قصة جثث جبل إيفرست

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الهندية، وقد تم التطرق من خلال محتوى القصة للحديث حول مجموعة من الشخصيات الذين اتبعوا طريق الهواية والمغامرة، إذ أن الهواية كانت بالنسبة للكثير من الأشخاص هي محط اهتمام يتملك الإنسان ويسيطر عليه إلى أن يصبح طابع شغف به.

نبذة عن القصة

من أكثر الهوايات التي تسيطر على الإنسان ويتخللها طابع الخطورة ومع ذلك يصر على ممارستها العديد من الأشخاص هي هواية تسلق الجبال، ومن أكثر الجبال التي يرغب الإنسان في تسلقها هو جبل إيفرست والوصول إلى قمة الجبل، إذ تُعد قمة جبل إيفرست من أعلى القمم في جبال العالم على حد سواء، وتعتبر من ضمن سلسلة جبال الهيمالايا التي تقع في الهند والصين ونيبال، وقد أُطلق على الجبل هذا الاسم نسبة إلى شخص يدعى جورج إيفرست، وهو أول من اكتشف وجود ذلك الجبل في عام 1865م.

قصة جثث جبل إيفرست

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول مجموعة من الأشخاص الذين كانت هوايتهم تقتصر على تسلق الجبال العالية والشاهقة، وكما هو معروف إلى العالم أجمع أن جبال إيفرست هي من أعلى الجبال في العالم، ولكن هناك أمور لا يدركها من يسيطر عليه حب المغامرة والطموح في الوصول إلى هدفه وغايته مدى خطورتها وتوابعها، ومن ضمن تلك الأشياء التي ممكن أن يوصل إليه الاندفاع بالشغف في تسلق الجبال هو أن يلقى الشخص حتفه أثناء تسلق الجبل، والأدهى من ذلك هو أن تبقى جثته هكذا ملقاه على الجبل في ذات المكان الذي توفي به وعلى ذات الوضع الذي توفي عليه المتسلق، فلا يمكن لأحد أن يقوم بالتسلق إلى تلك الأماكن من أجل أن ينقل جثة.

حيث من يفكر في محاولة نقل تلك الجثامين يعرض نفسه للموت الأكيد، وما هو معروف أن تلك الجثث لا يمكن لها أن تتحلل جراء البرودة في تلك المناطق، وهذا ما جعل الكثير من تلك الجثث تتحول إلى مومياوات، وقد كان هناك الكثير من المتسلقين إلى تلك المناطق يستخدمون تلك الجثث كدليل لهم من أجل أن يسترشدون به على طريق التسلق والهبوط، وقد بلغت أعداد تلك الجثث ما يفوق المئة جثة، منها من كانت جثث تعود إلى أشخاص معروفين ومشهورين ومنها من كان يعود إلى أشخاص مجهولين.

ومن بين هؤلاء الأشخاص الذين رغبوا في تجربة تلك المغامرة الخطيرة هي جثة إحدى الشخصيات البارزة والشهيرة وهو شخص يدعى جورج مالوري، وقد كان السيد جورج من أوائل الذين رغبوا في أن يحققوا حلمهم في بلوغ قمة جبال إيفرست، وحدث ذلك في أوائل القرن التاسع عشر، وبعد أن صعد إلى قمة الجبل اختفى تماماً، ومنذ ذلك الوقت لم يعد أحد قد شاهده أو تواصل معه، كما صعد خلفه إلى قمة الجبل العديد من المتسلقين، والذين أكدوا عدم تواجده على قمة الجبل، مما أثبت للجميع أنه توفي وأن الثلوج تراكمت فوق جثته حتى صعب التوصل إليها، ومع مرور العديد من السنوات وعلى وجه التحديد في عام 1999م، ظهرت جثته وكانت ما زالت غير متحللة.

ومن ضمن الشخصيات التي حاولت كذلك تسلق جبال إيفرست هم السيد سيرجي وزوجته التي تدعى السيدة فراني، وقد كانا زوجين يقضون حياتهم في خوض المغامرات وتنمية الهوايات بداخلهم، وأول ما فكروا في تنفيذ تلك المغامرة في أواخر القرن التاسع عشر، وبعد أن تسلقوا تلك الجبال بنجاح واستمتعوا بتلك الرحلة قرروا أن يعودوا في يوم من الأيام، إلا أنهم وأثناء طريقهما في العودة تفرقا ولم يتمكن أحدهم من اللقاء مع الآخر، كما أنهم لم يتمكنوا من النجاة بأنفسهم، وسرعان ما توفيا كلاهما.

وبعد أن تسلق خلفهم متسلقان آخران، تم الإخبار عن ما حدث معهم، إذ أنه تم العثور على فراني وهي في آخر لحظات حياتها وتلتقط أنفاسها الأخيرة وطلبت من المتسلقان أن لا يتركاها لتموت في تلك المنطقة، إلا أنهم لم يتمكنا من مساعدتها، أما عن زوجها السيد سيرجي، فقد كان يحاول العثور على زوجته في محاولات عدة، ولكنه في كل مرة كان يفشل في إيجادها وتوفي هو كذلك أثناء طريقه في النزول، وقد تم العثور على جثته بعد مرور ما يقارب العام على وفاته.

ومن ضمن الشخصيات التي تطرق الكاتب للحديث عنها هي شخصية سيدة تدعى هانيلور، وقد كانت تلك السيدة أول سيدة تلقى مصرعها أثناء تسلقها لقمة الجبل، وقد كان ذلك في نهاية السبعينات من القرن التاسع عشر، حيث أنه ما حدث معها هو أنهاء أثناء تسلقها باتجاه القمة جلست في منتصف الطريق من أجل أخذ قسطاً من الراحة، لكنها نامت ولم تستيقظ على الاطلاق، وقد تعرضت جثتها للانجماد في ذات المكان الذي جلست لتستريح به.

والشخصية الرابعة التي تحدث عنها الكاتب في القصة هي شخصية الحذاء الأخضر، وقد أطلق ذلك الاسم عليها؛ لأنها كانت من الشخصيات التي لم يتم التعرف عليها في البداية، وكل ما توصل إليه حين عثروا على جثتها أنها ترتدي حذاء أخضر، إلا أنه بعد البحث والسؤال تم التوصل إلى أن صاحب تلك الجثة هو رجل يدعى تسي وانج بالجور وهو من دولة الهند.

وقد توفي السيد بالجور على تلك القمة خلال الكارثة التي حدثت في ذلك الجبل في نهاية القرن التاسع عشر، إذ أنه حصل انهيار جليدي من القمة تسبب في وفاة العديد من المتسلقين، وقد أصبحت جثة السيد تسي علامة دلالية واسترشاديه لكافة المتسلقين، فقد تبين أنه كان نائم على جانب الطريق، ولكن لم يتم الدلالة عليه باسم السيد تسي، وإنما بصاحب الحذاء الأخضر.

والشخصية الأخيرة التي رغب الكاتب في التطرق للحديث عنه هو شخص يدعى ليتنكر وهو من أصول سلوفانية، كما أنه من الشخصيات المختصة في مجال التسلق، إلا أن القدر لا يميز بين خبير وغير خبير، إذ لاقى مصرعه في بدايات القرن العشرين، وقد حدث له ذلك أثناء هبوطه من أعلى قمة الجبل، وحسب ما ورد عن بعض شهود العيان في ذلك الوقت أن السيد ليتنكر قد واجه العديد من الصعوبات في معدات أجهزة التنفس الخاصة به، كما تبين فيما بعد أنه توفي نتيجة نقص الأكسجين، وبقيت جثته تقع على ارتفاع يقارب على 8800 قدم من سفح الجبل.

وفي النهاية دون الكاتب في كتابه أنه على الرغم من كافة تلك المخاطر التي واجهها متسلقو الجبل، إلا إنه هناك الكثير ممن ما زالوا متمسكين في تلبية رغباتهم في السعي خلف هواياتهم وتحقيق أهدافهم في الوصول إلى أعلى قمم العالم وهي قمة إيفرست، ولا يهمهم فيما إذا قد يكلفهم ذلك الأمر حياتهم.


شارك المقالة: