قصة جحا والخاتم

اقرأ في هذا المقال


تجمع قصص جحا بين المغامرة والفكاهة والغرابة والحكمة والعبرة، وفي أغلب القصص كان جحا يستخدم حيله التي تضيف للقصة الظرافة والتشويق، وسنحكي في هذه القصة عن حيلة قام بها جحا مع صديقه التاجر وساعده في الخروج من مأزق قد تعرّض له، وفي كل مرة يضحك الناس من شدة دهاء جحا في تحايله في المآزق وانتصاره باستخدام خدعة بسيطة.

جحا والخاتم:

في مرة من المرات جاء أحد التجار الصغار وكان اسمه حسن إلى صديقه جحا وأراد منه أن يدلّه على محل يصنع الخواتم؛ لأنّه يريد شراء خاتم بثمن زهيد ويقوم ببيعه والمتاجرة به واستخدامه لأمور التجارة، وكان يريد وضع اسمه عليه؛ فهو لا يزال في بداية طريقه في التجارة ولا يملك مالاً كثيراً، وهو يريد أن يجرّب نفسه في هذا المجال وهو التجارة.

بالفعل دلّه جحا على محل يبيع الخواتم وقال له إنّه صديقه وسوف يبيعه إياه بثمن جيّد، وأنه سيقوم بمساومته كذلك فسار جحا والرجل إلى بائع الخواتم، وكان جحا يعطي الرجل نصائح في التجارة طوال الطريق حتّى إن هذا الرجل شعر بالملل من سماع النصائح؛ فهو يريد شراء الخاتم وحسب ولكنّه اضطر لإبداء إعجابه بكل نصيحة يقولها جحا طوال الطريق.

عند وصولهم لمحل صانع الخواتم رحّب البائع بجحا واستقبله بترحيب كبير، وسأله جحا بكم ثمن الخاتم فأجابه البائع: إنّه بعشرة دراهم ولكن من أجلك أنت يا جحا سوف أعطيك إيّاه بخمسة دراهم فقط، شعر جحا بأن هذا السعر معقول فنظر إلى صديقه وقال له: ما رأيك فأنا أرى أن السعر مناسب، نظر له صديقه حسن بحزن وقال له: أنا لا أملك سوى عشر دراهم فقط!.

فهم جحا من نظرة صديقه أنّه لا يملك مالاً كثيراً، ففكّر بحيلة لكي يخرجه من هذا المأزق الذي وضع به فطلب من البائع أن يصنع له خاتم ويكتب عليه كلمة (خس)، استغرب البائع من طلب جحا وسأله: ما هذا الاسم الغريب فقال له البائع: افعل ما طلبته منك فحسب صديقه حسن لم يفهم حيلة جحا وأراد أن يطلب من الصانع التوقف عن صنع الخاتم، فأشار إليه أن يسكت، فبدأ صانع الأختام بصناعة الخاتم وعندما انتهى أراد وضع النقطة على حرف الحاء، فصاح جحا للبائع وقال له: توقف أنا أريدك أن تضع النقطة على آخر حرف السين.

ضحك البائع على تصرّف جحا وفهم أنّه يريد وضع اسم حسن على الخاتم وقال له: أنا أحترم ذكائك يا جحا وهذه خدعة ذكية منك لذلك أنا أريد أن أعطيكما الخاتم من غير أن تدفع لي أي درهم كهدية لكما، أخذ جحا وصديقه الخاتم وخرجا من عند البائع وهما يشعران بفرحة كبيرة، وكان صديق جحا ينظر له وهو في دهشة كبيرة من شدة دهائه وفطنته.


شارك المقالة: