التعريف بالشاعر عدي بن ربيعة المهلهل:
أمّا عن التعريف بشاعر هذه الفصيدة: فهو عدي بن ربيعة التغلبي، ولد في نجد شبه الجزيرة العربية، يُكنّى بأبي ليلى ولقب بالزير سالم، وهو من شعراء وأبطال العرب في الجاهلية ولقد لقب أيضاً بالمهلهل؛ لأنّه أول من هلهل بالشعر ورققه، واشتهر عدي بن ربيعة بالشعر والفروسية.
وأمَّا عن ألقاب عدي بن ربيعة هي:
- لقبه أخوه كليب بزير النساء؛ لأنّه كان يتغزل بالنساء.
- لُقب بالمهلهل؛ لأنّه كان يهلهل نسج الشعر.
قصة بيت ” وصار الليل مشتملا علينا “:
أهاج قذاء عيني الادكارُ؟
هُدوءاً فالدموعُ لها انهمارُ
وصار الليل مشتملاً علينا
كأنّ الليلَ ليس له نهارُ
وبتٌّ أراقبُ الجوزاء حـتى
تقارب من أوائلها انحدارُ
أصرِّفُ مقلتي في إثرِ قومٍ
تباينت البلادُ بهم فغاروا
وأبكي والنجومُ مُطَلّعات
كأنْ لم تــحوها عـــني البحـارُ
على من لو نُعـيت وكان حياً
لقاد الخيلَ يحجبُها الغبارُ
كتب عدي بن ربيعة التغلبي هذه القصيدة في رثاء أخيه كليب عندما قُتل بسبب ناقة كانت ترعى في أرض كليب، وهذا الأمر دفع كليب إلى قتلها وكانت الناقة تدعى ( سراب )، وهي للبسوس وعندما رأت الناقة مصابة صاحت وأخذت تنادي بصوت عالٍ “واذلاه”، سمعها جساس بن مره وعرف بأمر الناقة وذهب إلى كليب وقتله برُمحه وبعد ذلك اشتعلت الحرب بين تغلب وبكر واستمرت الحرب ما يقارب “40” سنه.
وأكمل القصيدة بكلمات ذات معانٍ مؤثرةٍ وكلمات تشع بالألم والبكاء قائلاً:
دعـوتكَ يا كليبُ فلم تجبني
وكيف يجيبني البلدُ القَفارُ
أجبني! يا كُليبُ خلاك ذمٌ
ضنيناتُ النفـوس لها مَزارُ
أجبني! يا كُليبُ خلاك ذمٌ
لقد فُجِعت بفارسها نِزارُ
وبعد ذلك يسأل القوم قائلاً:
سألتُ الحيَّ أينَ دفنتموهُ؟
فَقَالُوا لِي بِسَفْحِ الْحَيِّ دَارُ
فسرتُ إليهِ منْ بلدي حثيثاً
وَطَارَ النَّوْمُ وَامْتَنَعَ القَرَارُ
وَحَادَتْ نَاقَتِي عَنْ ظِلِّ قَبْرٍ
ثَوَى فِيهِ المَكَارِمُ وَالْفَخَارُ
لدى أوطانِ أروعَ لمْ يشنهُ
وَلَمْ يَحْدُثْ لَهُ فِي النَّاسِ عَارُ
أَتَغْدُوا! يَا كُلَيْبُ مَعِي إِذَا مَا
جبانُ القومِ أنجاهُ الفرارُ
أتغدُوا! يا كليب معي إذا ما
خلوق القوم يشحذُها الشفار