قصة جحا والصيد

اقرأ في هذا المقال


في قصص جحا نجد الكثير من المغامرات والأحداث الغريبة التي حدثت معه، فهو تعامل مع الأغبياء والحمقى وكذلك تعامل مع البخلاء ومع السلطان الظالم، وفي هذه القصة سنتحدث عن مواجهته لبعض من الحمقى وعن مغامراته في الصيد، وعن رفقه بالحيوانات فهو كان في أغلب قصصه يتعامل معها كالإنسان لشدّة حبه لها.

جحا والصيد:

كان جحا يسير في طريقه يوماً من الأيام، فوجد رجلان يقتتلان ويتعاركان فاقترب منهما وسأل: لماذا تتعاركان؟، قال له أحدهم: نحن أردنا أن يتمنّى كل منّا أمنية، فتمنى أحدنا أن يعطيه الله ألف رأس من الخراف، وتمنّى الآخر أن يعطيه الله مئة ذئب ليأكل خراف صاحبه، فقال الرجل الذي تمنّى الخراف لصاحبه الذي تمنّى الذئاب: لماذا تريد أكل خرافي؟ وبدأ العراك بينهما، أخرج جحا مرطبان من العسل ورماه على الأرض وقال: أتمنّى أن يسيل دمي على الأرض مثل هذا العسل لشدّة حماقتكما.

رجع جحا إلى المنزل وكان العبد مرجان بانتظاره وبانتظار أن يكون قد اصطاد حيواناً فقال له: هل اصطدت شيئاً، قال له جحا: لقد اصطدت الدب ولكنّه طلب مني أن أعتقه مقابل أن يعطيني مرطباناً من العسل، وعند مسيري رميته على الأرض لأحلف عليه، استاء العبد مرجان وقال له: ولماذا فعلت ذلك هل يفرّط أحد بمرطبان عسل؟ قال له: لأن الرجلين الذين قابلتهما أغبياء ومغفلون، فقال له العبد: لقد كنت أنت بفعلك هذا أحمق منهم، غضب جحا وقال له: تأدّب أنا سيدك، فاعتذر منه العبد.

قام العبد مرجان بصنع بقرة أخرى بدلاً من التي أكلها الدب، وطلب من سيده جحا أن يذهب مرة أخرى ليصطاد، فذهب واختبأ وراء شجرة ينتظر، جاء ثعلب وأراد أكل البقرة ولكنّه وقع في الفخ، جاء جحا وأراد أخذه ولكن الثعلب طلب منه أن يعتقه مقابل مكافأة، فقال له: كلا أنا أريد أن آخذ فروتك وظل الثعلب يتوسّل له حتى تركه، رجع الثعلب وهو يحمل قفص للدجاج، أخذه جحا وفرح جدّاً وذهب.

وهو يسير لاقى ديك يشبه الديك الذي أعطاه له الرجل، أخذه وأعطاه للرجل وكان يؤذن للفجر، فأخذه الرجل وفرح به جدّاً، ذهب جحا في اليوم التالي ليصطاد بالبقرة فوجد أرنب يركض بسرعة وكان يسير خلفه ذئباً مسرعاً، فوقع الأرنب والذئب داخل البقرة، فجاء لأخذهم ولكنّهم طلبوا منه أن يعتقهم مقابل مكافأة، فتركهم فذهب الذئب وأحضر لجحا الكثير من الخراف، وأحضر له الأرنب الكثير من الخس والجزر، فأخذهم وذهب لمنزله وقال لعبده: يجب علينا أن نبيعهم في السوق.

قرّر جحا والعبد مرجان ببناء محل لبيع الخس والجزر والخراف، وقف العبد مرجان وبدأ بالبيع والشراء، وكان قد جمع مالاً كثيراً، فلقد باع الكثير من الخراف والخس والجزر الذي أعطاه له الأرنب والذئب.


شارك المقالة: