مَن منا لا يحب الضحك والمرح؟ ومَن منا لا يحب التسلية والفكاهة؟ فالضحك شيء في غاية الأهمية فهو يزيل الهمّ ويفرح القلب، فالسُبل للوصول إلى الضحك كثيرة، فكل ما علينا هو أن نقرأ الطرائف الأدبية المسلية ومن هذه الطرائف طرائف جحا، فله العديد من القصص والحكايات التي تثلج القلب ومن هذه القصص قصة جحا فارس الفرسان.
قصة جحا فارس الفرسان
في يوم من الأيام كان جحا يمشي بكل ثقة وغرور أمام أهل قريته، فكان يمشي وهو حامل سيف في يده ويتباهى بوجوده معه، تعجب أهل القرية من جحا، فالأول سأله ما هذا السيف الجميل يا جحا؟ فإنه ناصع ويلمع بكل جمال، أمّا الثاني فسأله من أين لك هذا السيف الجميل؟ قال جحا: إنه سيف جدي فلقد أورثني إياه، وأما الرجل الثالث فلقد سأله باستهزاء: ما فائدة السيف لك يا جحا وأنت لا تستطيع أن تحارب به ولا تعلم كيف تستعمله؟!
أخرج جحا سيفه وبدأ يحرك به يميناً ويساراً وقال: لقد علمني جدي كل شيء، وأنا الأجدر في قريتي، قال أحدهم: ولكن الآن زمن البندقية وذهب زمن السيف، قال جحا: لديّ أيضاً بندقية فإذا حملت السيف والبندقية معاً فرّ من أمامي أشجع الشجعان، ضحك أهل القرية من حديث جحا وقالوا: نحمد الله على وجود فارس بيننا وبطل لا يخاف اللصوص ولا المعتدين، فنأمن على أرواحنا وأولادنا وأموالنا.
وفي أحد الأيام تعرض أهل القرية لمعتدي يأخذ الأموال بالقوة من أهل القرية، فذهب رجل إلى جحا وأخبره بما يجري لكي ينقذهم من شرّ ذلك المعتدي، اتجه جحا وهو حامل في يديه البندقية والسيف، وبعد أن ذهب إلى ذلك المعتدي قام بإنزال جحا عن الحصان، وأخذ منه البندقية ثم أخذ منه السيف، وعاد جحا إلى أهل القرية خائباً وقد جرّده المعتدي من ثيابه أيضاً، فلما رأوا أهل القرية جحا سألوه ما الذي جرى، فشرح لهم جحا الذي حصل، قال رجل: أليس أنت فارس من الفرسان! قال جحا: نعم بالطبع ولكن كيف أقاتل وفي يدي بندقية ويدي الأُخرى يوجد فيها السيف!
وهنا نروي لكم قصة من قصص جحا الظريفة والمضحكة، فلقد ورث جحا سيف من جده متباهياً به أمام أهل قريته بكل ثقة ظناً منه بأنه فارس من أحد الفرسان الشجعان، ولكن تظهر القصة أنه عند الشدائد يظهر الرجال.