قصة بينوري Binnorie

اقرأ في هذا المقال


قصة بينوري أو (Binnorie) هي حكاية فولكلورية إنجليزية، للمؤلف، جوزيف جاكوبس، قد نُشرت عام 1892، ونشرها أبناء جي بي بوتنام، كما وتعتبر أغنية قتل تقليدية تعود على الأقل إلى منتصف القرن السابع عشر، الأغنية تروي قصة فتاة غرقت على يد أختها الغيورة، تم جمع القصيدة من قبل عالم الفولكلور الشهير فرانسيس تشايلد، وهي مدرجة أيضًا في فهرس أغنية رود.

الشخصيات:

  • الأخت الكبرى.
  • الأخت الصغرى.
  • هاربر.
  • السير ويليام (sir william).
  • ابنة صاحب الطاحونة.
  • الطحان.

قصة بينوري:

ذات مرة كانت هناك ابنتان للملك تعيشان في قصر بالقرب من سدود طاحونة بوني في بينوري، وذات يوم جاء “السير ويليام” يتودد إلى الفتاة الكبرى ويعرض لها مشاعره، وفاز بحبها وبعد فترة تمّ خطبتهما وكانت فرحتهما كبيرة بارتباطهما ببعض، ولكن بعد فترة نظر إلى الفتاة الصغرى، بخدودها الكرزية وشعرها الذهبي، كبر حبه لها حتّى لم يعد يهتم بأختها الكبرى.

لذلك كرهت الفتاة الكبرى أختها، لأنّها سلبت منها حبّ “السير ويليام” لها، وتزايدت كراهيتها لها يومًا بعد يوم، وفي قمة حزنها وغضبها تآمرت وخططت للتخلص منها، لذلك ذات صباح جميل، كانت جالسة في الحديقة وتفكر بعمق، وعندما جاءت أختها قالت لها: دعينا نذهب ونرى قوارب والدنا تأتي في مجرى نهر بوني ميل في بينوري، لذلك ذهبت الفتاتان هناك يداً بيد.

وعندما وصلوا إلى ضفة النهر، صعدت الفتاة الصغيرة على حجر لتشاهد قدوم القوارب، بينما كانت أختها قادمة من ورائها، فأمسكت بها حول خصرها ودفعتها إلى تيار طاحونة الاندفاع في بينوري، فوقعت الفتاة في المجرى المائي وهي تنظر بعيون حزينة تجاه اختها وتقول: يا أختي العزيزة أعطني يدك! ثمّ بكت وهي تطفو بعيدًا وتررد: أنقذيني وسيكون لديك نصف ما أملك وسأجعلك تحصلين عليه.

فقالت الأخت الكبيرة بخبث: لا، يا أختي، لن أمدّ إليك يدي، لأنّني وريثة كل شيء من أملاك أبي، وعار عليّ إذا لمست اليد التي أخذت مني وسلبتني حب قلبي، وبقيت الأخت الصغيرة تطفو بعيداً  وهي تصرخ: يا أختي، أرجوكي لتمدي يدك إلي! وسيكون لديك ويليام الخاص بك مرة أخرى، بينما صرخت الأميرة القاسية: لتغرقي، ولن تلمسي يدي أبداً.

وكانت الكبيرة تحدث نفسها: سوف يكون ويليام الجميل كل ما لدي عندما تغرقي تحت تيار طاحونة بينوري، واستدارت وذهبت الى بيتها الى قصر الملك وكأنّ شيئاً لم يحدث، وكانت الأميرة تطفو على طول مجرى الطاحونة، تسبح أحيانًا وتغرق أحيانًا حتّى اقتربت من الطاحونة، في تلك الأثناء كانت ابنة الطحان تطبخ في ذلك اليوم وتحتاج إلى الماء لطهيها، وعندما ذهبت لإحضاره من الجدول، رأت شيئًا يطفو في اتجاه سد الطاحونة.

فصرخت: أبي، أبي، تعال إلى هنا وانظر هناك شيء أبيض خادمة غارقة أو بجعة بيضاء قادمة أسفل التيار، لذلك أسرع الطحان إلى السد وأوقف عجلات الطاحونة الثقيلة القاسية، ثمّ أخرجوا الأميرة ووضعوها على الضفة التي كانت تبدو جميلة جداً وهي مستلقية هناك، وكان في شعرها ذهب ولؤلؤ وأحجار كريمة، حيث كان لا يمكن رؤية خصرها بسبب حزامها الذهبي.

ونزلت الحافة الذهبية لفستانها الأبيض على قدميها، لكنّها كانت قد فارقت الحياة! وبينما كانت مستلقية هناك في جمالها، مرّ هاربر الشهير بمطحنة بينوري، ورأى وجهها الشاحب الجميل، وعلى الرغم من أنه سافر بعيدًا، إلا أنه لم ينس هذا الوجه أبدًا، وبعد عدة أيام عاد إلى مجرى بوني ميل في بينوري، ولكن بعد ذلك كل ما وجده لها حيث وضعوها للراحة هو عظامها وشعرها الذهبي.

فصنع قيثارة من عظام صدرها وشعرها، وصعد إلى أعلى التل من سد بنوري حتّى وصل إلى قصر الملك أبيها، وفي تلك الليلة اجتمعوا جميعًا في قاعة القلعة للاستماع إلى هاربر العظيم، الملك والملكة وابنتهما وصهرهما “السير ويليام” وجميع بلاطهم، وفي البداية غنّى هاربر لقيثارته القديمة، ممّا جعلهم يفرحون أو يحزنون ويبكون كما يحلو لهم.

لكن بينما كان يغني وضع القيثارة التي صنعها في ذلك اليوم على حجر في القاعة، وفي الوقت الحالي بدأت تغني من تلقاء نفسها بنغمات منخفضة وواضحة، وتوقف هاربر وسكت الجميع، وكانت القيثارة تغني بكلمات حزينة وتقول: هناك يجلس أبي الملك، في بينوري، وهناك تجلس أمي الملكة، بالقرب من سدود طاحونة بوني ميل في بينوري، وهناك يقف أخي هيو في بينوري.

وهناك “السير ويليام” الكاذب والشرير بالقرب من سدود طاحونة بيلي بينوري، نظر الجميع إلى بعضهم بدهشة ورعب، ثم تساءلوا جميعًا عمّا يحدث، وطلبوا من هاربر تفسيراً لما سمعوا على الفور، فأخبرهم هاربر كيف رأى الأميرة غارقة على الضفة بالقرب من سدود طاحونة بينوري، وكيف قام بعد ذلك بإخراج هذه القيثارة من شعرها وعظم صدرها.

في ذلك الوقت، بدأت القيثارة في الغناء مرة أخرى، وكان هذا ما تغني به بصوت عالٍ وواضح: هناك تجلس أختي التي أغرقني دون رحمة في سدود بينوري، لقد أغرقتني دون ذنب ولا رحمة، ولم تسمع توسلاتي ورجائي، وبعد ذلك توقفت القيثارة عن الغناء، وقطعت القيثارة وتحطمت ولم تغني أكثر من ذلك.


شارك المقالة: