قصة باليه بحيرة البجع

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من أشهر الأعمال الأدبية العالمية الموسيقية التي صدرت عن الكاتب والمؤلف بيتر اليتش تشايكوفسكي والكاتب جيسكار راسكوين، وقد استغرق في تأليفها ما يقارب العام، وقد أعدت القصة من أهم الأعمال الرائدة التي حققت نجاح كبير حال صدورها، وقد تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية، كما تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية.

قصة باليه بحيرة البجع

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسة وهو أحد الأمراء الذي يدعى الأمير سيغفريد، وقد كان ذلك الأمير ما زال في مقتبل العمر وهو شاب يافع يتميز بالنشاط والحيوية، وفي أحد الأيام رغب الأمير في إقامة حفلة داخل قصره من أجل الاحتفال بعيد ميلاده الواحد والعشرين، حيث كان يتم الاحتفال داخل الحديقة التابعة للقصر، وقد دعا للاحتفال العديد من الشخصيات المهمة والعائلات المقربة من الأمير، كما كان قد شارك في الاحتفال العديد من العائلات الملكية بالإضافة إلى جموع من شباب وفتيات المناطق المجاورة.

وقد كان كل تركيز الفتيات أن يحظين باهتمام الأمير ويحصلن على إعجابه، وحين ظهر الأمير كانت جميع الفتيات ينظرن إليه بحب وشغف، وأثناء إقامة الحفل قامت والدته الأميرة بتقديم له قوس ونشاب، وقد قامت بوضع القوس فوق رأسه؛ وذلك في إشارة منها إلى أنه قد حان الوقت من أجل أن يصبح الأمير رجل ويحمل على عاتقه كافة مسؤوليات وشؤون المملكة، كما أشارت إلى أنه كذلك حان الوقت إلى أن يستقر في حياته ويختار الزوجة المناسبة التي سوف ترافقه مشوار حياته، ولكن اشترطت عليه أن تكون تلك الفتاة التي يختارها من ضمن العائلات الملكية.

وقد كان ذلك الشرط قد أزعج الأمير إلى حد كبير كما ثار انفعاله بسببه، إلا أنه في تلك الأثناء تدخل أحد أصدقائه المقربين كما كان هو معلمه في الأصل ويدعى بينو، وقد حاول ذلك المعلم تهدئة الأمير بشتى الطرق والسبل، والذي بدوره كان قد صرح الأمير أنه لم يكن يحلم في يوم من الأيام من أن يقوم الزواج من فتاة دون أن يدخل في حالة حب وعشق معها قبل الزواج.

وعند حلول المساء بينما كان يجلس الأمير برفقة صديقه، وقعت أنظار صديقه على مجموعة من إحدى أنواع الطيور التي تعرف بطيور البجع من باب الصدفة، وقد كان ذلك الأمر كذلك قد أثار انتباه الأمير، وهنا سرعان ما أخذ قوسه وركض مسرعًا باتجاه الغابة المجاورة، وإذ هبّ صديقه بمجموعة من الصيادين الماهرين وطلب منهم أن يبقوا إلى جانب الأمير، وعند اقتراب الصيادين من الأمير شكلوا سوياً فريق، وقد كان الأمير هو من يترأس ذلك الفريق، وبينما كانوا يسيرون في الغابة وجد الأمير نفسه أنه أصبح وحيداً إلى جانب إحدى البحيرات التي يطغو عليها طابع السحر والجمال.

وفي تلك البحيرة كان هناك عدد ليس بقليل من البجع، واللواتي كانت يعُمن بشكل هادئ وبطيء على سطح البحيرة، وفي تلك اللحظة أخذ يراقب خط سير البجعات، وأكثر ما ركز عليه هو إحدى البجعات التي كانت تفرد وتتميز بمظهر جميل وخلاب مختلف عن بقية صديقاتها البجعات، حيث أن تلك البجعة كانت ترتدي فوق رأسها تاج، وبعد لحظات قليلة وصل إليه باقي الفريق، ولكنه لم يكون يرغب بتواجدهم إلى جانبه، ولذلك طلب منهم أن يتركوه لوحده، وحينما حل الظلام قام الأمير بتوجيه القوس والنشاب صوب البجعات.

ولكن ما حدث كان خارج عن كل التوقعات، إذ تجمد الأمير في مكانه بشكل مفاجئ، وقد كان السبب في ذلك هو تحول البجعة صاحبة التاج الجميلة إلى شكل امرأة شابة في مقتبل العمر وتتميز بجمال ساحر وجذاب، وفي تلك الأثناء شعرت بالخوف والرعب في البداية من الأمير، ولكن الأمير قطع لها وعد بأن لا يقوم بأذيتها وإلحاق أي ضرر بها، وهنا أخبرته أنها هي من تكون ملكة البجعات ويطلق عليها اسم أوديت، وأنها في يوم من الأيام قد تعرضت هي وإحدى رفيقاتها البجعات إلى سحر من قِبل إحدى السحرة الشريرين والذي يدعى فون روثبارت.

حيث أن ذلك الساحر قام من خلال السحر بتحويلهم إلى بجعات طوال الوقت في البحيرة، وأن أثر هذا السحر لن يزول إلا إذا جاء شاب ووقع في حبها، وحين سمع الأمير بذلك قال للبجعة أنه سوف يقوم بالبحث عن الساحر ويقتله، ولكن البجعة الفتاة تضرعت إلى الأمير أن لا يقوم بذلك؛ وذلك لأنه في حال توفي الساحر قبل أن يتم فك السحر، فإنه لن يتم فكه على الإطلاق، وفي تلك الأثناء كان الأمير ينوي بأن يدلي باعتراف إلى البجعة بأنه وقع في حبها، ولكن في تلك اللحظة وبشكل مفاجئ ظهر الساحر وسرعان ما أخذ البجعة الفتاة وضمها إلى حضنه وهنا عادت البجعات لما كانت عليه.

وفي صباح اليوم التالي تم التجهيز من أجل اكمال طقوس الاحتفال في الصالة الملكية، وفي ذلك اليوم أمرت والدة الأمير منه أن يسعى لاختيار فتاة للزواج منها، ولكن الأمير في ذلك الوقت لم يتوقف عن التفكير في تلك الفتاة البجعة الجميلة، ولكن ما حدث هو أن جاء الساحر فون متنكر بزي رجالي مع ابنته الساحرة التي تدعى أوديل، وقد كانت ابنته بمفعول السحر قد تحولت إلى شكل الفتاة البجعة الجميلة.

وهنا سرعان ما وقع الأمير وفتن بجمالها، وحينها طلب منها أن ترافقه في رقصه، وبعد أن وافقت ورقصوا سوياً، وإذ فجأة ظهرت الفتاة الحقيقة أوديت من خلال إحدى نوافذ القصر، وفي تلك الأثناء حاولت أن تلفت انتباه الأمير، وبدأت تلوح له وتشرح أنه قد خدع من قِبل الساحر وابنته، كان الأمير على وشك أن يصرح للفتاة المخادعة بأنه يرغب بأن تصبح زوجة له، ولكن في لحظة ما لمح أوديت، وهنا سرعان ما غادر الحفل وهبّ في ملاحقتها.

وفي ذلك الوقت توجهت الفتاة الجميلة باتجاه البحيرة وانضمت إلى بقية صديقاتها، وحين وصل الأمير وشاهدها إلى جانب صديقاتها على ضفاف البحيرة، حاولت أن تشرح الفتاة للأمير خداع الساحر له، بينما ظهر الساحر وقال لها أنها في حال تركت الأمير يتزوج من ابنته، فإنه سوف يفك السحر عنها، إنما في حال كشفت سره وسر ابنته إلى الأمير، فإنه سوف يحولها إلى بجعة طوال حياتها، وأن تلك اللعنة لن تفك عنها حتى وفاتها.

وفي تلك اللحظة أمسكت بيد الساحر وقفزت به للبحيرة، وهكذا تم القضاء على السحر وتحولت كافة البجعات إلى بشر، وسرعان ما أمسكن بيد ابنة الساحر ودفعن بها إلى البحيرة كذلك، وبذلك تخلصن من شر الساحر وابنته، وفي النهاية توفي الساحر وابنته غرقاً، وأخيراً حضرت الفتيات حفل زفاف الأمير والفتاة الجميلة، وبعد حفل الزفاف صعدت روح كل من الأمير والفتاة الجميلة إلى السماوات فوق بحيرة البجع.

المصدر: كتاب بحيرة البجع - بيتر إليتش تشايكوفسكي - 1876


شارك المقالة: