إن الطرائف الأدبية من أجمل قصص الأدب العربي القديم، فهناك عدة كتب في الأدب العربي تتناول الكثير من القصص والحكايات الظريفة، ومن هذه الكتب والقصص قصص جحا المضحكة والمسلية، التي تحمل في طياتها العبرة والحكمة، وسوف نتحدث اليوم عن قصة جحا والطائر الغريب.
قصة جحا والطائر الغريب
كان هناك رجل يدعى جحا، وفي يوم من تلك الأيام استيقظ جحا من النوم وهو في حالة الهلع والخوف وأيقظ زوجته بسبب وجود صوت غريب صادر من أعلى المنزل، قالت له زوجته: يا جحا إن هذا الصوت هو ليس بصوت إنسان ولكنه بنفس الوقت صوت غير مألوف لدينا فاذهب إلى الأعلى وتفقد مصدر ذلك الصوت، صعد جحا إلى أعلى المنزل وإذ هو بطائر غريب الشكل يصدر صوتاً مخيفاً، قال جحا: بدل أن أطرده سوف آتي له ببعض الطعام والشراب.
غاب جحا بضع دقائق وأتى بالحبوب والماء إلى ذلك الطائر، وبعد أن أكل الطائر الغريب توقف عن إصدار ذلك الصوت المزعج، قال جحا لزوجته: لعل سبب هذا الصوت هو الجوع الشديد الذي لَحِقَ بالطائر، عاد جحا إلى نومه بسلام وفي اليوم التالي عاد ذلك الطائر وأصدر نفس الصوت، فقال جحا: سوف أقدم له الطعام والشراب كل يوم قبل أن أنام؛ لكي لا يزعجني أثناء نومي العميق، وبقي جحا والطائر الغريب على هذا الحال لمدة أسابيع.
وفي يوم من الأيام أصدر ذلك الطائر صوتاً مزعجاً جداً وكان على غير طبيعته رغم وجود الماء والشراب له، صعد جحا إلى أعلى السطح وهو في غضب شديد من ذلك الطائر، وعندما نظر إلى زاوية البيت رأى مجموعة من اللصوص يحاولون أن يسرقوا بيت جحا، فسمع جحا تحاور اللصوص وهم يقولون: لن نستطيع سرقة البيت بسبب صوت هذا الطائر اللعين، فلنمضي في طريقنا قبل أن يرانا أحداً، وبذلك تأكد جحا أن صياح الطائر الغريب هو مجرد تنبيه له لوجود أُناس غرب.
ومن هنا نروي لكم قصة من قصص جحا المسلية المليئة بالحكم والعبر، فلولا وجود ذلك الطائر لسُرق بيت جحا، فلقد اعتنى جحا بهذا الطائر وقام الطائر الشجاع برد ذلك الجميل لجحا.
