هناك العديد من الحكايات التي قصّها علينا جحا، فكانت كل قصة تحمل لنا العبرة والمعنى المستفاد من تجاربه، ولكن بطريقة المرح والتسلية، ومن تلك القصص قصة جحا وهو في دار البخلاء.
قصة جحا في دار البخلاء
- ذات يوم قرر جحا أن يسافر من بلد إلى بلد آخر، وأثناء رحلته تعرض جحا إلى عاصفة شديدة كادت أن تأكل كل شيء من شدتها، فقرر جحا أن يحتمي بشيء، نظر جحا حوله ولم يجد إلا بيتاً ريفياً يبعد عند العديد من الأمتار، ذهب جحا إلى ذلك البيت، وطرق الباب وإذ بعجوز يخرج إليه ويسأله ما الذي يريده؟
- قال له جحا: أريد أن أحتمي من تلك العاصفة إلى أن تهدأ، أدخل ذلك الرجل جحا ورحّب به، فجلس جحا في هذا البيت الريفيّ إلى أن جاء موعد العشاء، فالرجل بخيلاً جداً ولا يطعم ولا يفد أحداً حتى بشربة ماء! فذهب العجوز البخيل هو وزوجته إلى غرفة منفردة ليتناولوا العشاء ثم عادوا للجلوس مع جحا، اشتدّ على جحا الجوع ولكن جحا خجل أن يطلب الطعام، ففكر في حيلة ليطلب منهم بشكل غير مباشر.
- قال جحا: إن الإنسان يشتد عليه الجوع في الشتاء كثيراً، قال البخيل: ولكن في معظم الأحيان يكون ذلك الجوع كاذباً فلا يجب أن ننصت إليه لكي لا نسمن، فلا حاجة لنا بذلك الطعام، علم جحا عن بخل الرجل وفكّر في حيلة أخرى، فقال لهم إن أشهى حساء تأكلونه هو حساء الحجارة، دُهش البخيل وزوجته من اسم الحساء وقالوا لجحا: كيف يصنع ذلك الحساء؟
- قال جحا: أنا لا استطع الوصف ولكن أحضروا لي العديد من الحجارة والماء المغليّ، وبعد أن غسل جحا الحجارة وغلى الماء، قال للزوجة آتي لي ببعض اللحم والبطاطس والبصل، فأحضرت له ما طلب، وبعد أن جعل القدر يطبخ بما فيه، طلب جحا وعاء وسكب لنفسه البطاطس واللحم والبصل، فلم يبقى في القدر إلا الماء والحجارة، فقال للبخيل: كل ما في القدر لكم، فتلك طريقة عمل حساء الحجارة.