قصة تمام بن جعفر من كتاب البخلاء

اقرأ في هذا المقال


سوف نروي لكم اليوم قصة من القصص التي ذكرها لنا الجاحظ في كتاب البخلاء، فكتابه لا يخلو من الطرائف الأدبية المسلية المليئة بالعبر والدروس التي نستفد منها في جميع مجالات حياتنا، فروى لنا الجاحظ قصة بخل تمام بن جعفر، فما قصة ذلك الرجل؟

قصة تمام بن جعفر من كتاب البخلاء

  • كان يا ما كان في قديم الزمان، يروي لنا الجاحظ قصة تمام بن جعفر والحوار الذي دار بينه وبين جليس له، فلقد ذكر لنا أن تمام بن جعفر كان أبخل خلق الله، حتى أنه يبخل في الطعام والأكل وكان يدعو على كل من يأكل من زاده بالعلة والمرض، فيوم من الأيام جلس تمام بن جعفر مع جليس له، فقال له جليسه: لا يوجد على وجه الأرض أحداً بقوتي ولا أحد يمشي عليها بسرعتي وقوة بدني، قال له تمام بن جعفر: وما الذي يجعلك سريع الخُطى وأنت تأكل الأكل الكثير؟
  • قال له جليسه: لا والله فأنا بخفة وزني أستطيع أن أمشي الكثير دون تعب، قال له تمام بن جعفر: وكيف تستطيع المشي وأنت تأكل أكل عشرون شخص؟! فهل يستطيع الإنسان المشي وكسب الصحة إلا بوجود جسماً خفيف الوزن، يساعده على المشي لمسافات طويلة ويعطيه قوة العظم والبدن؟! فإن الثخين لا يقوى على الركوع في الصلاة فما هو حال المشي لديه؟!
  • ثم قال له جليسه: ليلة أمس لم أستطع النوم بسبب وجع ضرس لي، قال له تمام بن جعفر: أشكر الله أنه ضرس واحد، فبسبب أكلك الكثير يجب أن تشعر بوجع جميع أسنانك، قال جليسه: منذ أن ولدت لم أشتكي وجع أسناني إلا ليلة أمس، قال له: لأن الأسنان جزء من الإنسان، فالإنسان إذ تعود على الخمول فبات جسده هَش، ولا يقوى لفعل شيء، وكذلك الأسنان كلما عودتها على الطحن كلما اشتد عصبها وتحملت المزيد، فتدوم معك العمر الطويل.

شارك المقالة: