تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول القصص التي حدثت خلال التجارب التي كانت تقوم بها أكثر من منظمة من أجل الهبوط على سطح القمر قبل الأخرى.
قصة الهبوط الأول على القمر
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في منتصف القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام كانت إحدى الوكالات الفضائية على أتم الاستعداد وبكل حماس من أجل القيام بالهبوط الأول على سطح القمر، وفي تلك الفترة كان هناك تحدي بينها وبين إحدى الوكالات الفضائية التابعة إلى الاتحاد السوفييتي المنحل آنذاك، وباستمرار كانت هناك العديد من الحملات والاختبارات والإطلاقات نحو الفضاء دون توقف في سباق مع الزمن، وكان هناك تحدي بين تلك الوكالات الفضائية بأي منها سوف تهبط بالأول على سطح القمر والعودة بأمان قبل نهاية العقد.
وخلال فترة التدريبات التي تكللت بالجهد حدث هناك العديد من التضحيات والمآسي، إذ توفى نحو ثمانية من رواد فضاء في حوادث تحطم الطائرات والمركبات، كما أنه هلك العديد من الطواقم الأرضية والعاملين في الوكالة خلال تلك الاختبارات وتوفي عشرات من الطيارين التجريبيين.
وفي تلك الأثناء أشار أحد أشهر أساتذة الفضاء ويدعى جون لوجسدون، والذي كان يعمل في ذلك الوقت لدى إحدى الجامعات والتي تعرف باسم جامعة جورج واشنطن، إن تلك التجربة والتي أطلقت عليها الوكالة اسم تجربة أبولو فريدة من نوعها، وتشبه إلى حد كبير الحرب في التجارب العسكرية أكثر من أن تكون شبيهة بأنشطة فضائية، وأن أول الطيارين الذين شاركوا في تلك الاختبارات كانوا بمثابة قوة الدفع الأولى، وخلال فترة تدريبهم كان الطيارون يقومون بكسر حواجز الصوت؛ وذلك من أجل الوصول إلى سرعات عالية تفوق سرعة الصوت.
وفي أواخر الأربعينات من القرن العشرين تم انضمام مجموعة من الطيارين ومنهم من كانوا قادمين من البحرية أو القوات الجوية، وآخرين من اللجان الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية وإحدى الشركات الرائدات في تلك الوكالة، ومن أول الطيارين الذين التحقوا للخوض في تلك التجربة كان الطيار هوارد، وهو ما كان أول طيار في مجال الهندسة العاملين في الوكالة وتم تصنيفه على أنه رابع شخص تمكن من كسر حاجز الصوت في صحراء إحدى الولايات والتي تعرف باسم ولاية كاليفورنيا، ولكن في يوم من الأيام حدث فشل في الضغط على أحد المحركات، والذي تسبب في قطع كابلات التحكم وتحطم الطائرة، وكان أول طيار من يتوفى وقت أداء الواجب.
وبعد مرور ما يقارب شهر توفي عدد من الطيارين من بينهم الكابتن ويدعى غلين و. في إحدى القواعد الجوية التابعة إلى مدينة إدواردز، بالإضافة إلى أربعة من أفراد طاقم الطائرة في طائرتهم التجريبية والتي كانت تحمل اسم الجناح الطائر، وأُعيد تسميتها بعد فترة وجيزة لتصبح تحمل اسم مرفق رحلة كاليفورنيا إلى قاعدة إدواردز الجوية، وفي كل شهر كان توفي كذلك ما يقارب سبعة من الطيارين التجريبيين في إدواردز.
وفي الستينات من القرن التاسع عشر بدأ أول برنامج الفضاء، ومن خلال ذلك البرنامج دخل مجموعة من الطيارين وخاضوا التجارب مع الباقين ممن ما زالوا على قيد الحياة ضمن فيلق رواد الفضاء التابع للوكالة الفضائية، وفي تلك الأثناء تمكن آخرون من مهندسين ومتعلمين في إحدى الكليات والتي تعرف باسم كلية نيل مثل من يدعى أرمسترونج وآخر يدعى ألدرين من بناء خلفية علمية حول تلك التجارب.
وقد أشار أحد المؤرخين ويدعى روجر وهو ممن كانوا يعملون في السابق لدى الوكالة حول الطيارين التجريبيين الذين أصبحوا فيما بعد مرشحين ليكونوا أبرز رواد الفضاء، إلا أن هؤلاء كانوا أشخاص اعتادوا على قبول المخاطر، وقد نسوا أن عائلاتهم لم تكن معتادة على ذلك، وتجاربهم تلك كانت السبب في تدمير زوجاتهم وأطفالهم، إذ انتهت أول رحلة للمهندس إلى الفضاء كان من المحتمل أن تنتهي بكارثة.
كم أضاف المؤرخ أن رواد الفضاء لم يكونوا من أكثر الراغبين في المخاطر فحسب، إنما كذلك كانوا يدركون تماماً أن سفنهم ومراكبهم الفضائية من المحتمل أن تفشل، وهذا ما واجهه المهندس بذاته في تلك الكارثة التي حصلت معه في أول مهمة فضائية له والتي كانت على واحد من المركبات الفضائية والتي تحمل اسم جيميني 8.
وما حدث في تلك الكارثة هو أنه حدث عطل في جدران المركبة، وفي تلك اللحظة بدأ المهندس وأحد زملائه من الطيارين ويدعى ديفيد سكوت قد خرجوا عن نطاق السيطرة في الفضاء، وبعد أن ناضلوا من أجل مقاومة الثقوب السوداء التي حصلت في الطائرة، لكن تمكن أخيراً المهندس من السيطرة في النهاية والهبوط بسلام على كوكب الأرض، ومنذ تلك الرحلة أصبح الطاقم الذي كان على متن تلك الرحلة الخضوع للتدريب ليصبحوا رواد فضاء.
وفي الرحلة الفضائية التي تلت رحلة المهندس توفي بها طيار يدعى ثيودور فريمان، وهو ما كان يعمل كعضو لدى المجموعة الأولى والتي كانت قاعدتها في إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة هيوستن، وقد كانت المجموعة التي ينظم إليها ثيودور مكونة من أربعة عشر رائد فضاء، إذ أنه في الستينات من القرن التاسع عشر حدث عطل في محرك طائرته، وفي ذات الوقت حدث تحطم لطائرة أخرى بسبب سوء الأحوال الجوية الي كانت سائدة في مدينة سانت لويس.
وفي النهاية كثر التشكيك من قِبل مجلس الكونغرس والجماهير في أن مهمة السقوط على القمر تستحق كل من التكلفة من الأموال وهدر الأرواح، وعلى إثر ذلك قاد قس يدعى جيمس وهو ما كان زعيم الحقوق المدنية احتجاجًا على تخصيص برنامج من أجل هدر الأموال على الفضاء بينما البلاد في حالة فقر.
وفي الوقت الذي كان فيه كل من المهندس وبعض الطيارين مستعدين لتلك المهمة الأخيرة، كان كافة فريق البحث والعلماء من رواد الفضاء ومراقبين في الوكالة واثقين تمام الثقة من أن تلك المهمة سوف تتكلل بالنجاح، وسبب ثقتهم تلك هي عدد الساعات التي لا تحصى من التجارب البشرية والأعمال الهندسية المستثمرة من أجل ضمان عودة الرجال إلى منازلهم بأمان وسلام دون حدوث أي ضرر لهم.
وأخيراً كان مستوى الشدة والتضحية في تلك المهمة فريدًا من نوعه ولم يسبق له مثيل، وأكد العديد من المؤرخين أنه من غير المحتمل أن يتكرر على مر التاريخ، حتى لو قرر البشر الوصول إلى ما وراء الأرض للعودة إلى القمر أو ربما حتى لكوكب المريخ
في النهاية نستنتج أنه من جد وجد ومن سار على الدرب وصل، فمن يطمح بالوصول إلى أسمى درجات العلا ويجتهد بذلك، لا بد في النهاية أن ينول مراده.