جحا هو شخصية من الشخصيات التاريخية في الأدب العربي، فكان واسع الحيلة والحكمة، ونروي لكم اليوم قصة من قصصه المليئة بالعبرة ولكن بأسلوب فكاهي، فما هو الموقف الذي تعرض إليه جحا؟! وما هي الحيلة التي فكر بها؟!
قصة جحا وقربة الماء
- في يوم من تلك الأيام قرر جحا أن يسافر من مدينته الحالية إلى مدينة أخرى، ولكن تلك المدينة كانت لا تبعد عنه الكثير، فيود أن يذهب إليها ليقضي بعض مصالحه، جهّز جحا نفسه فأخذ العديد من الدراهم وأخذ قربة من الماء وبعض الطعام التي أعدته له زوجته.
- وفي اليوم التالي انطلق جحا إلى رحلته، وانتظر عدة ساعات؛ ليركب إحدى القوافل وتوصله إلى تلك المدينة، ولكن لم يجد أي سبيل للذهاب، فقرر جحا أن يسلك طريق الصحراء؛ ليذهب إلى تلك المدينة، وأثناء رحلته شعر جحا بالتعب فكان الجو شديد الحرارة، وقرر أن يجلس أسفل ظل شجرة، ويسترخي قليلاً ليتناول بعض الطعام، ويشرب الماء، ثم انطلق جحا ليواصل رحلته، ونفذ منه الماء، ولكن جحا لم يستسلم، فأكمل طريقه.
- رأى جحا خيمة في تلك الصحراء يسكنها عجوزاً بخيلاً جداً، فطلب منه جحا بعض الماء، ولكن العجوز رفض، فتحجج بأنه ساخن، قال جحا للعجوز: أتبيعني تلك المياه بخمسة دراهم؟ ولكن العجوز ومن شدة طمعه وافق دون تردد، وقبل أن يذهب جحا ليكمل طريقه، فكّر في حيلة ليسترجع دراهمه، فأعطى جحا الطعام الذي كان معه للعجوز دون مقابل، وكان ذلك الطعام شديد الدسم.
- وبعد أن أكل العجوز البخيل بلهفة، شعر بالعطش الشديد، وطلب من جحا أن يسقيه شربة من الماء، فرفض جحا وقال له: الشربة بخمسة دراهم، رفض العجوز وقال له: أنا أعطيتك قربة بخمسة دراهم، أما أنت تعطني شربة من تلك القربة وتقول لي بأنها مقابل خمسة دراهم! وبسبب العطش الشديد لذلك العجوز، قرر أن يشتري شربة الماء، فأعاد جحا دراهمه دون أي تعب ولقن العجوز البخيل درساً لن ينساه.