قصة اليتيم والحجر السحري

اقرأ في هذا المقال


قصة  اليتيم والحجر السحري (The Orphan Boy and the Magic Stone) هي قصة خيالية وحكاية شعبية نيجيرية، كتب مقدمتها أندرو لانج، للمؤلف (Elphinstone Dayrell)

الشخصيّات:

  • الزعيم أنكيتا.
  • أيونغ كيتا.
  • العجوز الساحرة.
  • رجال الجنّي.

قصة اليتيم والحجر السحري:

كان لزعيم هندي يدعى إنكيتا ابن اسمه أيونغ كيتا، توفيت والدته عند ولادته، وكان الرئيس العجوز صيادًا، وكان يأخذ ابنه معه عندما يذهب إلى الأدغال، اعتاد أن يقوم بمعظم صيده في العشب الطويل الذي ينمو في جميع أنحاء بلاد الهند تقريبًا، وكان يقتلع الكثير من شجيرات الباك في موسم الجفاف، في تلك الأيام، لم يكن لدى الناس أسلحة.

لذلك كان على الرئيس أن يطلق النار على كل ما يحصل عليه من صيد بقوسه وسهامه، الأمر الذي تطلّب الكثير من المهارة، وعندما كبر ابنه الصغير بما فيه الكفاية، أعطاه قوسًا صغيرًا وبعض الأسهم الصغيرة، وعلّمه كيفية الرمي، كان الطفل الصغير سريعًا في التعلم، ومن خلال التدريب المستمر على صيد السحالي والطيور الصغيرة، وسرعان ما أصبح خبيرًا في استخدام قوسه الصغير، وكان بإمكانه النجاح بسهولة والتقاط صيده تقريبًا في كل مرة يطلق النار عليهم.

وعندما بلغ الولد العاشرة من عمره، توفي والده، وأصبح بذلك رئيسًا للقبيلة مكان أبيه، وكان له السلطة على جميع العبيد الذين استاؤوا جدًا، وخططوا لقتله، فهرب وأختبأ في داخل كهف، لم يكن لديه ما يأكله، وعاش لعدة أيام على الجوز الذي كان يسقط من أشجار الجوز في الغابة القريبة، كان أصغر من أن يقتل أي حيوانات كبيرة، ولم يكن لديه سوى قوسه الصغير وسهامه التي قتل بها عددًا قليلاً من السناجب وجرذان الأدغال والطيور الصغيرة، وهكذا تمكن من العيش.

عاش بعد ذلك الفتى حزيناً تائهاً، يفكر كيف سيتدبر أموره بعد فقدانه كل شيء، ويفكر في المصير الذي آل إليه بعد موت والده ووالدته، وكان أكثر ما يزعجه تخلّي قبيلته عنه بعد موت والده الحاكم، وتآمر الخائنين لقتله حتى لا يتسلم الحكم بعد والده، وذات مرة في الليل ، عندما كان نائمًا في جوف شجرة، راوده حلم ظهر فيه والده، وأخبره بمكان وجود الكثير من الكنوز المدفونة في الأرض، ولكن لكونه صبيًا صغيرًا، كان خائفًا ولم يذهبوا إلى المكان.

بقي هذا الحلم يتكرر له يومياً ويحثّه والده فيه أن يذهب ويستخرج الكنز المدفون الذي سيكون سبباً في خلاصه من حالة اليأس التي يعيشها، كما كان يخبره والده في المنام أنّ سعيه خلف هذه الكنوز سيكون سبباً في تحقيق انتصاره على أعدائه والعودة لبلده واسترداد حقه في الحكم مكان والده، لذلك قرر الانطلاق ومغادرة مكانه في الكهف والبحث عن هذا الكنز، لكن لم يقرر أين يبحث أو إلى أي مكان يتجه.

وفي أحد الأيام، وبعد أن مشى بعيدًا وكان عطشانًا جدًا، ذهب إلى بحيرة ليشرب بعض الماء ويطفي عطشه ويجلس للراحة قليلاً بجانب البحيرة، وعندما اقترب من الماء ليشرب سمع صوت هسهسة، وسمع صوتًا يقول له ألا يشرب، لكنّه لم ير أحداً، وكان خائفاً وهرب دون أن يشرب، ثمّ لجأ إلى مكان قريب وصنع مكاناً للنوم فيه من أوراق الشجر، دون أن يبتعد كثيراً عن البحيرة.

وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي، عندما كان في الخارج بقوسه يحاول إطلاق  النار على حيوان صغير لتوفير طعام له بعد رحلة طويلة دون أن يأكل أي شيء خلالها، قابل امرأة عجوز بشعر طويل، كانت قبيحة ومخيفة للغاية لدرجة أنه اعتقد أنها ساحرة، لذلك حاول الهرب منها، لكنّها أخبرته ألا يخاف، لأنّها أرادت مساعدته في العودة والسيطرة على مكان والده الراحل، وأخذ مكانه كما كان يفترض كرئيس للقبيلة.

أخبرته أيضًا أنّها هي التي نادت إليه في البحيرة بعدم الشرب حيث كان هناك جنّي سيء في الماء كان سيقتله، ثمّ أخذت المرأة العجوز أيونغ إلى جدول على بعد مسافة قصيرة من البحيرة وانحنت، وأخرجت حجرًا لامعًا صغيرًا من الماء، وأعطته له، وفي نفس الوقت طلبت منه الذهاب إلى المكان الذي كان والده قد نصحه بزيارة في حلمه.

ثمّ قالت: عندما تصل إلى هناك، يجب أن تحفر وستجد الكثير من المال، ويجب عليك بعد ذلك الذهاب وشراء عبدين قويين، وعندما تحصل عليهما، يجب أن تأخذهما إلى الغابة بعيدًا عن المدينة واجعلهم يبنون لك منزلاً به عدة غرف، يجب عليك بعد ذلك وضع الحجر في إحدى الغرف، وكلما أردت أي شيء، كل ما عليك فعله هو الدخول إلى الغرفة وإخبار الحجر بما تريد تريد، وستكون رغباتك مستجابة على الفور.

فعل أيونغ ما أخبرته به المرأة العجوز، وبعد الكثير من الصعوبات والمخاطر اشترى العبيدَين وبنى منزلاً في الغابة، واعتنى كثيرًا بالحجر الثمين الذي وضعه في غرفة داخلية، ثمّ لبعض الوقت، كلما أراد أي شيء، كان يذهب إلى الغرفة ويطلب عددًا كافيًا من النقود لشراء ما يريد، وكان يتم إحضارها دائمًا في الحال، استمرّ على هذا الحال لسنوات عديدة، ونشأ أيونج ليصبح رجلاً كبيراً.

وأصبح ثريًا للغاية بفضل القوى السحرية للحجر، واشترى العديد من العبيد، بعد أن كوّن صداقات مع رجال وجماعات مشهورين في التجارة، الذين اعتادوا في تلك الأيام القيام بتجارة كبيرة في العبيد، وبعد أن أصبح يمتلك ما يشبه المملكة الصغيرة التي كان يحكمها، ثمّ بعد مرور عشر سنوات، كان لدى أيونغ بلدة كبيرة جدًا والعديد من العبيد وأصبح صاحب قوّة كبيرة.

ولكن ذات ليلة ظهرت له المرأة العجوز في المنام وأخبرته أنّها تعتقد أنّه أصبح ثرياً بما فيه الكفاية، وأنّ الوقت قد حان ليعيد الحجر السحري إلى الجدول الصغير الذي جاء منه، لكن أيونج على الرغم من كونه ثريًا، أراد أن يحكم مكان والده ويكون رئيسًا لكل بلاد الهند، لذلك أرسل إلى جميع رجال العصابات في البلاد ورجال الجنّي جوجو واثنتين من الساحرات، وسار مع جميع عبيده إلى بلدة والده.

وبعد أن بدأ رحلته للمعركة وحارب بقوة وحقق انتصاراً كبيراً على أعدائه واستردّ الحكم مكان والده لنفسه، كان يحمل شجاعة كبيرة، وقال لهم أن يشيروا إلى أي شخص يعاني من سوء القلب ومن الممكن أن يقوم بخيانته، والذي قد يقتله الآن بحكم أنّه لاصبح حاكماً للبلاد، ثمّ تشاور رجال العصابات معًا، وأشاروا إلى خمسين من العبيد الذين قالوا إنّهم خائنون وسيحاولون قتل أيونغ، ثمّ قام على الفور بوضعهم في السجن.

ثمّ أخبروه أنّ هؤلاء الرجال هم سحرة ولا بد للتخلص منهم، فقرر محاكمهم حسب قانون معاقبة السحرة وذلك بجعلهم يتناولون السم القوي  لمعرفة ما إذا كانوا سحرة أم لا، وقد تمّ وضع السم في طبق الفاصولياء لهم وإذا لم يستطيعوا تقيؤ الطعام وماتوا فهذا يدل على أنهم سحرة، وبعد تقديم أطباق الفاصولياء لهم، وبما أنه لم يستطع أي منهم أن يتقيأ الفاصوليا، فقد ماتوا جميعًا، وأُعلن أنهم سحرة.

ثم قام بدفنهم دفعة واحدة، ولمّا رأى باقي عبيده ما حدث شعروا بالخوف الشديد من المصير الذي ينتظرهم لو فكروا بخيانة سيدهم، لذلك تقدموا إليه جميعًا وطلبوا العفو منه وأظهروا ولائهم وإخلاصهم له، ووعدوا بخدمته بأمانة، وعلى الرغم من دفن الخمسين رجلاً وبعد أن اعتقد أيونغ أنه تخلّص من أعدائه وأصبح قادراً على العيش بسلام، إلا أنّ هؤلاء الأموات لم يتمكنوا من الراحة وكانوا هؤلاء الرجال يخرجون من قبورهم كل فترة.

وكانوا يتسببون في إزعاج أيونج كثيرًا دون أن يعرف سبب انزعاجه فقد بدأ يشعر بالحزن والتعب طوال النهار ، وبعد فترة مرض مرضاً شديداً، ولم يستطع أحداً من الأطباء مساعدته، لذلك أرسل مرة أخرى لرجال الجنّي جوجو، الذين أخبروه أن الرجال السحرة الذين ماتوا ودُفنوا، كان لديهم القدرة على الخروج ليلاً وكانوا يمتصون دم أيونغ، وهذا هو سبب مرضه، ثمّ قالوا: نحن ثلاثة رجال فقط من رجال الجنّي جو جو، ويجب أن تحصل على سبعة آخرين منا، مما يجعل الرقم السحري هو عشرة وعندها سنقوم بمهمة إنقاذك منهم.

وعندما جاؤوا حفروا جثث الخمسين ساحر، ووجدوا أنّها كانت كما دُفنت تمامًا ولم تتحلل، ثمّ قام أيونج بإشعال حرائق كبيرة، وأحرق الجثث واحدة تلو الأخرى، ومنح رجال الجنّي جو جو هدية كبيرة، وبعد فترة وجيزة عاد إلى حالة صحية جيدة مرة أخرى، واستولى على ممتلكات والده، وحكم كل البلاد، ومنذ ذلك الحين، كلما اتُهم أي شخص بأنّه ساحر، يحاكم بقانون أيونغ وذلك بتناول الفاصولياء السامة.

وإذا استطاع أن يتقيأ لا يموت، ويعلن براءته، ولكن إذا لم يتمكن من فعل ذلك، فإنّه يموت بألم شديد.


شارك المقالة: