اشتهر جحا بقصصه مع الحمار والتي كانت تجمع ما بين الذكاء والحماقة في بعض الأحيان، واشتهر كذلك بقصص كثيرة مع البخلاء فقد تكلّم كثيراً في قصصه عن البخلاء وهم فئة غير مرغوبة بالمجتمع ومستفزة بكثير من الأوقات، وكانت أغلب قصصه مستمدّة من الواقع، وفي هذه القصة يحكي جحا في قصّته عن جاره البخيل الغني، والذي كان دائماً عندما يريد أي شيء يقوم باستعارته من جيرانه خوفاً من أن يشتريه لبخله، وقام جحا بتصرف أعطاه به درساً عن البخل.
شخصيات القصة:
- جحا.
- جاره البخيل.
- حمار جحا.
قصة جحا وجاره البخيل:
كان لجحا جار يسكن بجانبه، واتصف هذا الجار ببخله على الرغم من أنه ليس فقيراً ، فكان دائماً يطرق باب جحا لكي يستعير حاجاته، وكان جحا يوافق بكل مرة أن يعيره ما يطلب، وفي مرة من المرات جاء هذا الرجل إلى جحا وطلب منه أن يعيره حماره لأنّه بحاجة له فهو يريد الذهاب إلى مكان ما، وافق جحا على طلبه كالعادة ووعده الرجل أن يعيده له عند الانتهاء من حاجته.
فكان يأخذ الحمار ويقضي حاجته منه ثم يعيده لجحا باليوم التالي، وفي يوم من الأيام اقترح جحا على جاره بأن يأخذ الحمار من جحا لنفسه كهدية له، وقال له خذ الحمار مني كهدية لكي لا تتعب من أجل طلب استعارته كل يوم، فأجابه جاره بالرفض تفاجأ جحا وسأله عن سبب رفضه على الرغم من حاجته للحمار بشكل متكرّر، فقال له جاره بأنه لا يريد أن يتحمّل أعباء إطعام هذا الحمار وأعباء سكنه وحاجاته، وقال له عندما يكون لك أنت تطعمه وعندما أحتاجه أطلبه منك ثم أعيده.
شعر جحا بالغيظ الشديد من رد جاره له والذي يدل على البخل الشديد، لذلك قرّر بأن يلقنّه درساً، فكّر جحا كيف سيضع حدّاً لهذا الجار البخيل، فجاء جاره بيوم من الأيام يطلب الحمار كعادته ولكن جحا قال له بأنّه سيذهب ويقوم باستشارة حماره أوّلاً فيما إذا وافق أن يرافق هذا الجار البخيل بمشواره أم لا، وعندما عاد أخبر جحا جاره بأن الحمار رفض مرافقة جاره؛ وهذا لأن الحمار اشتكى منه وقال لجحا بأنّه يعذبه ويقوم بإعطائه حملاً أكبر من حمله، ولكن هذا الجار لم ييأس واستمر بالتحايل على جحا حتى استطاع أخذه بهذه المرة أيضاً.
وعندما عاد الجار لجحا أخبره أنه دفع مبلغ دينارين لإطعام حماره وقام بطلب رد هذا المبلغ من جحا، شعر جحا بالغيظ الشديد من جاره فهو يعيره الحمار كل يوم ويطلب مبلغ إطعامه ليوم واحد، فقرّر جحا أن يقوم بفعل آخر لكي يلقّن هذا الجار درساً، فجاء الجار في اليوم التالي وطلب الحمار كعادته، ولكن جحا أخبره بأن الحمار ليس هنا لأنّه ذهب إلى السوق ولن يعود بالوقت الحالي، وبينما جحا يتكلّم مع جاره نهق الحمار بصوت عالي سمعه الجار، فقال الجار لجحا لماذا تنكر وجود الحمار وهذا صوته يسمعه الجميع، فقال له جحا أخيراً مستهزئاً هل تصدق الحمار ولا تصدقني؟!.