إن الأدب العربي مليء بالقصص والحكايات المسلية والمضحكة، فمَن منا لم يسمع ببعض القصص العربية القديمة؟ ومَن منا لم يقرأ كتاب من كتب الأدب العربي القديم؟ ومَن منا لم يسمع عن طرائف جحا المضحكة؟ فلجحا الكثير من القصص والحكايات الظريفة والمضحكة فمنها المسلية ومنها المعبرة ومنها الحكيمة، ومن أبرز تلك القصص قصة جحا وحساب القدر.
قصة جحا وحساب القدر
في يوم من الأيام وعند قدوم شهر رمضان المبارك، في العادة كل عام في ذلك الشهر يختلف أهل القرية على عدد الأيام التي صاموها، فكل واحد منهم له حساب معين، فمنهم من يحسب في ذهنه ومنهم من يحسب على ورقة لكي لا ينسى، وغيرها الكثير من الطرق، فكر جحا بطريقة لعد تلك الأيام فأتى بقدر وكل يوم يصومه جحا، يقوم برمي حصاة في ذلك القدر، وبعد عدة أيام رأته ابنته يرمي الحصى، فظنت أن والدها يقوم بجمع الحصى في هذا القدر، فقررت أن تساعده وجمعت له الحصى الكثير وألقته في القدر.
وفي نهاية رمضان اختلف أهل القرية بعدد الأيام التي صاموها، فمنهم من يقول لقد صمنا الشهر بأكمله ومنهم من يقول لقد أنقصنا يوماً والآخر يقول لقد زدنا عدة أيام في الصيام، قال جحا لأهل قريته بكل ثقة: أنا عندي العد الصحيح فقد أمهلوني عدة لحظات لكي أجيبكم وأنهي ذلك النقاش، ذهب جحا إلى بيته ثم قام بعدّ الحصى الموجود في القدر فوجدها مئة وعشرون، تعجب جحا من العدد الكبير لتلك الحصى.
قال جحا إن هذا الرقم مبالغ فيه جداً فسوف أقول لأهل قريتي أنّنا قد صمنا ستين يوماً فنصف ذلك العدد معقول إلى حد ما، عاد جحا إلى أهل قريته وقال لهم أنا لدي العد الصحيح، فلقد صمنا ستين يوماً لا زيادة ولا نقصاناً، تعجب أهل القرية من عد جحا وقالوا له: كيف ذلك يا جحا؟ فالشهر يتكون من ثلاثين يوماً فقد، ضحك جحا وأهل القرية على الطريقة التي حسب بها جحا لهذا الشهر الكريم وقال لهم بكل طرفة: هذا ولقد قلت لكم نصف العدد فما الذي سوف تفعلونه لو قلت لكم حساب القدر؟!
ومن هنا نذكر لكم قصة من قصص جحا المسلية والظريفة، فلدى قوم جحا طرق حساب مختلفة يحسبون بها عدد الأيام التي صاموها في شهر رمضان المبارك، وكان لجحا طريقته الخاصة، فلقد قرر أن يحسب عدد الأيام بعدد الحصى التي ألقاها داخل ذلك القدر، ولكن طريقته باءت بالفشل.
