قصة بلوندين

اقرأ في هذا المقال


قصة بلوندين أو (Blondine) هي قصة خيالية من كتاب الحكايات الشعبية الفرنسية الطويلة، وكل قصة لها عدة فصول، للمؤلف، Comtesse de Ségur، نُشرت عام 1920، للناشر: شركة (Penn Publishing Company)

الشخصيّات:

  • بلوندين.
  • الملك بنين.
  • فوربيت.
  • الوزير ليجر.

قصة بلوندين:

كان هناك ملك يسمى بنين، كان طيبًا وكان كل العالم يحبه، عادلاً  ولكن الأشرار يخافونه، زوجته الملكة دوسيت جيدة أيضًا ومحبوبة جدًا، كان لهذا الزوج السعيد ابنة تدعى الأميرة بلوندين الشقراء، بسبب شعرها الرائع الفاتح، وكانت ودودة وساحرة مثل والدها الملك ووالدتها الملكة، ولسوء الحظ، توفيت الملكة المسكينة بعد وقت قصير من ولادة بلوندين وبكى الملك بمرارة على خسارته الفادحة لزوجته المحبوبة لفترة طويلة.

كانت بلوندين أصغر من أن تفهم موت والدتها، لم تبكِي وقتها، ولكنّها استمرت في الضحك واللعب والنوم بسلام، أحبها الملك بحنان وأحبته أكثر من كل شيء في العالم، وقد أهدى ابنته الصغيرة أجمل الجواهر وأجود أنواع الملابس وأندر وألذ الفواكه، كانت بلوندين سعيدة جدًا، وذات يوم أعلن جميع رعايا الملك أنّه يجب أن يكون له وريث لحكمه و طالبوه بالزواج مرة أخرى حتى يكون له ابن يحكم بعده.

لقد رفض في البداية ولكنه استسلم أخيرًا لرغبات شعبه الملحّة وقال لوزيره الذي يدعى ليجر: صديقي العزيز، رعاياي يطلبون منّي الزواج مرة أخرى، لكنّ قلبي حزين للغاية بسبب وفاة الملكة العزيزة دوسيت لدرجة أنني لا أستطيع القيام بمهمة البحث عن زوجة أخرى، اذهب إذاً، يا ليجير الطيب، وابحث عن أميرة واشترط عليها أن تجعل ابنتي الحلوة سعيدة، قل لها هذا الشرط ولا أطلب شيئًا أكثر، وعندما تجد امرأة مثالية، اطلب يدها للزواج وأحضرها إلى هنا.

انطلق ليجير على الفور، وزار العديد من البلدان وشاهد عددًا لا يحصى من الأميرات، القبيحات، المحدّبات والشريرات، وأخيرًا وصل إلى مملكة الملك المضطرب الذي كان لديه ابنة جميلة تدعى فوربيت، مشرقة، رائعة، وجيدة على ما يبدو، وجدها ليجر ساحرة للغاية لدرجة أنه طلب يدها للزواج من ملكه على الفور دون الاستفسار بشكل كافٍ عن شخصيتها الحقيقية.

كان والد تلك الأميرة مضطربًا، ويتوق للتخلص من ابنته التي كانت غيورة وفخورة وشريرة أيضًا، وغالبًا ما تتدخل في رحلاته من أجل المتعة والمطاردة وتكون سبباً في جعله حزيناً، ودون تردد، وافق على طلب الوزير، فاصطحبها الوزير وعاد مع الأميرة إلى مملكة الملك الصالح بنين، ورافق الأميرة فوربيت أربعة آلاف بغل محملة بالجواهر وخزانة ملابس العروس الساحرة.

تم إخطار الملك بنين بوصولهم من قبل الحرس وتوجه لاستقبال الأميرة فوربيت، وجدها جميلة لكنه لاحظ أنّ تعابيرها غير لطيفة على عكس زوجته الراحلة دوسيت التي كانت تتميز بلطفها ورقتها، وعندما وقعت عينا فوربيت على بلوندين، كانت نظرتها قاسية وشريرة للغاية حتّى أنّ الطفلة المسكينة التي كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات، كانت مرعوبة للغاية وبدأت تبكي بمرارة.

قال الملك: ما المشكلة؟ لماذا بلوندين اللطيفة تبكي مثل فتاة صغيرة سيئة؟ ألقت بلوندين نفسها في أحضان الملك وكانت تصرخ: أبي العزيز! لا تدعني في يدي هذه الأميرة، أنا خائفة منها، عيناها قاسيتان! تفاجأ الملك كثيرًا، ثمّ استدار فجأة نحو الأميرة فوربيت بحيث لم يكن لديها الوقت للسيطرة على نفسها وأدرك النظرة الرهيبة التي نظرت بها إلى بلوندين الصغير، فقرر الملك بنين على الفور أنه يجب أن تبتعد ابنته تمامًا عن الملكة الجديدة وأن تظل كما كانت من قبل تحت الحماية الحصرية للممرضة التي اعتنت بها وأحبتها بحنان.

وعندما قابلتها بالصدفة لم تستطع إخفاء الكراهية التي شعرت بها تجاهها تمامًا، وبعد حوالي عام من ذلك الوقت ولدت ابنة للملكة فوربيت، سميت السمراء بسبب شعرها الداكن الذي كان أسود مثل جناح الغراب، كانت فتاة سمراء جميلة ولكنها لم تكن جميلة مثل بلوندين، وعلاوة على ذلك كانت شريرة مثل والدتها.

كرهت بلوندين ولعبت كل أنواع الحيل القاسية عليها، كانت تعضّها ، وتقرصها، وتشدّ شعرها، وتكسر ألعابها وتمزّق فساتينها الجميلة، لم تكن بلوندين الصغيرة الطيبة أبدًا شغوفة بأختها ولكنها حاولت دائمًا تقديم الأعذار لسلوكها، وكانت دائماً تقول لوالدها الملك: أبي العزيز، أختي السمراء، إنّها تحزنني عندما تكسر ألعابي! وفي اللعب تقوم بضربي، وشد شعري وتقرصني.

كان الملك الصالح يحتضن ابنته الصغيرة، وكان صامتًا لكنه كان يعلم أنّ ابنته السمراء كانت قاسية وشريرة، وأنّ بلوندين كانت لطيفة وجيدة في تصرفاتها بحيث لا يمكن اتهامها، لقد أحب بلوندين أكثر فأكثر يومًا بعد يوم، وأصبح قلبه باردًا تجاه ابنته الأميرة السمراء، رأت الملكة الطموحة فوربيت كل هذا بوضوح وكرهت بشدة بلوندين البريئة واللطيفة.

ولو لم تكن تخشى غَضَب الملك لكانت جعلت بلوندين أكثر الأطفال بؤسًا في العالم، ثمّ أمر الملك بنين بعدم ترك بلوندين بمفردها مع الملكة، كان معروفًا أنه عادل وصالح لكنّه عاقب العصيان بشدة ولم تجرؤ الملكة نفسها على تحدي أوامره.


شارك المقالة: