قصة بوقودوغادة عصفور المطر

اقرأ في هذا المقال


قصة بوقودوغادة عصفور المطر أو (Bougoodoogahdah the rain bird) هي من الحكايات الشعبية الأسترالية والأساطير الشعبية والحضرية التي تطورت في أستراليا من أساطير السكان الأصليين الأستراليين إلى الفولكلور الاستعماري والمعاصر بما في ذلك الأشخاص والأماكن والأحداث التي لعبت دورًا في تشكيل الثقافة والصورة والتقاليد التي نراها اليوم في أستراليا.

الشخصيات:

  •  بوقوغادة.
  • الرجال السود.
  • الكلاب.

قصة بوقودوغادة عصفور المطر:

كانت بوقودوغادة امرأة عجوز تعيش بمفردها مع أربعمئة كلب من كلاب الدنغ الأسترالي، وقد استمرت في العيش لفترة طويلة مع هذه الكلاب، وكبرت وهي تعتني برفاقها المخلوقات وكان همها هو الحصول لهم على الطعام، وعاشت هي والكلاب على تناول اللحم البشري، وكان مكرها دهاءها هو الذي أكسبهم جميعًا مثل هذا الطعام، وكانت تخرج من معسكرها مع كلبيها الصغيرين.

وكان من المؤكد أنها ستلتقي ببعض الرجال السود، وهم يتجهون إلى الخور، وكانت تقول عندما تلتقي أحد هؤلاء الرجال تقول: يمكنني أن أخبرك أين يوجد الكثير من البطيخ والأرز، وعندما كان يسألها أين؟ وكانت تجيب: هناك على نقطة تلك الحافة أو التلال، وإذا كنت ستذهب إلى هناك وتجهز نفسك لجمعها، فسوف أذهب مع كلبيّ وأحضرهما نحوك.

كان قد تمركز الرجل السود على نحو ثابت حيث أخبرته، في حين كانت بوقودوغادة تنطلق لتحضر كلبيها، وتكون قد توجهت بسرعة نحو معسكرها وهي تنادي بهدوء: بيري، غوغو والتي تعني بهذين الاسمين كلابها، وكانت هذه إشارة منها للكلاب للخروج، وسرعان ما جاءا وحاصرا الرجل الأسود فجأة، وانقضوا عليه وعضّوه وهاجموه حتّى الموت.

ثم قاموا مع بوقودوغادة بجر الجثة إلى معسكرهم، وهناك قامت بطهيه وكان طعامًا للسيدة العجوز والكلاب لبعض الوقت، بمجرد الانتهاء من أكل أحدهم، يتم تكرار نفس الخطة للحصول على المزيد، حينها غاب الرجال السود عن الكثير من أصدقائهم لدرجة أنهم قرروا معرفة ما حلّ بهم، وبدأوا في الاشتباه في المرأة العجوز التي كانت تعيش بمفردها وتطارد الصيد مع كلبيها الصغيرين.

اقترحوا أن ينقسم الرجال إلى قسمين أحد الطرفين يجب أن ذهب إلى الخور وأن يبقى البعض متخفياً ويراقب ما يحدث، ورأى المراقبون المرأة العجوز تتقدم نحو أصدقائهم، وتتحدث معهم لفترة من الوقت ثمّ تنطلق مع كلبيها، لقد رأوا أصدقاءهم يقفون عند حافة الخور أو التلال ممسكين بأدوات حفرهم على أهبة الاستعداد، وكأنّهم ينتظرون شيئًا ما.

وفي الوقت الحالي سمعوا صرخة منخفضة من السيدة العجوز وهي تقول: بيري، غوغو والتي سرعان ما تبعها صوت كلاب الدنغو يخرجون من الأدغال في كل اتجاه بالمئات، ويحيطون بالرجال السود عند النقطة، اقترب الدنغو وسرعان ما كانوا يعضون الرجال السود في كل النواحي، ثمّ اندفعوا نحوهم بشكل متزامن ومزقوهم بأسنانهم وقتلوهم.

ورأى الرجال السود الذين كانوا يراقبون أنّه عندما قتلت الكلاب أصدقائهم، انضمت إليهم السيدة العجوز  التي ساعدتهم على سحب الجثث إلى معسكرها، وبعد أن رأوا كل هذا عاد المراقبون إلى قبيلتهم وأخبروا الجميع ما رأوه، وتجمعت كل القبائل على الفور وقررت تنفيذ ثأر سريع، ومن أجل القيام بذلك خرجوا مسلحين بشكل جيد، وجهزوا مصيدة للكلاب وبوقودوغادة. وبعد ذلك، عندما بدأت المذبحة المعتادة للسود وكانت الكلاب تقترب من حولهم لهذا الغرض.

اندفع أكثر من مئتي رجل أسود، وكان هجومهم قوياً لدرجة أنهم قتلوا كلّ الكلاب، وكذلك بوقودوغاده وكلباه الصغيران، كانت المرأة العجوز ترقد حيث قُتلت، ولكن عندما ذهب السود بعيدًا سمعوها تصرخ: بوقودوغادة، لذلك عادوا وكسروا عظامها، وكسروا ساقيها أولاً ثمّ تركوها، لكن مرة أخرى أثناء ذهابهم سمعوا صراخها وهي تقول: بوقودوغادة، ثمّ عادوا مرة أخرى حتّى تمّ كسر كل عظم في جسدها.

لكنها ما زالت تصرخ: بوقودوغادة، لذلك انتظر رجل بجانبها ليرى من أين أتى الصوت، لأنّهم اعتقدوا بالتأكيد أنها ماتت، ورأى قلبها يتحرك ويبكي مرة أخرى: بوقودوغادة وبينما هي تصرخ خرج منها عصفور صغير، وهذا الطائر الصغير كان يركض على التلال وينادي في الليل بوقودوغادة، وطوال اليوم يبقى في مكان واحد، ولا يخرج إلا في الليل، إنّه طائر صغير رمادى مثل عشبة، وكان يطلق عليه السود صانع المطر.

فإذا سرق أحد بيضه يصرخ بلا انقطاع: بوقودوغادة حتّى ينزل المطر. وعندما يصاب البلد بالجفاف يبحث السود عن أحد هذه الطيور الصغيرة ويجدونه، ويطاردونه حتّى يصرخ بصوت عالٍ: بوقودوغادة، وعندما يسمعون صراخه في النهار يعرفون أنّ المطر سوف ينزل قريباً، وعندما كان الطائر الصغير يطير من قلب المرأة، تمّ تحويل كل كلاب الدنغو الميتة إلى ثعابين وأنواع عديدة مختلفة، وكلها سامة.

وتمّ تغيير الكلبين الصغيرين إلى نوع صغير جدًا من الثعابين اللطيفة غير السامة لأنّ هذين الكلبين الصغيرين لم يسبق لهما عض السود كما فعلت الكلاب الأخرى، وفي النقاط الحادة حول التلال حيث اعتادت بوقودوغادة وكلابها الخاصة قتل السود، كانت هناك أكوام من الحجارة البيضاء التي من المفترض أن تكون عظام متحجرة للرجال المذبوحين.


شارك المقالة: