قصة اغتراب الأقنعة

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول شاب وفتاة أجبرتهما الظروف على الزواج، ولكن على الرغم من مرور فترة على زواجهما، إلا أنه الفتاة لم تشعر بأيّ مشاعر تجاه زوجها، مما دفعه إلى القيام بتغير جذري في مظهره الخارجي ودخل حياتها بشخصية أخرى، وتمكن بذلك المظهر من الحظي بقلب زوجته، ولكنها في النهاية فضلت البقاء مع زوجها الذي صبر عليها طويلاً على الفرار معه، وقد تم تجسيد القصة في أحد الأفلام السينمائية العالمية والذي أصدر في عام 2008م.

قصة اغتراب الأقنعة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة الهند، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك أحد الشباب ويدعى سوري، وهو من الشباب الذين يتسمون بالخجل وطيبة القلب ويعمل في أحد المكاتب التي تُعنى بأمور الطاقة، وذات يوم وقع في حب إحدى الفتيات وتدعى تانيا وهي ابنة مسؤوله في العمل، وقد حدث ذلك أثناء رؤيته له في تحضيرات حفل زفافها، حيث أن فجأة اصطدم بها، وفي تلك اللحظة سخرت منه على لباسه الذي كان تقليدي وتظهره على أنه في عمر أكبر من عمره بكثير، كما استهزأت بعاداته البالية والتي شبهتها بعادات والدها.

وفي ذلك الوقت كانت تانيا من الفتيات المفعمة بالحيوية والنشاط وتحب الحياة والحرية، وباستمرار تجعل من الابتسامة مرسومة على شفتيها، ولكن بشكل مفاجئ وخلال تحضيرات حفل الزفاف تبدل بها الحال وانقلبت حياتها رأساً على عقب، وما حدث هو أن عريسها وعائلته بأكملها لقيت حتفها إثر حادث سير مروع، وعلى إثر ذلك الحادث أصيب والدها بنوبة قلبية حادة، وتغرق تلك الفتاة في دوامة من الحزن.

وفي تلك الأثناء أوصى والدها تلميذه سوري على ابنته، إذ كان ذو أخلاق عالية ومن الأشخاص الأمينين الذي يمكن الوثوق بهم، وطلب منه أن يقوم بالزواج منها؛ وذلك حتى يطمئن على مستقبلها ولا يتركها بمفردها بهذا العالم، وهنا وافق الشاب كما أنه رضخت الفتاة لرغبة وقد كانت عيناها في تلك اللحظة مغرورقه بالدموع، وبالفعل بعد حفل زفاف سريع أقيم لسوري وتانيا انتقلا للإقامة حيث يسكن سوري في إحدى المدن الهندية التي تعرف باسم مدينة أمريتسار.

في بداية الزواج لم تتمكن تانيا من التأقلم مع تلك البيئة الجديدة عليها، وعلى الرغم من مرور فترة لا بأس بها على زواجهما، إلا أنها لم تقوى على الشعور بأي مشاعر من الحب تجاه زوجها، ومع ذلك بقي سوري يعاملها معاملة خاصة وصبر عليها كثيرًا، لدرجة أنه كان يخشى أن يصرح لها بمدى كمي مشاعر الحب والعشق التي يكنها لها، وعلى الرغم من محاولاته الكثيرة في التقرب منها، إلا أنها بقيت في حالة حزن ولا ترى ما يسعى إليه ويقوم به ويتحمله من أجلها.

وفي بعض الأحيان كان يحاول الترفيه عنها من خلال اصطحابها لحضور عدد من أفلام السينما التي تُعنى بأفلام الرقص التي تحبها كثيراً، وذات مرة ترى تانيا إعلان حول مسابقة للرقص، فتطلب منه الالتحاق بها حتى تقضي على حالة الملل الذي تشعر به، وبالفعل وافق سوري على طلبها من شدة عشقه لها.

وفي إحدى زيارات سوري لدور السينما مع زوجته تعرف على صورة الممثل الذي تعشقه في الأفلام، وبالنظر إلى ذلك الشاب وإلى نفسه وجد أن هناك اختلاف كبير بين المظهرين، ومن هنا قرر اللجوء إلى أحد أصدقائه المقربين والذي يعرف باسم بوبي، وهو صاحب واحد من صالونات التجميل وطلب مساعدته في تحسين مظهره الخارجي؛ وذلك حتى يفوز بقلب زوجته ويحظى بإعجابها، فيقوم صديقه بحلق شاربه وأحدث تغيير على تسريحة شعره وأحضر له مجموعة من الملابس العصرية المختلفة تماماً عن زيه القديم.

وعلى إثر تلك التغييرات تحول شكل سوري كليًا، وهنا اطلق على نفسه اسم آخر وهو راج، وبعد أيام قليلة انضم إلى دروس الرقص التي التحقت به زوجته، وهناك حينما شاهدته زوجته في الفصل للمرة الأولى لم تتمكن من التعرف عليه، ومنذ ذلك اليوم وقد لعب القدر لعبته معه، وذلك حينما وقع الاختيار على هذا الثنائي ليتم تدريبهم معاً من أجل مسابقة الرقص.

ومنذ تلك اللحظة بدأت قصة الحب بين كل من راج ذلك الشاب الذي تحول من إنسان خجول إلى شخص جريء ومرح وأصبح يتميز بنبرة صوت عالية ويعشق الرقص والتحليق عالياً، كما تحول حزن زوجته إلى مرح وسعادة، ولكنها في أغلب الأوقات كانت تسيطر عليها الحيرة بين سوري الزوج الطيب الذي تعيش معه بمثابة أخت له، وراج الشخص الذي تمكن من الحصول على قلبها بعد وفاة حبيبها السابق.

وعلى الرغم من تلك اللحظات الجميلة التي كان يعيشها سوري مع زوجته بشخصية راج، إلا أنه كان حزين لعدم حصوله على حبها وشخصية راج هي من استوطنت قلبها، ولكن في يوم من الأيام دخل إلى قلبه بارقة من الأمل حينما لا تقوم زوجته بربط الخيط المقدس له كأخ، والذي كان من الطقوس المعتادة في دولة الهند، وذات مرة كنوع من الاختبار لحب زوجته عرض عليها حبه ولكن بشخصية راج، وطلب منها الهروب معه بعد المسابقة.

وفي تلك الأثناء وقعت تانيا في حيرة من أمرها بين رغبتها في الهروب مع الشخص الذي أحبته، والبقاء مع زوجها بسبب وعدها لأبيها، ولكنها لا تقوى على مقاومة عشقها لراج فتوافق على الهروب معه، وقبل الوصول إلى المرحلة النهائية من المسابقة بيوم واحد ذهب زوجها من أجل الصلاة والدعاء لله حتى تفوز في المسابقة، بينما تانيا فقد كانت في تلك اللحظة تدعي من أجل التخلص من حبها لراج، وأثناء قيامهم بالدعاء معاً تحدث علامة تبين لتانيا أن زواجها من سوري هو زواج من اختيار الله، وتبدأ للمرة الأولى بتغيير نظرتها نحو زوجها ومعاملته بشكل أفضل.

وبعد انتهاء تانيا من الدعاء ذهبت للقاء حبيبها وأخبرته أنها لن تتمكن من الهروب معه، وقد تركته في حالة من الصدمة وحينما جاء موعد المنافسة اعتقدت تانيا أن راج لن يحضر المسابقة النهائية، ولكنها ما تفاجأت به هو حضور شخص أخر وهو زوجها الذي أخذ يرقص معها بطريقة بارعة بكافة الخطوات التي كانت حفظتها مع راج.

وفي النهاية بدأت تنكشف الغمامة شيئاً فشيئاً عن أعين تانيا، وسقط ذلك القناع الذي كان يرتديه زوجها، لتعلم أنه هو ذاته راج وبدأت سلسلة الذكريات تمر أمام عينيها على أنغام الموسيقى الراقصة، ومع انتهاء الرقصة أخبرها زوجها أنه يحبها إلى حد الجنون فهاجت بالبكاء واحتضنته وأخبرته بأنها هي الأخرى تحبه، وانتهت القصة بظهور نتيجة المسابقة التي أعلن بها اسم الفائزان وهم كل من تانيا وسوري.


شارك المقالة: