تقمّص جحا في قصصه الكثير من الشخصيات ، وفي كل شخصية يتقمّصها كانت تدور معه أحداث ظريفة، كان جحا في هذه القصة شخصية البائع الذي يبيع الحرير، ويواجه أثناء بيعه بعض التجّار الطمّاعين، ولكنّه رد لهم الإساءة بحيلته الني يمتلكها بأسلوب ظريف.
جحا بائع الحرير:
جاءت زوجة جحا في يوم من الأيام لجحا حاملةً قطعة من الحرير وقالت له: خذ هذه القطعة التي صنعتها يا جحا وقم ببيعها في السوق، وقال لها: حسناً يا زوجتي سوف أبيعها لكي بمبلغ كبير، ذهب جحا إلى السوق ومعه قطعة الحرير ليبيعها، وعندما وقف تجمّع الناس حوله.
كان منهم بعض الناس الذين يتصفون بصفة الطمع وقرروا أن يحاولوا الاحتيال على جحا؛ كي يشتروا منه قطعة الحرير بثمن زهيد فجاء أحدهم وقال لجحا: ما هذا يا جحا، هذه القطعة ليست حرير ولا يستحق أن تطلب به كل هذا المبلغ، بعد ذلك وقف اثنان يتهامسان بين بعضمهما البعض وقالا: دعنا نحتال على جحا ونقول له أن هذا الحرير من أسوأ الأصناف ونأخذه منه، فهو ممتاز.
جاء أحدهما لجحا وقال له: يا جحا هذه القطعة التي تبيعها هي من أسوء الأنواع، قم ببيعها لنا بسعر زهيد لكي لا تكسد فلا أحد سيقوم بشرائها منك، جحا كان يمتاز بالفطنة فانتبه لمراد هؤلاء التجّار وأراد أن يلقّنهم درساً لن يسنوه، رجع جحا للبيت حاملاً معه قطعة الحرير وعندما رأته زوجته سألته وقالت: أراك يا جحا قد عدت بقطعة الحرير، قال لها: أريد منك يا زوجتي أن تعطيني كل الثياب والأحذية القديمة، اندهشت زوجته وقالت له: لماذا تريدهم؟ قال لها: لقد أتاني تجار طماعين وسأدبر أمري معهم.
قام جحا بفك قطعة الحرير ووضع بداخلها جميع الأحذية القديمة، سألته زوجته ما السبب فيما تفعل يا جحا؟ قال لها: أريد أن تصبح قطعة الحرير كبيرة، وعندما انتهى من ذلك ربط القطعة ولفّها أصبح حجمها كبيراً وقال: الآن سأبيع هذه القطعة بثمنها الحقيقي.
رجع جحا للسوق وأراد أن يبيع قطعة الحرير، فتجمّع النّاس حوله لشراء القطعة، فقدّم له أحدهم ثمناً زهيداً، وقال الآخر: يا جحا هذا النوع ليس مطلوباً بشكل كبير في السوق، وقال أحدهم: لا نستطيع الشراء بأكثر من هذ الثمن، فوافق أخيراً على بيعه لأحدهم، وقال في نفسه: هذا الثمن بالنسبة لحجم الأحذية مناسباً.
قال جحا للرجل المشتري: أخرج كيسك وابدأ بعدّ الثمن، نظر الرجل لجحا بشك وقال في نفسه: هل يعقل أن يوافق جحا على بيع كل ها الحرير بذلك الثمن، فسأل جحا: هل هذا الحرير من عمل أهل بيتك؟، فأنا أخشى أن أجد به شيئاً، قال له جحا: نعم ستحد به أحذية، ضحك الرجل كثيراً وقال لجحا: يا لك من رجل مهزار، وضحك رجل آخر وقال: حرير بالأحذية!.
أخذ جحا ثمن الحرير فرحاً وظن الرجل أن جحا يمازحه، فعندما عاد لبيته وفتح الحرير وجد به الكثير من الأحذية، عاد لجحا غاضباً وقال له: هل تغشّني يا جحا وتضع لي الأحذية بالحرير؟، فقال له جحا: أنت أردت أن تحتال علي ولم تعطني ثمناً حقيقياً، وزوجتي قد تعبت بنسجه، وأنا قلت لك به أحذية ولم أغشّك وأنت اشتريته على حاله.