قصة انتقام الصياد الغاشم أو (A Trapper’s Ghastly Vengeance) هي حكاية شعبية أمريكية للمؤلف، تشارلز إم سكينر، نشرت عام 1896، الناشر: شركة جي بي ليبينكوت، فيلادلفيا ولندن.
الشخصيّات:
- نيكولاس وولسي.
- زوجة وولسي مينامي.
- المجرم.
قصة انتقام الصياد الغاشم:
على بعد حوالي ميل من نهر هدسون، في كوكساكي، بُنيت مقصورة نيكولاس وولسي الذي كان معروفًا في القرن الماضي لمستوطنات النهر باعتباره صيادًا وصيادًا له هدف صحيح، ودهاء، وتحمل، وعادات قليلة الكلام، لسنوات عديدة عاش في هذه الكوخ بمفرده، وكان برفقتة كلبه فقط، ولكن أثناء زيارته لمخيم للهنود في البرية، صُدم برؤية فتاة جذّابة من إحدى فتيات القبيلة لذلك كرر الزيارة للقبيلة.
ثمّ وجد سببًا للذهاب إلى المخيم كثيرًا، قدّم هدايا لوالد الفتاة وفاز بها مطولاً أن تكون زوجته، تمّ إجراء مراسم الزواج البسيطة للقبيلة، وقاد وولسي زوجته مينامي إلى منزله، ولكن تم قطع حفل الزفاف بطريقة شبه مأساوية، عندما اعترضهما رجل عابس كان قد أحب الفتاة في السابق، ومع ذلك لم يجد الشجاعة لإعلان حبّه لها، ولكن زواجها من وولسي أثار غضبًا شديدًا لديه لدرجة أنّه اندفع نحوه بسكين، وكان من الممكن أن يقتله على الفور.
ولكن قفز كلب الصيد المخلص للرجل الأبيض على حلقه وحمله من على الأرض، فنزع وولسي سلاحه وركله وقيّده وحمله حتى حافة الغابة، بينما صاح سكان القرية كلها بضحك على هذا العقاب المخزي ووافقوا عليه، مرّ عام أو أكثر، وكان ولسي وزوجته الهندية سعداء في حياتهم الحرّة والبسيطة، كانا سعيدين أيضًا في طفلهم الصغير الذي رُزقا به بعد الزواج ونادرًا ما كان وولسي غائبًا عن مقصورته لفترة طويلة من الوقت، وعادة ما كان يعود إليها قبل حلول الليل.
وفي إحدى الأمسيات، لاحظ أنّ العشب والأغصان كانت تنثني بالقرب من منزله بواسطة بعض الأقدام المارّة، و لكنّه لم يخبر زوجته حتى لا يخيفها، ثمّ فكر في نفسه قائلاً: من الممكن أن أحد الصيادين رأى المنزل عندما مرّ هنا، وكما هو الحال، أو توقف للنظر فيه، ولن يعود مرة أخرى، ثمّ خرج للصيد مرة أخرى إلى الغابة مرة أخرى دون أن يعير الموضوع اهتمامه، وبعد أيام قليلة، بينما كان عائدًا، جاء على آثار أقدام صنعت حديثًا، وظهر ظل أمامه.
عند اقترابه من الباب تعثر على جثة كلبه راقدًا جامدًا على الأرض، وكانت تغرقه الدماء، أصابه الذهول فقال لزوجته وهو يفتح الباب: كيف حدث هذا يا مينامي؟ أجابت الزوجة بصوت منخفض: اسكت! ستوقظ الطفل، دخل نيكولاس وولسي المقصورة ووقف وكأنّه تحول إلى تمثال لهول ما رأى، حيث جلست زوجته مينامي على الموقد الذهبي، وجهها مشوّه ويديها مقطوعتان وكانت تغرق في دمائها هي الأخرى، وثوبها ممزق، وعيناها جاحظتان وابتسامة لا معنى لها على شفتيها.
وبين ذراعيها ضغطت على جسد طفلها الرضيع، حيث كانت ملابسه مبللة بالدماء، ورأس الطفل الصغير ملقى على الأرض بجانبها، ناحت بهدوء فوق الأرض الباردة كما لو أنّها تكتم صوتها حتى تنام، وعندما وجد وولسي أنّها لا تستطيع التحدث بكلمات مفهومة، كانت تهمس فقط بكلمات واحدة: اصمت! سوف توقظه، استمر الليل بشكل كبير وطويل على وولسي، وبزغ فجر اليوم التالي، ومع ذلك، طوال ذلك اليوم، كانت المرأة البائسة تتأرجح جيئة وذهابا على الأرض.
كان الزوج المنكوب يتدلى حولها، محاولًا عبثًا أن يريحها وهو يرتجف ويخفق قلبه في انتظار أن تتحدث زوجته ليعرف ما حلّ بعائلته، وأن يشد جروحها ويضمدها، ليحصل على بعض الشرح للغموض الذي واجهه، وبدأت الليلة الثانية، وكان من الواضح أنها ستكون الأخيرة لمينامي، حيث فشلت قوتها حتى سمحت لنفسها أن توضع على أريكة من الجلد، بينما جسد طفلها كان يرفع برفق من ذراعيها.
وبعد ذلك، لبضع دقائق وجيزة، تمت استعادة قوّتها، ووجدت كلمات تخبر زوجها بها، ثمّ أخبرته كيف جاء الهندي الذي أحبط هجومه القاتل في حفل الزفاف إلى المقصورة، وأطلق النار على الكلب الذي هرع للدفاع عنها وعن طفلها، وقالت انّه ضربها بشكل مبرح وشوه وجهها وقطع يديها، ومزّق الطفل من سريره، وقطع رأسه بسكين، وقذف بجسد الطفل الصغير في حجرها.
وغادر المنزل مع عبارة: هذا هو ثأري، أنا راض، وبعد حديث مينامي استسلمت لآلامها ووضعت رأسها بجانب طفلها بهدوء، وقبل أن تغيب الشمس في الشرق كانت مينامي مع طفلها في عداد الموتى، بينما جلس وولسي لساعات وسط خراب سعادته، وكان تنفسه وحده يثبت أنّه على قيد الحياة ولكن قلبه من شدة الألم والحزن يكاد ينفجر، وعندما قام أخيرًا بتثاقل وخرج من المنزل.
لم تكن هناك دموع ولا صراخ ولا حتى كلمة تخرج من فمه، ثمّ جهزّ سرج حصانه وانطلق باتجاه الغرب، وعند حلول الليل، جاء إلى القرية الهندية حيث كانت مسقط رأس زوجته، وفيما يتعلق بالقبيلة المجتمعة بما حدث، طالب بتسليم القاتل له، وتمت تلبية مطلبه بسهولة، وعندها تقدم الرجل الأبيض البائس المرعب الذي توقع بثقة حماية شعبه.
ولكن لم يتدخل أحد في المصير الذي سيلقاه، بل كانوا غاضبين وساخطين لفعلته، ثمّ قذف وولسي بحبل خشن ربطه بين ذراعيه إلى جانبه، ثمّ قام بإلقاء حبل المشنقة على رقبته وربط نهايته بقوس بسرج حصانه، وانطلق إلى هدسون، ركب طوال تلك الليلة، وقاد حصانه بجنون بينما كان الهندي يمشي ويركض عند كعب الحصان، وفي اليوم التالي وصل إلى مقصورته، وربط وولسي سجينه بشجرة، وقطع كمية من شجر الصفصاف صنع منها وعاءً كبيرًا يشبه المهد.
وفي هذا الوقت وضع الجاني ووجهه إلى الأعلى وربطه بقوة بحيث لم يستطع تحريك إصبعة، ثم دخل منزله، وخرج بجسد مينامي، ووضعه على وجه المجرم البائس،بينما كان وجه وولسي إلى أسفل لأنّه لم يستطع أن يكبت أنين الرعب كما غرق العبء المروع على صدره، ربط وولسي الأحياء والأموات معًا، وبتأرجح ذراعيه القويتين قام برميهم على ظهر حصانه، وقام بتأمينهم هناك بعدة لفات من الحبال بحيث لا يمكن لأي شيء إزاحتهم.
الآن بدأ بجلد حصانه حتى ارتجف الحيوان المسكين من الغضب والألم، وعندما قذفه من الرسن، وجلده بضربة أخيرًا، فسقط الحيوان ثمّ نهض وركض في البرية، وعندما اختفى ولم يعد يُسمع دقات الحوافر، أخذ نيكولاس وولسي بندقيته على ذراعه وغادر منزله إلى الأبد، والتقاليد تقول إن الحصان لم يتوقف أبدًا عن مسيرته الجنونية، ولكن في الليالي الساكنة يمكن سماعه وهو يجتاح الغابة على طول نهر هدسون وعلى طول الموهوك مثل الزوبعة.
وعندما يمر الصوت بصوت خافت ينفجر في اللعن ثمّ يقوم في الضحك القاسي والمخيف لحمله الجثث المقيّدة على ظهره، بينما تعذب القاتل بربطه حياً مع جثث الأموات على ظهر حيوان يكاد يصاب بالجنون، وهو يتجول به ذهاباً وأياباً دون هدف.