قصة جاك قاتل العمالقة

اقرأ في هذا المقال



جاك قاتل العمالقة (Jack the Giant Killer) هي حكاية خرافية من كورنيش وأسطورة لجوزيف جايكوب حول شاب بالغ يقتل عددًا من العمالقة السيئين خلال فترة حكم الملك آرثر، تتميز الحكاية بالعنف وإراقة الدماء، العمالقة بارزون في الفولكلور الكورنيش وأساطير بريتون والتقاليد الويلزية بارديك.
تم الكشف عن بعض أوجه التشابه مع العناصر والحوادث في الأساطير الإسكندنافية في الحكاية، كما أن زخارف مغامرة جاك الأخيرة مع (Giant Galigantus )تشير إلى أوجه تشابه مع القصص الخيالية الفرنسية والبريتونية مثل (Bluebeard) حزام في (The Valiant Little Tailor)، وسيفه السحري وحذائه وقبعة وعباءة تشبه تلك التي يمتلكها Tom Thumb.

الشخصيات:

  • جاك.
  • العمالقة.
  • الملك.

قصة جاك قاتل العمالقة :

في عهد الملك الشهير آرثر عاش هناك في كورنوال فتى اسمه جاك، كان فتى قوي وجريء، وكان مسرورًا بسماع وقراءة قصص المشعوذين والعمالقة والجنيات كما كان يستمع بفارغ الصبر إلى أفعال فرسان المائدة المستديرة للملك آرثر، وفي تلك الأيام عاش على جبل سانت ميخائيل، قبالة كورنوال عملاق ضخم يبلغ ارتفاعه ثمانية عشر قدمًا وتسعة أقدام وكانت نظراته العنيفة والوحشية مصدر رعب كل من رآه.
سكن العملاق كورموران في كهف قاتم على قمة الجبل، واعتاد أن يتجول في البر بحثًا عن الفريسة وكان يرمي نصف دزينة من الثيران على ظهره، ويربط ثلاثة أضعاف عدد الخراف والخنازير حول خصره ويعود إلى مسكنه، لقد فعل العملاق هذا لسنوات عديدة إلا أن قرر قرر جاك تدميره.
أخذ جاك يوماً بوقاً، مجرفة، ومعولًا، ودرعه ومصباحًا مظلمًا، وفي إحدى الأمسيات الشتوية ذهب إلى الجبل، وهناك حفر حفرة بعمق كبير ثمّ غطى الجزء العلوي حتى يبدو وكأنه أرض صلبة، ثم نفخ بوقه بصوت عالٍ حتى استيقظ العملاق وخرج من عرينه صارخًا: أيها الشرير البذيء! عليك أن تدفع ثمن هذا وسوف أشويك على إفطاري! ولكنه عندما أخذ خطوة أخرى إلى الأمام، سقط على رأسه في الحفرة وضربه جاك بضربة على رأسه بفأسه التي قتله، ثم عاد جاك إلى المنزل ليهتف لأصدقائه بالأخبار.
تعهد عملاق آخر، يسمى بلندربور بالانتقام من جاك لقتله شقيقه العملاق الآخر حيث كان لهذا العملاق قلعة مسحورة وسط غابة منعزلة، وبعد مرور بعض الوقت على وفاة كورموران، كان جاك يمر يوماً عبر الغابة وكان مرهقًا حيث جلس ونام، وعندما كان العملاق يمر بجوار جاك ورآه، حمله إلى قلعته حيث حبسه في غرفة كبيرة كانت أرضيتها مغطاة بجثث وجماجم وعظام رجال ونساء.
بعد فترة وجيزة ذهب العملاق لجلب شقيقه الذي كان بالمثل عملاقًا ليأخذ وجبة من لحمه وكان جاك ينظر برعب من خلال قضبان سجنه، العملاقين يقتربان منه، وحينما رأى جاك في أحد أركان الغرفة حبلًا قويًا، تحلى بالشجاعة وقام بعمل عقدة في كل طرف وألقى بها فوق رؤوسهم وربطها بقضبان النوافذ، ثم سحب العقد حتى خنقهم، وعندما تحولت وجوههم إلى اللون الأسود انزلق على الحبل وطعنهم في القلب.
بعد ذلك، أخذ جاك مجموعة كبيرة من المفاتيح من جيب بلندربور وذهب إلى القلعة مرة أخرى وقام بالبحث في جميع الغرف حيث وجد في إحداها ثلاث سيدات مقيدات بشعر رؤوسهن حيث كنّ يتضورن جوعًا ثمّ أخبرنه أن أزواجهن قُتلوا على يد العمالقة الذين حكموا عليهن بعد ذلك بالموت جوعاً لأنهن لم يقبلن أن يأكلن لحم أزواجهن المتوفين.
فقال جاك: سيداتي، لقد أنهيت الوحش وأخيه الشرير، وسوف أعطيكن هذه القلعة وكل ما تحتويه من ثروات لتعويض بعض الآلام الرهيبة التي شعرتن بها، ثم أعطاهن مفاتيح القلعة بأدب شديد، وذهب بعيداً في رحلته إلى ويلز، ونظراً لأن جاك لم يكن لديه سوى القليل من المال، فقد استمر بأسرع ما يمكن في رحلته ثمّ مطولا جاء إلى منزل جميل وطرق جاك الباب، عندها جاء عملاق ويلزي وفتح الباب، فقال جاك إنه كان مسافرًا ضل طريقه، مما جعل العملاق يرحب به وسمح له بالدخول إلى غرفة بها سرير جيد للنوم.
خلع جاك ملابسه بسرعة، لكن على الرغم من أنه مرهق لم يستطع النوم. بعد ذلك بقليل سمع العملاق يمشي إلى الخلف والأمام في الغرفة المجاورة، ويقول في نفسه: على الرغم من أنك هنا معي هذه الليلة، لا ترى ضوء الصباح. سوف أحطم عقلك تمامًا، فقال جاك في نفسه: يا إلهي، هل هذه حيلك على المسافرين؟ لكني آمل أن أثبت أنني أكثر دهاءً منك ثمّ قام من السرير وبحث في الغرفة، ووجد أخيرًا قطعة كبيرة من الخشب السميك فقام بوضعها في مكانه في السرير، ثم اختبأ في زاوية مظلمة من الغرفة.
دخل العملاق الغرفة حوالي منتصف الليل، وضرب بعصاه العديد من الضربات على السرير في نفس المكان الذي وضع فيه جاك الخشب ثم عاد إلى غرفته، معتقدًا أنه كسر كل عظام جاك، ولكن في وقت مبكر من الصباح، غطى جاك حزنه على هذه المسألة، ودخل غرفة العملاق ليشكره على إقامته حيث بدأ العملاق عندما رآه مذهولاً، وبدأ يتلعثم ويقول: عزيزي هل هذا انت؟ أخبرني كيف نمت الليلة الماضية؟ هل سمعت أو رأيت أي شيء في منتصف الليل؟
قال جاك بلا مبالاة: لا شيء يمكن الحديث عنه، فأر فقط ، على ما أعتقد أعطاني ثلاث أو أربع صفعات بذيله، وأزعجني قليلاً، لكن سرعان ما ذهبت للنوم مرة أخرى، ثمّ تساءل العملاق أكثر وأكثر عن هذا، ومع ذلك لم يجبه جاك على كلمة واحدة ، بل ذهب لإحضار وعائين كبيرين من البودنج السريع لتناول الإفطار، أراد جاك أن يجعل العملاق يعتقد أنه يستطيع أن يأكل بنفس القدر الذي يأكل العملاق فيه، لذلك وضع كيس أرز من الجلد داخل معطفه، ووضع الحلوى الكثيرة في هذه الحقيبة، بينما بدا وكأنه يضعها في فمه.
عندما انتهى الإفطار، قال للعملاق: الآن سأريك خدعة رائعة حيث يمكنني علاج كل الجروح بلمسة كما يمكنني قطع رأسي في دقيقة واحدة، وفي اليوم التالي أضعه على كتفي مرة أخرى، سترى مثالا. ثم أمسك بالسكين، ومزق الكيس الجلدي وسقطت كل الحلوى التي أخفاها جاك على الأرض، ثمّ قال العملاق الويلزي الذي كان يخجل من أن يتفوق عليه شاب صغير مثل جاك: يمكن أن تفعل ذلك بنفسك، لذلك انتزع جاك السكين وأدخلها في معدته وفي لحظة سقط ميتًا.
بعد أن كان جاك ناجحًا حتى الآن في جميع معاركه ضد العمالقة، قرر ألا يكون خاملاً في المستقبل، لذلك اشترى لنفسه حصانًا، وقلنسوة، وسيفًا حادًا، وحذاءً سريعًا، ومعطفًا غير مرئي حيث كان من الأفضل الأستعداد للمخاطر التي كانت أمامه، ثمّ سافر عبر التلال العالية، وفي اليوم الثالث جاء إلى غابة واسعة وكان يمر طريقه عبرها، وعندما دخل الغابة رأى عملاقًا وحشيًا يجر فارسًا وسيمًا وسيدة من شعر رؤوسهم فنزل جاك عن حصانه، وربطه بشجرة بلوط ولبس معطفه الخفي، الذي حمل تحته سيفه الحاد.
ولما وصل إلى العملاق ضربه بعدة ضربات، لكنه لم يستطع الوصول إلى جسده ، بل أصاب فخذيه في عدة أماكن وأخيراً وضع كلتا يديه على سيفه وصوب بكل قوته، وقطع ساقيه، ثم وضع جاك قدمه على رقبته وسقط سيفه في جسد العملاق، عندما تأوه الوحش وانتهت حياته، فشكر الفارس وسيده جاك على خلاصهما، ودعاه إلى منزلهما لتلقي مكافأة مناسبة على إنقاذه حياتهما.
ولكنّ جاك رفض ذلك وانطلق ليكمل طريقه، لذلك، أخذ طريقه نحو الغابة وامتطى حصانه وبعد فترة وجيزة رأى عملاقًا آخر، كان جالسًا على كتلة من الخشب في انتظار عودة أخيه، فنزل جاك من حصانه، وارتدى معطفه غير المرئي واقترب ووجه ضربة إلى رأس العملاق، لكنه أخطأ في هدفه فقط قطع أنفه فدار حوله العملاق ووقف حوله بلا رحمة ليقتله، لكنّ جاك قفز بقوة وطعنه في ظهره، عندها سقط ميتًا.
ثم شرع جاك في رحلته، وسافر عبر التلال والوديان حتى وصل إلى سفح جبل عالٍ وطرق باب منزل منعزل،عندما سمح له رجل عجوز بالدخول، وعندما كان جاك جالسًا، خاطبه العجوز قائلاً: يا بني، على قمة هذا الجبل توجد قلعة مسحورة، يحتفظ بها العملاق جاليجانتوس والساحر الحقير، وأنا حزين على مصير ابنة الدوق التي قبضوا عليها وهي تسير في حديقة والدها، وجلبوها إلى هناك حيث تحولت إلى غزال.
فوعده جاك أنه في الصباح، مخاطراً بحياته سوف يكسر السحر، وبعد نوم عميق قام مبكرا لبس معطفه الخفي، واستعد للمحاولة، ولما صعد إلى قمة الجبل رأى طائري جريفين ناريين، لكنه مر بينهما دون أدنى خوف من الخطر لأنهما لم يروه بسبب معطفه غير المرئي، ثمّ وجد على بوابة القلعة بوقًا ذهبيًا كتب تحته هذه الأسطر: من يستطيع أن ينفخ هذا البوق سوف يتسبب في إسقاط العملاق.
وبمجرد أن قرأ جاك هذا، أمسك بالبوق وفجر صوتاً حادًا مما جعل البوابات تطير وتهتز القلعة نفسها، عرف العملاق والمشعوذ الآن أن طريقهم الشرير قد انتهى، ووقفوا يعضون اصابعهم ويرجفون من الخوف وسرعان ما قتل جاك بسيفه العملاق، ثم طار الساحر بعيدًا عن طريق زوبعة، وعاد كل فارس تحول إلى طيور ووحوش إلى شكله الصحيح والسيدات الجميلة أيضاً عادت لطبيعتها واختفت القلعة مثل الدخان، ثم أرسل رأس العملاق جاليجانتوس إلى الملك آرثر.
استراح الفرسان والسيدات في تلك الليلة في منزل الرجل العجوز وفي اليوم التالي انطلقوا إلى القصر ثم صعد جاك إلى الملك، وقدم لجلالته سرداً لكل معاركه الشرسة حيث انتشرت شهرة جاك بعد ذلك في جميع أنحاء البلاد، وبناءً على رغبة الملك منحه الدوق ابنته للزواج، بعد ذلك أعطاه الملك منزلاً كبيرًا عاش فيه هو وزوجته بقية أيامهم بفرح ورضا.


شارك المقالة: