قصة جحا والبحث عن العبد مرجان

اقرأ في هذا المقال


تعرّض جحا في حياته لكثير من السرقة ومحاولة الخداع والاستغلال، فمرة حاولوا سرقة حماره وسرقوا منه الماعز ومرة سرقوا الثياب، وحتّى أن اللصوص دخلوا منزله وسرقوه لأكثر من مرة، ولكنه لم يكن يستسلم في أي مرة وكان يحاول جاهداً البحث عن اللص السارق، سنتحدث في هذه القصة عن محاولة بحثه عن عبد سرق ماله وبحث عنه جحا واستطاع أن يجده ويحوز كذلك على رضا السلطان.

جحا والبحث عن العبد مرجان:

كان جحا يعمل في البيع والشراء وكان لديه عبداً اسمه مرجان، وكان يبيع الخضار والخراف وأشياء أخرى وكان يجني مالاً وفيراً، في مرة من المرات راودت نفس عبده أن يسرق المال ويفر هارباً ففعل ذلك، وعندما اكتشف جحا ذلك حزن كثيراً وأراد البحث عنه ولكنّه لم يجده، فقرّر السفر بعيداً ليبحث عنه في أماكن بعيدة.

فذهب إلى البقّال وكان صديق له وطلب منه أن يعطيه البعض من الطعام ليقتات به في سفره، فأخذ من البقالة بضاعة بمئة دينار وكان لا يملك إلّا عشرة، ولكن البقّال قال له سأعطيك البضاعة وعندما تجد العبد الذي سرق مالك تردّها لي، قال له جحا: حسناً وشكره وذهب.

بدأ جحا بالسير ووجد قافلة أثناء مسيره وكان معه طعاماً ولكن لم يكن معه ماء، فذهب للقافلة وطلب منهم الماء ولكنّهم رفضوا إعطائه، فعرض عليهم جحا بعض المال فكان يشعر بعطش شديد، أخذ الماء وأصبح يشرب منه بقدر حاجته فقط، ومشى وكانت القافلة تسير وراءه، وفجأة وقفوا عند رجل يبيع الماء بجانب بئر في الصحراء وكانت القافلة وجحا يريدون شراء الماء فكان قد نفذ منهم، قرّر جحا شراء البئر كلّه ودفع ثمنه، ولكن صاحب البئر ناداه وقال له: لقد بعتك البئر بهذا الثمن ولكنّني لم أبيعك الماء الذي بداخله.

فقرّر جحا أن يذهب هو والرجل للقاضي ليحكم بينهما، سمع القاضي بالقصة وكان ذكيّاً فقال للرجل: أنت بعت البئر لجحا ولم تبيع الماء الذي بداخله إذاً يجب عليك إخراج الماء الذي بداخله وإلّا يجب أن تدفع له أجر وضع الماء في البئر فهو أصبح ملكه، فهم الرجل مقالة القاضي وعرف أنّه لن يستطيع أن يكسب شيئاً، فقرّر أن يستسلم.

شرب جحا والقافلة من الماء وتابع مسيره للبحث عن عبده مرجان، ولكنّه لم يستطيع أن يجده في أي مكان ولكنّه فجأة قرّر أن يسأل التجّار عنه، فذهب لواحد منهم وأراد أن يسأله عنه قام بوصفه، وعندما سمع الرجل كان يعرفه فدلّه على مكانه، عندما ذهب جحا وجد العبد مرجان وكان يجلس في محل ويبيع ويشتري فمسكه جحا وكان العبد مرجان خجلاً من صنيعه، فقرّر جحا أن يخبر السلطان بما فعل به العبد وعفا عنه لأنه ساعده بفكرة الصيد.

عندما سمع السلطان بقصة جحا عرف أن معه مالاً كثيراً وخاف أن يشتري جحا جنوداً ويقاتله بهم؛ لذلك قرّر أن يرسل جنوده كي يراقبونه ويكتشف هل هو ذكي ام أحمق، بدأ الجنود بمراقبته ولكن جحا كان ذكياً فانتبه لهم وأراد أن يلقّن السلطان درساً ويقوم بفعل أحمق أمامهم، كان يمشي ليلاً فمر بجانب البئر ونظر بداخله فوجد صورة القمر فبدأ يبكي ويقول: يا لهذا القمر الحزين لقد وقع في البئر، وأحضر حجراً ووضعه بدلو البئر وأنزله ثم رفعه ورماه على الأرض ونظر للسماء وقال: الحمد لله لقد عدت مكانك بعد أن تعبت بإنقاذك.

سمع الجنود قوله وذهبوا للسلطان لإخباره، وكان جحا ينام كل يوم ويصيح في نومه ويقول: لص قادم لص قادم ويمسك بكلتا يديه، فسمع الجنود ذلك وقام السلطان بنشر حكايته هذه بالقرية فسمع بها الجميع، ولم يعد أحد باستطاعته الاقتراب من منزل جحا، وذلك لأن السلطان عرف أن جحا رجل أحمق فأصبح آمناً منه وأصبح جحا آمناً في قريته من اللصوص.


شارك المقالة: