قصة جحا والبقال

اقرأ في هذا المقال


يحكى أن جحا كان له عدّة قصص مع مجموعة من الشخصيات، وكان لكل شخصية صفة تثير بعض الأحاسيس لدى جحا، وفي هذه القصة سنحكي قصة جحا مع البقال الذي طالبه بماله، ولكن جحا أراد أن يمارس عليه شيء من حيله ولكن في هذه المرة لم يستطع أن يجعل حيلته تنجح.

جحا والبقال:

في يوم من الأيام كان جحا يسير مع حماره في السوق، وكان لا يملك مالاً كثيراً؛ لذلك قرّر الذهاب للشراء من بقالة يعرف صاحبها، وأراد أن يشتري مجموعة من الأشياء التي يحتاجها وطلب من صاحب البقالة أن يعطيه بقدر ما يملك من المال لأنّه لا يملك الكثير، ولكن صاحب البقالة كان مصرّاً على أن يجعل جحا يأخذ ما يريد من الاحتياجات حتى لو كان ثمن الأشياء زيادةً عما يملك جحا من مال، فهو صديقه العزيز، ولكن على أن يرد له المال بوقت لاحق.

فرح جحا على تصرّف صديقه ووافق أن يأخذ كل ما يريد، ووعد صديقه صاحب البقالة أن يعيد له المبلغ بأقرب وقت، وعاد إلى منزله فرحاً، وبالفعل مرت أيام كثيرة دون أن يعيد جحا المبلغ، ولكن صاحب هذه البقالة بدأ يطالب جحا بماله كل ما رآه، ولكن جحا لا يملك مالاً لذلك أصبح يمشي من الطريق التي لا تجعل صاحب هذه البقالة يراه، وحتى إن رآه يبعد عنه لكي لا يطالبه بالمال، ومرت الأيام وجاء يوم من الأيام قابل جحا أصدقائه وطلبوا منه أن يقص عليهم شيئاً من نوادره فهم مشتاقين جدّاً لسماعها.

وبينما كان جحا يحدّث أصدقائه إذ بصاحب البقالة قادم من بعيد لجحا، ولكن جحا فر هارباً منه، ولكن أصدقائه منعوه وطلبوا منه المكوث كي يسمعوا أحاديثه المشوّقة، وقع جحا بمأزق وشعر بأنّه سيقع في موقف محرج، وفكّر كيف يتجنّب هذا الموقف ولا يتعرّض لأي شيء محرج خاصّةً أمام أصدقائه، بدأ صاحب البقالة يشير لجحا وسأله أصدقائه: من هذا الرجل يا جحا هل هنالك خطب ما؟.

فنادى جحا صاحب البقالة وقال له: ألست أنا مديناً لك بالمال؟ فأجابه صاحب البقالة: نعم، فقال له جحا كم أنا مديناً لك؟ فأجابه: بخمسين درهماً، فقال له جحا: سوف أعطيك غداً 25 وأعطيك بعد غد 20 درهماً أيضاً فكم يبقى لك؟ قال له: سيبقى لي خمسة دراهم، فقال له جحا في غضب شديد: ألا تخجل يا هذا أتلاحقني من أجل خمسة دراهم.

صاحب البقالة تعجّب وأصبح يصفق بيديه ويقول: حسبي الله يا جحا أفعلتها بي إذاً فضحك أصدقاء جحا ولكن عندما رأوا صاحب البقالة في تعجّب وغضب من جحا قالوا لجحا: بل رد الأمانة لصاحبها يا جحا. شعر جحا بالخجل الشديد حتى أخفض رأسه للأرض وقال لصاحب البقالة، أنا أعرف أن لك في ذمتي خمسين درهماً، وسأردّها لك حين أستطيع، وبهذا وجد جحا أن حيلته ليست نافعة في كل الأحوال.


شارك المقالة: