قصة قصيدة - كلام الليل يمحوه النهار -

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالشاعر أبو فراس الحمداني:

أمَّا عن التعريف بالشاعر أبو فراس الحمداني: فهو الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي، ولد في سنة “320” للهجرة في الموصل، وهو ابن عم ناصر الدولة وسيف الدولة الحمداني أمير من أمراء حلب، عاصر المتنبي، كما أنّه كان قد أُسر في إحدى معاركه مع الروم.

يُعدّ أبو فراس الحمداني من أهم شعراء العصر العباسي وهو قائد عسكريٌّ للدولة الحمدانية وأمير عربي، عاش أبو فراس الحمداني في رعاية عمّه سيف الدولة بعد وفاة والده، حيث أصبح شاباً فارساً وشاعراً، إلى جانب ذلك فقد ولاهُ سيف الدولة على أحد الإمارات فأحسن حكمها.

وأمَّا عن صفات أبي فراس الحمداني:

  • قائلاً للحق.
  • فارساً.
  • الصبر الشديد.
    وأمَّا عن الأغراض الشعرية عند أبي فراس الحمداني:
  • الرثا.
  • العتاب.
  • الفخر بالذات.

قصة بيت ” كلام الليل يمحوه النهار “:

لهذا البيت قصة حدثت في قصر محمد ابن زبيدة إذ كان يطوف بالقصر مرَّ على جارية له فكانت فائقة الجمال ومن جمالها راودها عن نفسها فرد عليه قاله: يا أمير إنك قد ابتعدت مدة فانظرني حتى آتيك الليلة، فعندما أتى الصباح ولم تأتي فذهب لها وقال لها لماذا لا تأتي؟ فردت عليه الجارية وقالت: أن كلام الليل يمحوه النهار، فضحك وخرج من المجلس وقال للحاشية: من هنا يجيد الشعر فقالوا أبو فراس الحمداني والرقاشي ومصعب، فأمر بهم أن يدخلوا المجلس فقال لهم أمير المؤمنين: كل واحداً منكم يقول شعراً يكون آخره كلام الليل يمحو النهار.

فقد بدأ أبو فراس الحمداني قائلاً:

وخود أقبلت في القصر سكرى
ولكن زين السكر الوقار

وقد سقط الردا عن منكبيها
من التخميش وانحل الإزار

وهز الريح أردافاً ثقالا
وغصناً فيه رمان صغار

وقالت في غد فمضيت حتــى
أتى الوقت الذي فيه المزار

فقُلتُ الوَعْدَ سيدتي، فقالتْ:
كلامُ الليـل يمحــوهُ النهارُ

فعندما سمع محمد ابن زبيدة فقال له: أكنت أنت مطلع علينا في القصر؟، فرد عليه قائلاً: لا والله يا أمير المؤمنين ولكّن نظرت إليك فعرفت ما في عينيك وأنا عبرت عما في نفسي بضمير، فأمر له أمير المؤمنين بأربعة آلاف درهم.


شارك المقالة: