تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول أحد الفتية الذي يعاني من إعاقة ذهنية، تتمثل في النمو البطيء للوعي والإدراك لديه، ولهذا الفتى شقيق يدافع عنه من تنمّر الطلاب وسخريّتهم، وفي يوم من الأيام على إثر الحرب وصل إليه خبر فقدان شقيقه مما أدخله في صدمة شديدة، ولكن فيما بعد تبين أنه ما زال على قيد الحياة، وجسدت القصة في واحد من الأفلام السينمائية العالمية عام 2017م.
قصة تيوب لايت
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة بين دولتي الصين والهند، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك أحد الفتية والذي يدعى سينغ، وقد كان ذلك الفتى طالب في إحدى المدارس الهندية، وفي تلك المدرسة كان الطلاب الذي معه في نفس الصف قد أطلقوا عليه لقب تيوب لايت؛ وذلك لأنه كان لديه إعاقة ذهنية، وقد كانت تلك الإعاقة تتجسد في التأخر في الفهم والتفكير والإدراك، ولم تكن تلك الإعاقة قد حدثت معه جراء حادثة أو واقعة ما، بل أنها خلقت معه منذ ولادته، وهذا الأمر جعله عرضه للتنمر والاستهزاء والسخرية من قِبل كافة الطلاب في المدرسة، وما يُقصد من ذلك اللقب هو المصباح الذي يأخذ وقت طويل من أجل أن يضيء.
ولدى سينغ شقيق يدعى بهارات، وقد كانا هذان الشقيقان مرتبطان ببعضهما البعض ارتباطاً وثيقاً، إذ على الدوام يسيران سوياً في كل مكان يذهبان إليه، ولكن شخصية كل منهما مختلفة للغاية عن الآخر، فكما كان سينغ فتى ضعيف الشخصية ولا يقوى على الدفاع عن نفسه، كان بهارات فتى قوي الشخصية ولا يسمح لأحد أن يتلفظ بأي لفظ على شقيقه في وجوده، وفي كل مرة كان يقوم أحد الطلاب بالسخرية والتنمر على أخيه على الفور يقوم بمهاجمة المعتدي والدفاع عن شقيقه، ولذلك كانوا جميع الطلاب في المدرسة والفتية من خارج المدرسة يهابونه ويحترمون شقيقه سينغ من أجله، كبرا الاثنان سوياً وكانا بمثابة صديقان متحابان متشاركان في كل أمور حياتهما، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي حدثت واقعة فرقت بينهما.
حيث أنه حدث في ذلك اليوم أن قامت قوات الجيش التابعة إلى جمهورية الصين بالعبور إلى الحدود التي تخص دولة الهند، وهذا الأمر قد دفع الشقيقان للخوض في تلك الظروف من أجل الدفاع عن بلادهم، إذ أنه في البداية تم استدعاء بهارات وشقيقه من قِبل الحكومة الهندية من أجل المساعدة في الحرب، وقد لبى بهارات طلبهم على الفور، ولكن سينغ كان رفض طلب استدعائهم؛ وذلك جراء الإعاقة الذهنية التي يعاني منها، وفي تلك الأثناء توجه بهارات نحو الحدود وهناك نشبت الحرب.
وخلال اشتعال الحرب في أحد الأيام قابل سينغ أحد السحرة والذي كان يعرف باسم الساحر غوغو باشا، وقد ساعده ذلك الساحر في أن يقوم بتحريك أي شيء من مكانه دون أن يلمسه، وقد أشار ذلك الساحر إلى أن ذلك الشيء يعتمد على قوة الإيمان لدى الشخص، ومنذ ذلك اليوم وقد كان سينغ يحاول أن يقوم بتحريك الأشياء من حوله مراراً وتكراراً، وفي الكثير من الأحيان كانت هناك العديد من الأمور التي تعيق تلك المسألة لديه، وقد كان يفسر ذلك بأنه يحتاج إلى قوة إيمان أكبر، ولكن سينغ يبقى مصر على الاستمرار في زيادة إيمانه؛ وذلك من أجل أن يعوض ذلك النقص الذي كان يشعر به جراء تلك الإعاقة الذهنية التي كان يعاني منها.
وفي تلك الفترة جاءت إلى القرية التي يقيم بها سينغ إحدى السيدات التي كانت من فاره من إحدى القرى بسبب ازدياد شدة الحرب بها، وقد كانت تلك السيدة في الأصل من دولة الصين، وقد هاجرت منذ زمن طويل إلى دولة الهند، وهي ما تدعى السيدة لو لينغ وقد كان برفقتها ابنها الذي يدعى غو ون، وأول ما وصلت إلى تلك القرية تلقت هجوم كبير وعنيف من قِبل سكان القرية؛ وذلك لأنها من دولة الصين التي تشن حرباً على الهند، ولكن ما حدث في تلك الأثناء هو أنه على الفور تدخل سينغ من أجل الدفاع عنها وحمايتها من عنف السكان، فقد كان يمتلك قلب لطيف وحنون ولا يحب أن يتسبب بالأذى لأي شخص على الاطلاق مهما كان عرقه.
وبالفعل كان يظهر ذلك الأمر جلياً حينما كانوا الطلاب يسخرون ويستهزؤون به بشكل دائم، فلم يذكر أنه في يوم من الأيام أن قام بأذية أحد منهم، وعلى الرغم من أن سينغ محدود الفهم والإدراك، إلا أنه تمكن من الحماية لتلك السيدة من خلال بعض الكلمات التي أشار بها قائلاً: إن السياسي العظيم والقائد الفذ المهاتما غاندي لم يكن في يوم من الأيام يكن الكره والحقد للمواطنين البريطانيين، وعلى الدوام كان يشير إلى أنه يكره فقط الاحتلال والانتداب البريطاني للهند.
ومنذ ذلك اليوم تمكن سينغ من أن يرتبط مع تلك السيدة وابنها بعلاقة صداقة قوية، فقد كان يؤمن بمعتقداته الفكرية التي يشير بها إلى أن من خلال إقامة صداقة بين رجل من أصول هندية وامرأة من أصول صينية، سوف تحل كافة مشاكل الحرب، كما كان يوضح إلى جميع من يلتقي بهم أنه حينما يتصادق كل من الصين والهند لا يمكن لأحد أن يفكر مجرد تفكير في التعرض لهم، كما أنه كان حينما يقوم أي شخص بالتعرض إلى السيدة يقوم بصده ويخبره بأن تلك السيدة هي صينية وهندية كذلك؛ لأنه تربطه بها علاقة صداقة.
وفي يوم من الأيام وصل إلى سينغ خبر أن شقيقه بهارات قد وقع كأسير في قبضة يد القوات الصينية، وحينما حاول الفرار من الأسر تعرض للقتل، وأول ما سمع سينغ بذلك الخبر انغلق العالم أمامه ومنذ تلك اللحظة تحولت حياته إلى شريطة سوداء في نظره، وأخذت مجموعة من الذكريات تستوطن عقله تلك التي كانت تجمعه بشقيقه، ولكن السيدة لينغ وقفت إلى جانبه وحاولت جاهدة من أجل أن يتخطى الأمر بسلام.
وبعد مرور فترة وجيزة وصلت أخبار إلى السيدة لينغ حول أن بهارات ما زال على قيد الحياة من أحد الضباط، وهنا أمسكت الضابط من يده وتوجهت نحو منزل سينغ، وهنا أخبره الضابط بنفسه بأن شقيقه على قيد الحياة، ولكنه في الوقت الحالي فاقد الذاكرة ويحتاج إلى فترة من الوقت؛ وقد حدث ذلك أثناء هربه من أيدي القوات الصينية وإطلاقهم للنار عليه، فاعتقدوا أنه توفي، ولكن حينما مرت القوات الهندية عثرت عليه ووجدوا أنه ما زال على قيد الحياة، ولكن يلتقط أنفاسه الأخيرة، وعلى الفور تم تقديم المساعدة له وإنقاذه.
وحينما سمع سينغ بذلك حلقت روحه عالياً من شدة الفرح والسعادة، وسرعان ما توجه إلى المعسكر بصبحه الضابط والسيدة لينغ من أجل رؤية شقيقه، وبالفعل وجده ولكنه لم يتمكن بهارات من التعرف عليه، فحاول سينغ تذكيره بنفسه بشتى الطرق الوسائل، وفي النهاية التقى الشقيقين، وفي تلك اللحظة أشار سينغ إلى أن محاولاته في ازدياد إيمانه الذي كان يحثه عليه الساحر باشا هو من أعاد له شقيقه الغائب.