قصة جحا والأرنب

اقرأ في هذا المقال


يعتقد أغلب الناس أن جحا شخصية لست حقيقية بل من وحي الخيال، ولكن سلسلة قصصه الطريفة والمضحكة تثبت أنّه شخصية موجودة، وله الكثير من القصص الطريفة مع الناس، سنتحدث في هذا المقال عن قصة جحا مع أحد الأشخاص المعجبين بذكائه ودهائه، فأهداه أرنب ولكنّه استغل كرمه، فلقنّه جحا درساً كعادته.

جحا والأرنب:

في مرة من المرات قرّر أحد الأشخاص المعجبين بذكاء جحا وتصرفاته وحيله التي تنقذ الكثيرين من المآزق بسهولة أن يهديه أرنباً، فجاء له يوماً وأعطاه أرنباً سميناً وقال له هذه هدية لك، أخذه جحا وفرح به كثيراً، وفي اليوم التالي قرّر هذا الشخص الذي أهدى جحا أن يزوره، وعندما طرق الباب فتح له جحا وبدا أنّه لم يعرف الشخص أو نسيه ففتح له وقال له: من أنت؟ فأجابه الشخص: ألم تتذكرني، أنا الذي أهديتك أرنباً منذ أسبوع فقال له جحا: نعم لقد تذكرتك.

وعندما عرفه جحا فرح كثيراً وقال له: يا لك من رجل طيب لقد كان الأرنب الذي أهديتني إيّاه لذيذاً جدّاً، فقد أكلت منه أنا وزوجتي وأولادي حتّى وصلنا حد الشبع، فقال له الرجل عندما رآه فرحاً: يبدو أن زوجتك ماهرة في الطهي، فقال له جحا: نعم زوجتي ماهرة في الطهي حاصّةً في طهي الأرانب، فقال له الرجل: أنا لن أصدّق ذلك إلّا عندما تجعلني أتذوّق منه، قال له: لك ما طلبت، ودعاه إلى مائدة الطعام، وجلس الرجل وبدأ بالأكل وعندما انتهى قال لجحا وهو يبدو عليه راضياً: أستطيع الآن أن أقول لك أن زوجتك ماهرة بالطبخ بالتأكيد.

في اليوم التالي سمع جحا صوت طرق باب منزله، وعندما ذهب ليفتح وجد مجموعة من الناس، فسألهم جحا: من أنتم؟ فأجابوه: نحن جيران الرجل الذي أهدى لك الأرنب، وقف جحا حائراً ماذا يفعل وقال لهم: أنتم جيران الرجل الذي أهداني الأرنب، إنّه رجل كريم ويجب علي أن اكرم جيرانه، فدخلوا ودعاهم جحا للطعام، وبدأوا بالأكل وبدا عليهم أنهم سعداء به وأبدوا ثنائهم على الطعام وقالوا: يا له من طعام لذيذ، فعلاً أن زوجتك تجيد الطهي كما أخبرنا جارنا الذي أهدى لك الأرنب.

جاء اليوم الآخر وسمع جحا صوت طرق باب منزله، وعندما ذهب ليفتح الباب: وجد مجموعة من الناس لا يعرفهم فسألهم: من أنتم؟ فأجابوه: نحن جيران جيران الرجل الذي أهدى لك الأرنب، فتفاجأ جحا ولكن قال لهم: سوف أكرمكم كما أكرمت الرجل الكريم الذي أهداني الأرنب وكما أكرمت جيرانه، ودعاهم للطعام، فدخلوا وعندما قدّم لهم جحا الطعام وجدوا أنّه لم يقدم لهم سوى حساء ساخن ليس به شيء، وعندما سألوه: لماذا تقدّم لنا حساء ساخن فقط، فأجابهم جحا بنبرة استهزاء وقال لهم: هذا حساء حساء الأرنب الذي أهداني إيّاه جاركم يا جيران جيران الرجل الكريم صاحب الأرنب.


شارك المقالة: