قصة بينيتو أو (The Story of Benito) هي قصة خيالية من الحكايات الشعبية الفلبينية الي ظهرت في المنشورات، وكانت هناك محاولة لتقديم مجموعة شعبية شاملة من هذه المواد لعامة الناس، هذه المجموعة من الحكايات ستمنح المهتمين فرصة لتعلم شيء من السحر والخرافات والعادات الغريبة للفلبينيين.
الشخصيات:
- بينيتو.
- والديه.
- الملك.
- الأميرة.
قصة بينيتو:
كان بينيتو الابن الوحيد الذي عاش مع والده ووالدته في قرية صغيرة، كانوا فقراء للغاية، وعندما كبر الصبي ورأى مدى صعوبة معاناة والديه بسبب الفقر، كان يحلم أن يكون عونًا لهما، وفي إحدى الأمسيات عندما جلسوا يأكلون وجبتهم المقتصدة من الأرز، أخبره الأب عن ملك شاب عاش في قصر جميل على بعد مسافة من قريتهم، وأصبح الصبي مهتمًا جدًا بمعرفته.
في تلك الليلة عندما كان المنزل مظلماً وهادئًا وكان بينيتو مستلقيًا على بساطه محاولًا النوم، كانت أفكار الملك الشاب تخطر بباله مرارًا وتكرارًا، وتمنى لو يقضي هو ووالديه بقية حياتهم في قصر جميل، وفي صباح اليوم التالي استيقظ على فكرة جديدة وهي أن يذهب إلى الملك ويطلب منه العمل حتّى يتمكن بهذه الطريقة من مساعدة والده وأمه.
لقد استغرق وقتًا طويلاً في إقناع والديه بالسماح له بالذهاب، لأنها كانت رحلة طويلة وكان والديه يخشيان ألا يكون الملك كريمًا معه، لكنّهما وافقا أخيرًا، وقام الولد في المغادرة، وبعد وصوله إلى القصر لم يُسمح له في البداية برؤية الملك، لكنّ الصبي كان مصراً على لقاء الملك في النهاية حصل على مكان في القصر كخادم، كان عالماً جديداً وغريباً على بينيتو الذي لم يكن يعرف سوى حياته في قرية صغيرة.
كان العمل شاقًا، لكنّه كان سعيدًا في التفكير أنه يمكنه الآن مساعدة والديه، وذات يوم أرسل له الملك وقال: أريدك أن تحضر لي أميرة جميلة تعيش في أرض عبر البحر، اذهب في الحال وإذا فشلت فستتم معاقبتك بشدة غرق قلب الصبي في داخله من الخوف، لأنّه لم يكن يعرف ماذا يفعل، لكنه أجاب بشجاعة: سأفعل يا سيدي وغادر حجرة الملك وشرع في الحال في إعداد نفسه لرحلة طويلة.
وبدأ بينيتو رحلته حيث وصل إلى غابة كثيفة ورأى طائرًا كبيرًا مربوطًا بإحكام بخيوط، فقال له: يا صديقي أرجوك حررني من هذه الروابط، وسوف أساعدك كلما احتجتني، أطلق بينيتو الطائر بسرعة، وطار بعيدًا وواصل رحلته حتى وصل إلى البحر، وكان غير قادر على إيجاد طريق للعبور، توقف ونظر بحزن فوق المياه مفكرًا في تهديد الملك له إذا فشل.
وفجأة رأى ملكة الأسماك تسبح نحوه فقال: لماذا أنت حزين جدا؟ أجاب الصبي: أتمنى أن أعبر البحر لأجد الأميرة الجميلة، قالت السمكة: حسنًا استلق على ظهري وسأحملك عبر البحر، لذلك صعد بينيتو على ظهرها ونقلته إلى الشاطئ الآخر، وسرعان ما قابل امرأة غريبة سألته عمّا يريده، فلمّا أخبرها قصته قالت: الأميرة محتجزة في قلعة يحرسها عمالقة.
خذ هذا السيف السحري، لأنّه سيقتل على الفور كل شخص يلمسه، كان بينيتو ممتنًا لطفها وذهب مليئًا بالأمل وعندما اقترب من القلعة استطاع أن يرى أنها محاطة بالعديد من العمالقة، وبمجرد أن رأوه هرعوا للقبض عليه، لكنّهم عندما اقتربوا لمسهم بسيفه، وسقطوا قتلى على الفور ثمّ هرب الآخرون في حالة من الذعر، وتركوا القلعة دون حراسة فدخل بينيتو.
وعندما أخبر الأميرة عن مهمته كانت سعيدة للغاية للهروب من أسرها وانطلقت معه على الفور إلى قصر الملك، وعلى شاطئ البحر كانت ملكة الأسماك تنتظرهم، ولم يجدوا صعوبة في عبور البحر ثم السفر عبر الغابة الكثيفة إلى القصر حيث تم استقبالهم بفرح كبير، وبعد فترة طلب الملك من الأميرة أن تصبح زوجته، فأجابت: سأفعل أيها الملك إذا حصلت على الخاتم الذي فقدته في البحر أثناء عبوره.
فكّر الملك على الفور في بينيتو، وأرسل إليه أمره بالعثور على الخاتم، بدت هذه مهمة ميؤوس منها بالنسبة للصبي، لكنه قرر تنفيذها، وتوقف عند شاطئ البحر وحدق في المياه حتى رأى صديقته ملكة الأسماك، وحين أخبرها بمهمته قالت السمكة الكبيرة: سأرى ما إذا كان بإمكاني مساعدتك، واستدعت جميع رعاياها، وعندما جاءت الأسماك كانت أحداهن مفقودة.
وأرسلت الآخرين بحثًا عنه حيث وجدنها تحت حجر ولا تستطيع السباحة، وتمّ سحبها إلى الملكة، وعندما سألت الملكة السمكة ما حلّ بها، ردت السمكة المسكينة: لقد أكلت كثيرا لدرجة أنني لا أستطيع السباحة، ثمّ أمرت ملكة السمك بقطعها، وفي الداخل عثروا على الخاتم المفقود، كان بينيتو سعيدًا جدًا وشكر ملكة الأسمال وعاد مسرعًا بالخاتم الثمين إلى سيده.
حمل الملك الخاتم للأميرة وقال: الآن بعد أن حصلت على خاتمك، هل ستصبحين زوجتي؟ أجابت الأميرة: سأكون زوجتك إذا وجدت قرطي الذي فقدته في الغابة أثناء سفري مع بينيتو، ومرة أخرى أرسل الملك إلى بينيتو وأمره هذه المرة بالعثور على القرط، كان الصبي مرهقًا جدًا من رحلاته الطويلة، لكن دون شكوى بدأ رحلته مرة أخرى وبحث بعناية على طول الطريق عبر الغابة الكثيفة.
وأخيرًا جلس تحت شجرة ليرتاح، وفجأة ظهر أمامه فأر كبير الحجم، وكان ملك الفئران، فسأله الفأر: لماذا أنت حزين جداً؟ أجابه الصبي عن مهمته الجديدة، قال الفأر: سوف أساعدك، واستدعى جميع رعاياه، وعندما اجتمعوا وجدوا أن فأرًا صغيرًا مفقودًا، وأرسل الملك الآخرين للبحث عنه، فوجدوه في حفرة صغيرة بين أشجار البامبو وهو لا يستطيع المشي.
وعندما قاموا بسحبه إلى سيدهم الذي وجد أنّ هناك شيئًا صلبًا داخل الفأر، وأمره بفتح بطن الفأر وفي الداخل وجدوا القرط المفقود، نسي بينيتو تعبه على الفور، وبعد أن أعرب عن شكره الكبير للملك الفأر سارع إلى القصر، وأخذ الملك القرط وقدمه للأميرة، وطلب منها أن تكون زوجته مرة أخرى، أجابت الأميرة: لدي طلب آخر فقط وسأكون زوجتك إلى الأبد، أحضر لي بعض الماء من السماء وبعض الماء من العالم السفلي.
ولن أطلب أكثر من ذلك، ومرة أخرى أرسل الملك بينيتو في أصعب مهمة على الإطلاق، خرج الصبي وهو لا يعرف إلى أي طريق يتجه وقادته قدميه المرهقة إلى الغابة، وفكّر فجأة في الطائر الذي وعده بمساعدته، فقال: يا طائر الباشق أين أنت؟ فانقض الطائر على الأرض وأخبره بينيتو بمشكلته، فقال الطائر: سأحضر لك الماء وطار بعيدًا، كان الصبي ينتظر طوال اليوم في الغابة وعندما حلّ الليل عاد الطائر ومعه كوبين ممتلئين.
فأخذهما وشكره، ثمّ أسرع إلى القصر بالمياه الثمينة، وعندما رأت الأميرة المياه صبّت منها على نفسها فأصبحت جميلة جداً، وتوسل إليها الملك بعد ذلك أن تصب عليه الماء من الكوب الآخر ليصبح جميلاً وشاباً، وفعلت ما طلبه ولكن ظهر على الفور مخلوق أكثر بشاعة، وسرعان ما اختفى عن الأنظار، ثمّ أخبرت الأميرة بينيتو أنها اختارته أن يكون زوجها لأنه كان مخلصًا جدًا لسيده ولطيفًا معها وتزوجا وأصبحا ملكاً وملكة لتلك الأرض الواسعة الخصبة، ولم ينس بينيتو والديه أبدًا و عاشوا جميعًا في سعادة كبيرة.