قصة بيبي درايفر Baby Driver Story

اقرأ في هذا المقال


الديون من أكثر الأمور التي قد تثقل على كاهل الإنسان، ففي الكثير من الأحيان تدفع بالفرد للسير في طريق خاطئ، تماماً كما حصل مع بطل قصتنا لهذا اليوم، تابع معنا عزيزي القارئ القصة للنهاية لنرى ما حدث مع بطل القصة بيبي.

قصة بيبي درايفر

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية وهو شاب يدعى بيبي، كان بيبي في مقتبل العمر ويعمل سائق في إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة أتلانتا التابعة إلى ولاية جورجيا والتي تقع في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان يعيش بيبي في تلك المدينة بمفرده، حيث أنه في مرحلة مبكرة من عمره كان قد فقد والديه إثر حادث سير مروع، إذ تحطمت بهما السيارة بينما كانا عائدين إلى المنزل من إحدى الحفلات التي أقامها واحد من الشخصيات البارزة في المدينة، وبقي بيبي يعيش لوحده في المنزل.

وأول ما فقد والداه تولى رعايته واحدة من دور الأيتام، وبعد أن اشتد عوده انطلق في البحث عن عمل يقيت به يومه ويؤمّن به متطلبات العيش، إلى أن انتهى به الأمر إلى العمل كسائق أجرة، ومن أكثر الأشياء التي كان يمسك بيبي شغف بها هي الموسيقى، فقد كان على الدوام يستمع إلى الموسيقى على جهازه الخاص.

وبقيت حياة بيبي تسير بسلام إلى أن جاء ذلك اليوم الذي التقى بإحدى الشخصيات من الرجال والذي يعرف باسم دوك، كان دوك من الرجال الذين يتسمون بالتسلط والجبروت، وقد كان سبب اللقاء بينهما هو أن بيبي في بداية عمله كسائق لم يكن لديه المال الكافي من أجل شراء سيارة والعمل عليها، مما اضطر إلى سرقة واحد من السيارات والعمل عليها كسائق أجرة، ولكن كانت تلك السيارة تعود ملكيتها إلى دوك، وبعد فترة من بحث دوك عن بيبي في النهاية توصل إليه، وفي ذلك اليوم قام دوك بإجبار بيبي على أن يعمل سائق لدى عصابته، وقد برر له ذلك لأنه سرق سيارته في السابق ولا بد أن يسدد بيبي له الدين.

في ذلك الوقت لم يكن متوفر مع بيبي المال الكافي من أجل دفع ثمن السيارة لدوك، مما اضطره للقبول بما أجبره عليه، وبعد أن قام بيبي بأول عملية توصيل لأفراد العصابة والتي كانت تتضمن عملية سرقة لأحد الأماكن المهمة في المدينة ظهرت مهارة بيبي في قيادة السيارة، وقد اتفق رئيس العصابة وكافة أفرادها على أن بيبي يمتلك مهارة مبهرة في قيادة السيارة، وأنه تمكن بفضل موهبته في قياده السيارة نقلهم دون أن يتمكن أحد من الإمساك بهم.

وبعد أن أتم بيبي تلك المهمة ببراعة توجه نحو أحد المطاعم من أجل الاستراحة بعض الشيء، وفي ذلك المطعم التقى مع إحدى الفتيات العاملات به والتي كان يطلق عليها اسم ديبورا، وبعد أن دار حديث بينهما وتعرف كل منهما على الآخر بدأت بينهم المواعيد يوماً بعد يوم، بدأت تنشأ بينهما علاقة حب وطيدة، وفي يوم من الأيام طلب زعيم العصابة من بيبي أن يقوم بعملية توصيل لأفراد عصابته، وقد كانت تلك العملية عملية سطو كبيرة للغاية، بالإضافة إلى ذلك كان سوف يكون كافة أفراد العصابة حاملين أسلحة قوية وفتاكة إلى درجة كبيرة، وقد أخبر زعيم العصابة بيبي أن تلك العملية سوف تكون آخر عملية يقوم بها بتوصيل أفراد عصابته بها.

وافق بيبي على ذلك، وبالفعل في بداية العملية قام بيبي بتوصيل أفراد العصابة إلى المكان المشار إليه في خطتهم، وأول ما وصلوا إلى هناك تفاجئ الجميع أن هناك أفراد عصابة أخرى تقوم بسرقة ذات المكان، وبعد أن اندفع أفراد العصابة التي برفقتها بيبي من داخل ذلك المكان وأفراد عناصر الشرطة تلاحق بهم سرعان ما قاد بيبي السيارة ببراعة منقطعة النظير، إذ تمكن بالفرار منهم من أمام أعين الشرطة والاختفاء بهم عن أنظار أفراد العصابة الأخرى، ولم يتمكن أي فرد كان متواجد في ذلك المكان أن يلمح في أي اتجاه ذهب بأفراد عصابته.

وفي نهاية العملية تمكن بيبي من النجاح في تلك العملية الكبيرة من السطو واستطاع إعادة أفراد العصابة سالمين إلى المكان الذي يقيمون به، ثم بعد ذلك قام بيبي بالتوجه نحو دوك رئيس العصابة وأخبره أنه بذلك يكون قد أتم تلك العملية على أفضل وجه كما طلب منه، وبهذا يكون قد تمكن من سداد قيمة الدين المترتب عليه في السابق جراء سرقته لسيارة دوك، وإلى هنا أصبح بإمكانه الرحيل والتوقف عن العمل معهم ومتابعة حياته كما يريد، وفي تلك الأثناء لم يبدي دوك أي اعتراض على طلب بيبي، وبالفعل ابتعد بيبي عن تلك العصابة وشرع بالعمل في مجال توصيل البيتزا في أحد المطاعم الشهيرة في المدينة وعاش حياة سعيدة مع صديقته ديبورا.

وبعد مرور فترة وجيزة عاد دوك رئيس العصابة وبدأ في ابتزاز بيبي مرة أخرى من جديد؛ وذلك لأنه في تلك الفترة كان أفراد عصابته مخططين من أجل القيام بعملية سطو كبيرة أخرى، وتلك العملية خطيرة للغاية على الرئيس وكافة أفراد العصابة، ولا يمكن لأفراد عصابته من النجاة بأنفسهم منها إلا إذ كان لديهم سائق محترف، ولكن بيبي لم يكن بوسعه معارضة دوك، وكل ما قام به هو التخطيط من أجل الفرار من تلك العملية مع صديقته ديبورا، وبالفعل تمكن بيبي من النجاة بنفسه منهم، ولكن ما حدث خلال تلك العملية هو أن عناصر الشرطة تمكنت من كشف مخططات أفراد العصابة، وبعد الاشتباك بين أفراد العصابة وعناصر الشرط تم قتل شرطي، وعلى إثر ذلك قام مركز الشرطة بطلب تعزيزات أمني وعلى الفور بدأت بملاحقة أفراد العصابة وقتل أفراد منهم.

وعلى إثر تلك القضية اعتقدوا أفراد العصابة أن بيبي هو من قام بإخبار الشرطة عنهم، ومن هنا بدأوا بالتخطيط من أجل قتله، ومن ناحية أخرى تم إبلاغ عناصر الشرطة أن بيبي من كان يقود العمليات السابقة للسطو، فقامت عناصر الشرطة كذلك بالبحث عنه، وهذا الأمر قد تسبب في تضييق الخناق عليه، وأول ما توصلوا إليه أفراد العصابة ساعدته صديقته ديبورا، إذ قامت بإشهار السلاح أمام العصابة وقتل واحد منهم، وعلى الفور تمكنت هي وبيبي من محاولة الهرب إلى خارج المدينة، ولكن ما تفاجئوا به هو أن دورية شرطة قد اعترضت طريقهم.

وهنا قامت ديبورا باصطدام سيارتها بسيارة دورية الشرطة والفرار منهم، وفي النهاية أخبرها بيبي بأنه في الحقيقة ليس مجرم وأن رئيس العصابة هو من ابتزه كي ينضم لهم، وأشار إلى أنه سوف يقوم بتسليم نفسه للامتثال أمام المحكمة؛ وذلك لأنه استاء من الهرب هنا وهناك، وبالفعل حين سلم نفسه وتم عرضه على المحكمة وشهد الكثير لصالحه، ولكن بسبب موافقته ورضوخه لطلبات رئيس العصابة دون إخبار الشرطة بذلك من البداية تم إصدار الحكم عليه بخمسة وعشرين عامًا وبعد عدة سنوات حصل بيبي على عفو وأخذ حبيبته ديبورا وذهبا بعيدًا.

المصدر: كتاب من روائع الأدب الأمريكي المعاصر - توني موريسون - 2014


شارك المقالة: