قصة ثيابي أولى مني

اقرأ في هذا المقال


كان لجحا الكثير من القصص والحكايات والنوادر التي تعتبر من أمتع القصص وأكثرها إضحاكاً وطرفةً، سنحكي اليوم عن قصة تحكي عن حيلة من حيل جحا المعروف بها، وهي كالعادة قصة تحتوي على تصرّف غريب قام به جحا لكنّه يرمز لحكمة وعبرة.

قصة ثيابي أولى مني:

في يوم من الأيام كان جحا يسير مسرعاً على غير عادته، وبينما هو مسرعاً إذا رآه أحد أصدقائه وسأله: لماذا أنت مسرع يا جحا، فأجابه جحا: أنا مسرع لأنّني مدعو على وليمة كبيرة وأريد أن أصب شئياً من الطعام، وعندما وصل جحا للمنزل الذي يقام به الوليمة تفاجأ بأن المدعوون لم يقابلوه بوجه مبتسم بل قابلوه بوجه عابس؛ وهذا لأنّه يرتدي ثياباً بالية، حتى أن الخادم بالمنزل قدم إلى جحا ومنعه من أن يجلس مع وجهاء البلدة وقال له: أنت لست من كبار الوجهاء في البلدة ولن أسمح لك بأن تجلس معهم، وأخذه إلى حيث يجلس عامة الشعب.

وعندما ذهب جحا لمائدة العامّة وجدها مليئة بالناس ووجد الطعام عليها قليلاً، فاستاء من هذا المنظر وقرّر أن يفكّر بحيلة حتى يستطيع الجلوس على مائدة الوجهاء، فخطرت له على الفور حيلة فتوجّه مسرعاً عائداً إلى منزله، وقرّر أن يلبس أجمل الثياب وأن يضع الزينة له، وقرّر كذلك أن يعود للوليمة راكباً حماره الذي وضع له الزينة أيضاً، وجحا فعل هذا من أجل أن يظن الناس أنه وجيه من الوجهاء الكبار، وعندما عاد بثيابه الجديدة استقبله المدعوون بكل رحابة وابتسامة كبيرة، حتّى أنهم اعتذروا من تواضع حفلهم بالنسبة لرجل وجيه مثله، وبدؤوا بوضع أصناف الطعام اللذيذة والمختلفة أمامه.

تفاجأ جحا بردة فعل الناس تجاهه بعد لبسه ثياب جديدة، وبدأ يقوم بتصرّفات غريبة، فعندما بدأ بالأكل أخذ بعمامته وسكب عليها صحن الشوربة، ثم قام بخلع عباءته وأصبح يتعامل مع ثيابه وكأنها شخص يطعمه وعندما ينتهي يقول له بالهناء والشفاء، تساءل الناس باستغراب وقالوا لجحا: لماذا تفعل هذا يا جحا؟، قال لهم جحا: ثيابي أولى مني بالطعام فلولاها لم أكن لأحظى بهذا المكان ولا بهذا الطعام كلّه!.


شارك المقالة: