قصة بانتوجان - The Story of Bantugan

اقرأ في هذا المقال


قصة بانتوجان أو (The Story of Bantugan) هي قصة خيالية من الحكايات الشعبية الفلبينية الي ظهرت في المنشورات، وكانت هناك محاولة لتقديم مجموعة شعبية شاملة من هذه المواد لعامة الناس، هذه المجموعة من الحكايات ستمنح المهتمين فرصة لتعلم شيء من السحر والخرافات والعادات الغريبة للفلبينيين.

الشخصيات:

  • بانتوجان.
  • السلطان.
  • الجنرال.
  • بالاتاما.

قصة بانتوجان:

قبل أن يحتل الإسبان جزيرة مينداناو، كان يعيش في وادي ريو غراندي رجل قوي جدًا وهو بانتوجان، وكان والده شقيق الزلزال والرعد، كان لسلطان الجزيرة ابنة جميلة تمنى بانتوجان الزواج منها، لكنّ منزل السلطان كان بعيدًا، وكان كل من ذهب لحمل رسالة بانتوجان في عرض الزواج من ابنة السلطان يمر برحلة طويلة وخطيرة، وبعد أن تمت استشارة جميع الرؤساء معًا بشأن من يجب إرساله.

وفي النهاية تقرر أنّ ابن بانتوجان بالاتاما هو الشخص الذي سيذهب، كان بالاتاما شابًا قويًا وشجاعًا، وعندما تمّ منحه درع والده لارتدائه في الرحلة الطويلة، تضخم قلبه بالفخر و أعطاه ذلك القوة للمضي قدمًا، وبمجرد وصوله إلى السياج الخشبي الذي يحيط بحجر على شكل رجل، ولأنه كان في طريقه مباشرة قام بسحب سكين القتال لقطع السياج.

وعلى الفور أصبح الهواء أسودًا مثل الليل وتساقطت الحجارة بحجم المنازل وجعل هذا بالاتاما يبكي، لكنّه كان يحمي نفسه بدرع والده ويصلي داعيًا رياح الوطن حتى أتوا وأعادوا تنقية الهواء من جديد، عندئذ واجه بالاتاما ثعبانًا كبيرًا في الطريق، واستفسر منه عن مهمته، وبعدما أخبره قال الثعبان: لا يمكنك المضي قدمًا، لأني أنا حارس على هذا الطريق ولا يمكن لأحد المرور.

قام الحيوان بحركة للقبض عليه، ولكن بضربة واحدة من سكينه القتالي قطع الصبي الثعبان إلى قطعتين وألقى إحداهما في البحر والأخرى في الجبال، وبعد عدة أيام وصل الفتى المنهك إلى المدينة التي كان سيذهب إليها، كانت مكانًا رائعًا بها عشرة موانئ، وكان مكان آخر من البيوت من الكريستال والآخر من الذهب الخالص، وبعد أن شجعه هذا المشهد استمر بالتقدم حتّى وقف أخيرًا عند بوابة المدينة

وهناك لم يمض وقت طويل بعد ذلك، قبل أن يعلن بالاتاما مهمته للسلطان، وقال الملك الذي استشار حاشيته: أنتم تقررون ما إذا كنت سأعطي يد ابنتي إلى بانتوجان أم لا، هزّ رجال البلاط رؤوسهم ببطء وبدأوا في الاعتراض، قال أحدهم: لا أرى كيف يمكن لبانتوجان أن يتزوج ابنة السلطان لأنّ الهدية الأولى يجب أن تكون تمثال من الذهب الخالص.

قال ابن بانتوجان: حسنًا، أنا هنا لأعرف ما تريد أيها السلطان، ثمّ قال رجل آخر: يجب أن تقدم لابنة السلطان ساحة كبيرة بأرضية من الذهب والتي يجب أن تكون بسمك ثلاثة أقدام، أجاب الصبي: كل هذا ممكن، وقالت أخت الأميرة: يجب أن تكون الهدايا بقدر ما تساوي نصل العشب في مدينتنا، وقال أحدهم: يجب أن تقدم نا جسراً مبنياً من الحجر لعبور النهر العظيم.

قال بالاتاما: كل هذا يمكن القيام به باستثناء التمثال، ولكن أولاً يجب أن أذهب إلى بلدة والدي لتأمينها، وعند ذلك غضبوا وقالوا أنه يمارس الخدع عليهم وما لم يصنع التمثال في الحال فإنهم سيقتلونه، فقال: إذا صنعت التمثال الآن، فستأتي عواصف مروعة وأمطار وظلام، لكنهم أصروا على امتلاك التمثال، فمد خوذته وعلى الفور بدأت الأرض بالزلزال، وهبت عاصفة شديدة، وهطلت حجارة بحجم المنازل.

طلب السلطان من بالاتاما إعادة التمثال لئلا يُقتلوا جميعًا، و توسل إليه ووعده بأن يتزوج بانتوجان ابنته دون أي هدايا أخرى على الإطلاق باستثناء التمثال المصنوع من الذهب، ثمّ استعد بالاتاما للعودة إلى المنزل واعدًا أنّ بانتوجان سيأتي في غضون ثلاثة أشهر من أجل حفل الزفاف، وفي طريقه إلى المنزل وصل إلى السياج المحيط بالحجر في صورة رجل.

وهناك تم احتجازه وإجباره على البقاء لمدة أربعة أشهر، وفي هذا الوقت سمع جنرال إسباني أن بانتوجان كان يستعد للزواج من ابنة السلطان التي قرر أن يتزوجها بنفسه، وشرع هو وجميع إخوته في سفينته الحربية الكبيرة التي تبعتها عشرة آلاف سفينة أخرى، وذهبوا إلى مدينة السلطان، وكان عددهم كبيرًا لدرجة أنهم ملأوا المرفأ مما أخاف الناس كثيرًا.

ثم نزل شقيق الجنرال وجاء إلى بيت السلطان، وطالب الأميرة للجنرال قائلاً إنه في حالة رفض الطلب، فإنّ الأسطول سيدمر المدينة وكل أهلها، كان السلطان وحاشيته خائفين للغاية لدرجة أنهم قرروا إعطاء ابنته للجنرال وفي غضون ذلك كان بانتوجان يعد كل شيء للزواج الذي كان يتوقع أن يتم في الوقت المحدد، ولكن مع مرور الأيام وعدم عودة بالاتاما أصيبوا بالذعر خوفًا من وفاته.

وبعد مرور ثلاثة أشهر أعد بانتوجان رحلة استكشافية كبيرة للبحث عن ابنه،  وعندما رأوا مدينة السلطان ورأوا الأسطول الإسباني في الميناء، نصح أحد إخوته بانتوجان بعدم الدخول حتى يغادر الأسبان، ثمّ أحضروا سفينهم للرسو، لكنّهم جميعهم أصيبوا بخيبة أمل لعدم تحرك الأسبان ولأنهم لم يتمكنوا من الذهاب إلى أبعد من ذلك، فقال أحدهم: لماذا لا نكمل؟ فلا داعي للخوف يمكننا دائمًا القتال.

قال بانتوجان: دعونا نبحث عن ابني حيث يتعين علينا دخول الميناء حيث يوجد الإسبان، لذلك تم رفع المراسي بأمر منه وأبحروا إلى الميناء حيث كان الأسطول الإسباني، في تلك الأثناء كان الجنرال الإسباني وشقيقه مع السلطان حيث رأوا سفن بانتوجان تدخل الميناء، ولم يتمكنوا من معرفة أعلام من حملت هذه السفن وقام السلطان بإرسال أخاه ليحضر والده الذي كان شيخًا كبيراً ليرى ما إذا كان يستطيع معرفة من هذه السفن.

لذلك تم إحضار الرجل العجوز، وعندما نظر إلى السفن رأى أن الأعلام هي أعلام والد بانتوجان الذي كان صديقًا عظيمًا له في شبابه، وأخبرهم أنه ووالد بانتوجان قد أبرما منذ سنوات عقدًا يقضي بأن يتزوج أبنائهم، والآن بعد أن وعد السلطان شخصين للزواج من ابنته، توقع أن مشكلة كبيرة ستأتي إلى الأرض، ثم قال السلطان للجنرال: هنا اثنان من المطالبين بيد ابنتي.

اذهب على متن السفن الخاصة بك وأنت و بانتوجان وشنا حربًا على بعضكما البعض، وسيكون المنتصر له ابنتي، لذلك فتح الإسبان النار على بانتوجان، وغطت الأرض لمدة ثلاثة أيام بالدخان من المعركة بحيث لم يستطع أي منهما رؤية عدوه، وعندما لم تتضرر سفنه وبقيت صامدة قال السلطان: لقد فاز بانتوجان بالتأكيد، لأنّ أسطوله لم يصب بأذى بينما تعرض أسطولك لأضرار بالغة، لقد خسرت.

ولكن قال الجنرال الأسباني: إذا أعطيت ابنتك لبانتوجان، فسنقاتل إلى الأبد أو حتّى نموت، ثم أرسل السلطان إليه وقال: يجب أن نخدع الإسباني من أجل إبعاده، دعنا نقول له أن أيا منكم لن يتزوج ابنتي، وبعد رحيله سنقيم حفل الزفاف، وافق بانتوجان على ذلك، وأخبروا الجنرال أنّ القتال يجب أن يتوقف لأن العديد من النساء والأطفال يُقتلون.

لذلك تم الاتفاق بين الإسباني وبانتوجان على ألا يتزوج أي منهما الأميرة، ثمّ أبحر كلاهما بعيدًا إلى منزلهما، لكن سرعان ما عاد وتزوج الأميرة، وفي طريق عودته إلى منزله وجدوا ابنه وأخذوه معهم، ولمدة أسبوع تقريبًا أبحر الجنرال الإسباني باتجاه منزله، ثمّ استدار أيضًا للعودة وهو يخطط لأخذ الأميرة بالقوة، وعندما وجد أنّه قد تزوجها بالفعل، لم يكن غضبه يعرف حدودًا.

دمر السلطان ومدينته وكل أهلها، وبعد ذلك أبحر بعيدًا لتدمر بانتوجان تمامًا وبلده أيضًا، وفي صباح أحد الأيام وجد بانتوجان عند مصب نهر ريو غراندي الأسطول الهائل للإسبان الذين كانت أعدادهم كبيرة لدرجة أنه لا يمكن رؤية الأفق في أي اتجاه، غرق قلبه في داخله، لأنّه علم أنّ مصير بلده هو  الدمار، ودعا حاشيته وقال: يا إخوتي جاءت الكلاب لتدمير الأرض، ولا يمكننا أن النجاح في إبعادهم، لكن في الدفاع عن الوطن يمكن أن نموت.

لذلك تم تجهيز السفن الحربية العظيمة مرة أخرى، وشرع جميع جنوده وأبحروا لملاقاة مصيرهم، وكان القتال سريعًا وغاضبًا، ولكن سرعان ما امتلأت السفينة الحربية العظيمة لبانتوجان بالمياه حتى غرقت أخيرًا، وجذبت معها مئات السفن الإسبانية، وثمّ حدث شيء غريب في نفس المكان الذي غرقت فيه سفينة بانتوجان الحربية، حيث نشأت من البحر جزيرة عظيمة يمكنك رؤيتها اليوم ليست بعيدة عن مصب نهر ريو غراندي.

وهي مغطاة بأشجار نخيل البونجو، وفي أعماق جبالها يعيش البانتوجان ومحاربيه، وعندما رأت زوجته أن زوجها لم يعد موجودًا وأن سفينته الحربية قد دمرت، جمعت المحاربين الباقين وشرعت في الانتقام منه وفي غضون ساعات قليلة غرقت سفينتها أيضًا، وفي المكان الذي غرقت فيه ظهر جبل تيماكو، وفي هذه الجزيرة كثيفة الأشجار توجد قرود بيضاء، وخدم الأميرة الذين لا يزالون يعيشون في وسط الجبل. وفي يوم هادئ على الجانب الجبلي، يمكن للمرء أن يسمع ترانيم وغناء فتيات زوجة بانتوجان المنتظرات.


شارك المقالة: