قصة جحا والثور الهائج

اقرأ في هذا المقال


جحا من الشخصيات التي لها الكثير من القصص مع الحيوانات، وفي كل قصة يظهر جحا بمظهر مختلف، ولكن في الحقيقة جحا يبطّن ذكائه بالغباء الذي يظهره للناس ويكون ذلك عمداً منه في أغلب الأحيان ليحتال عليهم، هو شخصية ذكية وتمتاز بالحيلة وسرعة البديهة بجلب الأفكار، فقد تحدّى بقصصه الكثير من الشخصيات مثل الوالي والحكيم والمحامي والقاضي، وكان ينتصر في كل مرة، سنتناول في هذه القصة مواقف جحا التي تُظهر البعض من تصرفاته الحمقاء ويقابل بها بعض الحيوانات.

جحا والثور الهائج:

كان لجحا حقل كبير وجميل، وفي يوم من الأيام دخل ثور كبير على هذا الحقل وأخذ يركض، وبينما هو يركض إذ داس بقدمه الكبيرة على دجاجة وماتت هذه الدجاجة، وبقي كذلك يركض ويدوس على الزرع ويأكله أيضاً، وفجأةً جاء جحا ولما رآه غضب جدّاً وأسرع نحوه وكان يريد أن يضربه وهو يحمل العصا بيديه.

حزن جحا كثيراً على زرعه الذي داسه ذلك الثور وأكله، وحزن كذلك على الدجاجة التي ماتت، وكانت هذه الدجاجة قد ولدت صيصان صغيرة، فقام جحا وجمعها وبنى لها بيتاً كبيراً وضع على كل منها شريط أسود صغير؛ وذلك حداداً على موت الدجاجة التي داسها الثور، وباعتقاد جحا أن هذه الكتاكيت تفهم وتحزن للموت كالإنسان الذي يلبس الأسود حداداً على الموت، ولما رآه الناس سألوه عن سبب فعله هذا، فقال لهم أنّه يضع هذا الشريط حزناً وحداداً للدجاجة التي قتلها ذلك الثور الهائج.

توعّد جحا في نفسه لذلك الثور أن يضربه وينتقم منه لصنيعه معه، وفي مرة من المرات كان جحا يسير في السوق على حماره، وفجأةً رأى ثور كبير يقف بجانب رجل، حمل جحا عصا كبيرة وركض نحو الثور ليضربه، ولكن الرجل الذي كان مع الثور منعه من ذلك وقال له: لماذا تفعل هذا بثوري، قال له جحا وهو غاضب: أتركني أقتل هذا الثور فقد قتل دجاجتي وأكل زرعي، فقال له الرجل: يا جحا ليس هذا الثور الذي فعل بك ذلك، قال له جحا: أتركني أقتله فكل الثيران أقرباء.

قام هذا الرجل بتهدئة جحا وأخذ ثوره ومشى، وقام جحا بشراء الخضروات التي أراد شرائها من السوق، ومن شدة غضبه لصنيع الثور حمل جحا الكيس على كتفه ومشى وكان غاضباً جدّاً، ولم يضع كيس الخضروات على ظهر الحمار بل حملها على كتفه وكان ثقيلاً جدّاً وركب الحمار وسار لبيته، وبينما هو يسير كذلك رآه رجل وقال له: لماذا تحمل أنت الكيس الثقيل هذا ولا تضعه على حمارك، قال له جحا وهو  متفاجئ من قول الرجل: اتق الله يا رجل ألا يكفي أن الحمار يحملني، فهل تريد مني أن أجعله يحمل الكيس أيضاً.


شارك المقالة: