمح لي يا أبي أن أذهب وأعطي الصدقات للمتسولين.
فوافق، وذهبت وبدأت في منحهم الصدقات وتفحصهم عن كثب، وعندما جائت إلى أحدهم، وكانت ستعطيه بعض المال، لاحظت الخاتم الذي أعطته للأمير في العالم الآخر، وخواتم أخواتها أيضًا، فأمسكته بيده وأدخلته إلى الدار وقالت للملك: هذا هو الذي أخرجنا من العالم الآخر، لقد منعنا إخوته من القول إنه على قيد الحياة، وهددونا بقتلنا إذا فعلنا ذلك. ثم غضب الملك على هؤلاء الأبناء وعاقبهم أشد عقوبة، وبعد ذلك أقيمت ثلاث حفلات زفاف وكان الأمير الصغير جزءًا منها.