هناك العديد من قصص جحا المسلية والمضحكة، فالأدب العربي ذكر لنا الكثير من قصصه وحكاياته مع أهل قريته وأصدقائه، وسوف نذكر لكم اليوم قصته عندما ماتت زوجته وحماره، فكيف كان شعور جحا؟ وما موقف أهل قريته تجاهه؟
قصة جحا وموت كلا من حماره وزوجته
- كان يا ما كان في قديم الزمان، يحكى أنه في إحدى الأيام أصيبت زوجة جحا بمرض شديد، فذهب بها جحا إلى الطبيب، وقال له: إن زوجتك قد أصيبت بمرض الحمّى، وسوف تموت بعد عدة أيام، فالمرض قد اشتد عليها، وحالتها تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، فكّر جحا ما الذي سوف يفعله، لكي ينقض زوجته من ذلك المرض اللعين!
- وبعد عدة من الأيام، بلغ المرض في زوجته إلى الحد الكبير، وبالفعل فارقت تلك الحياة، فحزن أهل القرية لأمر جحا وزوجته، ولكن جحا لم يظهر عليه أي ملامح الحزن والألم لفراق زوجته، تعجب أهل القرية وقالوا في نفسهم: لعل الله قد وهبه الصبر والسلوى لمفارقة زوجته، ودعوا لها بالرحمة والمغفرة، وسألوا الله أن يلهمه المزيد من التحمل والصبر.
- ولكن جحا لم تنتهِ مصائبه وأحزانه، فبعد عدة أشهر من مفارقته لزوجته مات حمار جحا، ومن المعروف أن ذلك الحمار يحبه جحا كثيراً ويعتني به، فحزن حزناً شديداً، وغاب عن أهل قريته، فقد التزم بيته من شدة حزنه، تعجب أهل القرية لأمر جحا وقالوا له: لماذا يا جحا لا تخرج إلينا، وتتحدث معنا، فنراك شديد الحزن والتعاسة لمفارقة حمارك! فعندما فارقت زوجتك لم تحزن ذلك الحزن ولم تصل إلى تلك المرحلة من اليأس؟
- قال جحا: ماتت زوجتي وجميع أهل القرية قد أتوا إليّ، وقالوا لي أن لا أحزن، ووعدوني بأن يأتوا لي بزوجة أخرى، أما عند موت حماري، فلم يأتي أحد من أهل قريتي، والأجدر أنهم لم يوعدوني بحمار آخر، فدُهش أهل القرية من جحا ومن طريقة تفكيره، فحزن لأمر الحمار ولم يحزن لأمر زوجته!