قصة تماماً مثل الجنة

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأدب الأمريكي، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول فتاة أخذت غفوة للحظات أثناء عملها، وحينما استيقظت وجدت نفسها أنها تعيش بين الحياة والموت، إلى أن جاء شاب وأنقذها وتمكنت بفضله من العودة إلى الحياة مجدداً.

قصة تماماً مثل الجنة

في البداية كانت تدور أحداث القصة حول الشخصية الرئيسية وهي فتاة تدعى إليزابيث، كانت تعمل كطبيبة نشيطة ومجتهدة في أحد المستشفيات الحكومية، وفي يوم من الأيام غفت للحظات فرأت نفسها أنها تجلس في حديقة بديعة ويحيط بها الضباب من جميع الجوانب، وحينما صحيت من غفوتها وجدت نفسها في الاستراحة التابعة للمستشفى، وهنا أشار لها زملائها في العمل أنها غطت في تلك الغفوة من شدة الإرهاق والتعب وأنه يتوجب عليها أن تعود إلى منزلها من أجل الاستراحة، إذ أنها كانت تعمل بشكل متواصل في المستشفى لمدة ثلاثة وعشرين ساعة، ولكنها رفضت المغادرة والراحة، وقد بررت ذلك بأنها بحاجة إلى العمل المستمر من أجل أن تحصل على لقب الطبيب المعالج.

وقد كانت إليزابيث من الطبيبات الناجحات والمميزات في عملها، إلا أنه بعد مرور فترة وجيزة ظهر منافس لها في العمل وهو شاب يدعى بريت، وبدأ كلاهما يتنافسان على لقب الطبيب المعالج، وفي يوم من الأيام استدعاهما الطبيب المسؤول عنهما والذي يدعى الطبيب والش وقد أخبرهما بأنه يوجد هناك مصاب بعيار ناري، وطلب منهما التطوع لعلاجه، فردا عليه بأنهما سيتوليان أمر علاجه.

ولكن هنا صرح بريت أنه فقط يعمل داخل المستشفى لمدة اثنا عشر ساعة فقط، فتطوعت إليزابيث لتقوم بمتابعة حالة المصاب بعد مغادرة بيت، إلى أنه الطبيب المسؤول سمح لها بثلاثة ساعات فقط، وأوضح لها أن عملها كستة وعشرين ساعة متواصلة كافية لأن تستحق لقب الطبيب المعالج، وبعد انقضاء الستة وعشرين ساعة طلب منها أن تغادر المستشفى وتعود إلى منزلها من أجل الراحة وهو بذاته سوف يتابع حالة المصاب.

وفي ذلك الوقت ظهر شاب يدعى ديفيد، وقد كان ديفيد يبحث هنا وهناك في المدينة بحثاً عن منزل للإيجار، إلى أن وصل إلى سمسار عقارات وقد دله السمسار على إحدى الشقق وحينما توجها كلاهما لرؤية الشقة أعجب ديفيد بالشقة، ولكن أخبره السمسار أن تلك الشقة يتم تأجيرها على النظام الشهري، وافق ديفيد على ذلك فقد رأى أنها شقة جميلة للغاية، وذات يوم وبينما كان ديفيد يشاهد التلفاز ظهرت أمامه بشكل مفاجئ إليزابيث وقد طلبت منه أن يغادر شقتها، ثم دار بينهما جدال وبعد أن رأت إليزابيث أنه لا جدوى من الحديث معه توجهت من أجل استدعاء الشرطة، وحينما حاول ديفيد اتباعها أول ما وصل إلى الغرفة المجاورة وجد أنها اختفت.

وفي تلك الأثناء قرر ديفيد البقاء في الشقة تحت أي ظروف كانت، ولكنه مع تكرار رؤيته لإليزابيث لمرات عدة بدأ يشكك في أنها من المحتمل أن تكون مجرد شبح لفتاة كان تقيم في هذه الشقة، وهنا فكر أنه من الأفضل أن يتوجه إلى إحدى المكتبات من أجل القراءة حول تلك الظاهرة، وفي المكتبة التقى مع شخص يدعى داريت، والذي بدوره قدم له بعض الكتب المفيدة حول تلك الظاهرة، وحينما عاد ديفيد إلى منزله وبدأ بقراءة الكتب لم يجد أن هناك فائدة منها، إذ ظهرت أمامه إليزابيث مرات عدة، وهنا قرر أن يقوم باستئجار بعض الأشخاص حتى يصرفوا هذه الروح من منزله، ومن ضمن هؤلاء الأشخاص كان داريت.

وفي إحدى المرات أشار إليه داريت أنه من المحتمل أن تكون إليزابيث غير متوفية من الأصل، كما أخبر داريت ديفيد كذلك أنه يتوجب عليه أن لا يفكر على الاطلاق بروح زوجته المتوفية حتى ينتهي من تلك المهمة، وفي يوم من الأيام قرر ديفيد الخروج مع أحد أصدقائه المقربين والذي يدعى جون، وفي تلك اللحظات كانت إليزابيث معه في الشقة وتتحدث معه، وحينما تركها ديفيد وخرج تبعته إليزابيث، وهذا ما اضطره إلى ترك صديقه، وقد كان سبب تتبعها له هو أنها تريد مساعدته في معرفة ما يحدث معها، فهي لا تستطيع أن تتذكر أي شيء، وهنا وافق ديفيد على مساعدتها، فقد اعتقد أنه بذلك يسايرها لأنه في الحقيقة يتحدث مع سيدة مجنونة.

وأول ما بدأ معها في الذهاب إلى جميع الجيران والسؤال عنها، إلا أنه لم يتمكن أحدهم من التعرف عليها، ومن هنا قررا كلاهما أن يتوجها للبحث في بعض الأدلة الأخرى، إلى أن اكتشفا أن إليزابيث في الأصل دخلت بغيبوبة حينما غفت في المستشفى، وخلال رحلة بحثهم أخبر ديفيد إليزابيث أنه كان يعمل كمهندس في مجال الهندسة المعمارية، وقد كان من أهم وأنجح المهندسين في مجال تصميم الحدائق، وهنا أخذها من أجل اطلاعها على بعض من أعماله، وأخر حديقة التي انتهى بهم المطاف فيها كانت تلك التي رأتها إليزابيث في الحلم.

وفي تلك الحديقة عثرا على جسد إليزابيث، وهنا عاد كلاهما إلى المنزل وقررا الإقامة سوياً إلى أن يتوصلا إلى حل في تلك المشكلة، وفي يوم من الأيام سمعت إليزابيث أن بريت الذي كان منافسها في المستشفى قد حصل على لقب الطبيب المعالج، ومنذ أن سمعت ذلك دخلت في حالة من الحزن والاكتئاب وصعدت إلى سطح المنزل لتستنشق بعض الهواء، وهنا لحق بها ديفيد وأخبرها أنه لن يدعها تموت وأنه سوف يبذل كل ما بوسعه حتى تستعيد جسدها، وهنا أشارت إليه أنها كانت تحلم بأن تعمل حديقة على ذلك السطح.

وفي تلك الأثناء أخبر ديفيد إليزابيث أنه يتوجب عليهم أن يقوموا بنقل جسدها ووضعه في مكان آمن؛ وذلك حتى لا يتعرض لأي أذى، ولكن إليزابيث أشارت إلى أنه من أجل ذلك هم بحاجة إلى شخص مع شاحنة، وأنه ذلك الشخص يجب أن يكون معتاد على السرقة، ولكن ديفيد لا يصغي إلى ذلك ويقوم بطلب المساعدة من صديقه جون والعزم على نقل جسدها، إلا أن منافسها في المستشفى بريت أمسك بهما وقام بوقفهم وطلب الأمن، وهذا ما دعا ديفيد أن يهم بضرب بريت، وحينما فرّ كل من جون وديفيد من عناصر الأمن، حدث وأنه تم سحب جهاز التنفس الصناعي الذي كان يساعد إليزابيث في البقاء على قيد الحياة.

وهنا بدأت أنفاس إليزابيث تتلاشى شيئاً فشيئاً، وحاول ديفيد أن يقوم بتقبيلها من أجل وداعها، إلا أنه ما حدث أن إليزابيث استعادة روحها، ولكن هنا ألقت عناصر الأمن القبض عليه، وفي لحظة ما حينما شاهد الجميع كيف أن ديفيد أعاد إلى إليزابيث روحها طلبوا من الأمن أن يتركوه وشأنه، وبالفعل هذا ما حدث، ولكن في تلك اللحظة لم تتمكن إليزابيث من تذكر ديفيد، وهذا ما دفع به إلى مغادرة المكان وتوجه إلى الشقة من أجل لملمة أغراض ومغادرة الشقة وقد كان مصاب بحالة من الكآبة.

وفي النهاية لحقت به إليزابيث إلى الشقة وطلب منها للمرة الأخيرة أن تقوم بالنظر إلى سطح المنزل، وحينما صعدت ورأت الحديقة أوضحت له أنها تشعر بأنها تعرفه، ولكنها لا تعرف كيف وأين شاهدته، وأخيراً حينها مد يده لوداعها وحينما لمست يدها يديها تذكرت إليزابيث كيف أنها تعرفت عليه وكل ما قام به لأجلها، فيقررا كلاهما الزواج.

المصدر: كتاب ألوان من القصص القصيرة في الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963


شارك المقالة: