يحكى أن هناك رجلاً واسع الحيلة والذكاء والحكمة يدعى جحا، له الكثير الكثير من القصص والحكايات اللطيفة والجميلة التي ترسم البسمة وتملأ القلوب بالبهجة والسرور، فجحا شخصية تاريخية ولكنها حقيقية عاشت في كل زمن، فقصصه الظريفة لا يُمل منها ولها حكم وعبر، ومن قصصه الجميلة التي تنتهي بعبرة وحكمة قصة جحا يقول هناك فرق.
قصة جحا يقول هناك فرق
في يوم من الأيام ذهب جحا يبحث عن عمل له، فقرر الذهاب إلى البلاد المجاورة، فلما وصل جحا إلى تلك البلاد قابل رجل وقال له بأنه يبحث عن عمل في تلك البلاد، قال له الرجل: ما هو طبيعة العمل التي بإمكانك أن تعمل به يا جحا؟ قال جحا: أنا واسع العلم والثقافة، أستطيع التدريس، وأنا واعظ وأجيد كل شيء يختص بالعلم والمعرفة.
قال الرجل: إذاً تفضل معي يا جحا إلى أحد أعيان البلاد لكي أتواسط لك عنده، لعله يجد لك العمل المناسب، دخل جحا والرجل إلى بيت كبير وقابلا صاحبه، قرر صاحب البيت أن يختبر جحا بمعرفته وخبراته التي يمتلكها، كان جحا مطمئناً؛ لأنه يعلم ما يمتلك من معرفة وعلم وكان مستعداً لذلك الاختبار، وفي اليوم التالي استدعى صاحب البيت جحا ليختبره في علمه، قال صاحب البيت: هات يا جحا ما تمتلك من علم وأرني براعتك.
بدأ جحا بقراءة بعض المواعظ والآيات وشرحها شرحاً مفصلاً ووافياً، فقام صاحب البيت أيضا بقراءة بعض الآيات وشرحها شرحاً وافياً أيضاً! قام جحا بذكر معلومات مختلفة عن البيئة والطبيعة، حيث ذكر صاحب البيت مثلها! تعجب جحا من أمر صاحب البيت، حيث كتب جحا بعض النظريات والأفكار، وأيضا صاحب البيت كتب مثلها! قال صاحب البيت: أنا أكتب مثل ما تكتب وأقرأ مثل ما تقرأ أنت أيضاً، قال جحا أنا أرى ذلك.
قال صاحب البيت: إذاً لا فرق بيني وبينك يا جحا، قال جحا: لا بل يوجد فرق شاسع بيني وبينك يا رجل، قال صاحب البيت: ما هو ذلك الفرق يا جحا؟ قال جحا: أنا أتيت من بلدي ساعياً إلى رزقي، ولو حال بك الفقر كما حال بي، وأتيت إلي ماشياً كما مشيت أنا، ورددتك خائباً كما رددتني لما كان هناك فرق بيني وبينك، ضحك الرجل من كلام جحا وقال لجحا: لقد تفوقت علي أيها الحكيم ومن الآن تستطيع أن تباشر في عملك.
وهنا نقول أن جحا سعى جاهداً للحصول على وظيفة تكون سبباً في رزقه، فقد هاجر من بلد لبلد ولم ييأس متسلحاً بسلاح الإيمان والثقة بالعلم الذي يمتلكه، قابل جحا رجل حاول أن يحتال عليه في الحديث، لكي لا يكسبه تلك الوظيفة، ولكن ذكاء جحا وفطنته وقوة ثقته بنفسه، فاستطاع بذلك الحصول على ما يريد.