قصة جزاز العشب العجوز المدهش

اقرأ في هذا المقال


قصة جزاز العشب العجوز المدهش أو (The Amazing Old Mower) هي قصة من الحكايات الخيالية والفولكلور المحبوبين في فرنسا التي قدمت الشخصيات العالمية التي ما زلنا نحبها حتى اليوم.

الشخصيات:

  • المزارع.
  • أبناء المزارع.
  • الرجل ذو اللحية الرمادية.

قصة جزاز العشب العجوز المدهش:

ذات مرة في طريق المؤدي لمدينة أمبرت عاش هناك مزارع ثري، كان يمتلك حقلاً كبيرًا جدًا، المحصول الرئيسي حوله القش، هذا المزارع كان معروفًا على نطاق واسع بالعمل بجز العشب حيث لا أحد يستطيع مواكبته والمنجل في يده ومعه  أبنائه الثلاثة، لقد جعلتهم قوتهم في عملهم فخورين جداً، وكانوا يقودون العمال مثل الوحوش في وقت جمع القش.

واستمتعوا برؤية العمال ينهارون ويموتون من الإرهاق أمام أعينهم، وفي يوم ما كان متسول عجوز يمر على الطريق المجاور قد شاهد ما يفعلونه وعلق على تصرفهم بقوله: يومًا ما قد يأتي جزاز للعشب  أفضل منهم، فسمعه أحدهم وقال للأب ما قاله المتسول، فرد الأب: لا يهمني سنهزمه أنا وأنتم بالتأكيد، في العام المقبل وفي يوم الأحد قبل جمع  العشب خرج المزارع الثري إلى الميدان للبحث عن عمال.

كان هناك عمال على جسر لزبون، لقد جاؤوا إلى هناك بحثًا عن عمل، ولكنّهم جميعًا كانوا يعرفون ما يمكن توقعه من هذا المزارع القاسي، لذا غادروا المكان في اللحظة التي رأوه فيها حيث اختار المزارع عاملين أو ثلاثة وصاح أحدهم بأنّه تمّ اختياره بالفعل بينما تظاهر آخر بأنّه لم يسمع وغادر، وصعد أحدهم معه حيث كان رجل طويل ذو لحية رمادية فسأله المزارع: هل تعتقد أنّك ستكون جيداً في العمل؟

فقال المزارع: هل تعرف كيف تقص العشب حقًا؟ ثمّ سأله: ومن أين أنت على أي حال؟ فقال الرجل: من أعلى التلال في مكان ما؟ فرد الآخر: أنت لا ترتدي ملابس مثل الناس هنا، فقال الرجل: هذا صحيح فسأل المزارع مجدداً: هل أنت من فيفرولز، فقال الرجل: ربما أعلى قليلاً، فقال الآخر: من مدينة شامبوت أو شامبوني إذاً؟ فرد الرجل: لا، لا أعلى من ذلك أنا متأكد من أنك لا تعرف المكان.

فقال المزارع: حسنًا ما دمت تعرف كيف تمسك المنجل، هل مقبضه صلب؟ أنت تفهمني أنا أعني هل لديك أذرع قوية؟ فقال الرجل: أعتقد ذلك سترى، ثمّ  اتفقوا على الأجر وأخبره السيد أين يجد الحقل حيث قال: اتبع الطريق حتى تصل إلى ثلاثة شجيرات حور على اليمين بعد المنازل مباشرة وسأراك هناك غدًا، ثمّ عند الفناء الخلفي، وفي صباح اليوم التالي عند طلوع الفجر انطلق السيد وأبناؤه الثلاثة إلى حقلهم.

كان يبدو القص على ما يرام عندما يكون العشب رطبًا وطريًا من الليل ولا يزال منحنيًا بالندى، فقال المزارع: دعونا نلقي نظرة فاحصة على الوظيفة، وبدأوا القص على الرغم من أنهم لم يبدوا في عجلة من أمرهم حيث طارت المناجل بسرعة وسقط القش الأخضر وبينما كانوا ينهون الرقعة من الأرض ويتقدمون للأمام، لكنّ العامل الذي وظفه المزارع لم يحضر.

وعندما كان منتصف النهار تقريبًا سخر الأولاد من والدهم بشأن العامل الذي لم يحضر، وبعد ذلك فقط ظهر اللحية الرمادية فقال السيد بنظرة قاتمة: كنت أتوقع حضورك في وقت أكبر، فقال الرجل ذو اللحية الرمادية: في وقت أكبر؟ لماذا؟ لم يتأخر الوقت ويمكننا إنجاز الكثير من العمل بحلول الليل، فقال المزارع: سنرى ما ستقوم به، لكنّ العشب سوف يصبح قاسياً عندما تحترق الشمس ويختفي الندى.

فقال الرجل: أوه نعم، ولكن من أين سأحصل على منجل؟ فرد المزارع بدهشة: ماذا؟ أتيت بدون منجلك؟ العامل هنا يجلب منجله  هذا طريقتنا في العمل، فقال الرجل: انتظر لقد رأيت واحداً في شجرة الكرز سوف يعمل بشكل جيد وصعد إلى شجرة الكرز وهناك في الفروع كان هناك فزّاعة مصنوعة من القماش القديم تحمل منجلًا، لكنّ مقبض المنجل كان فاسدًا.

وانكسر إلى ثلاثة أجزاء عندما لمسه الرجل، وكان قد أكله الصدأ كثيرًا، فقال المزارع: حسنًا هذا ما كنت تستطيع أن تحضره لنفسك منجلًا من تلك القمامة فقال الرجل: المنجل هو منجل الشيء الرئيسي والمهم هو التعامل معه بشكل جيد وذهب الرجل ذو  اللحية الرمادية إلى كومة خشبية قريبة وسحب فرعًا منها، وركبها على المنجل.

ثم التقط الحجر الأول الذي صادفه، وبدأ في شحذ الحافة، كان الأولاد يشاهدون ما يفعل ويضحكون كثيرًا، ثم نظروا إلى والدهم الذي كان منزعجاً أكثر وقال عابساً: أمسكا بمنجلكما واستمرا في العمل أسرعا الوظيفة تنتظر وذهب وتبعه أبناؤه وخلفهم بدأ الرجل أيضًا في العمل، وفي نهاية الحقل، استدار السيد لإلقاء نظرة على رقعة الأرض التي كان يعمل بها اللحية الرمادية.

كانت الرقعة واسعة ونظيفة من العشب مثل رقعة الأولاد، واستدار وانطلق مرة أخرى وفي نهاية الرقعة التالية استدار كما كان من قبل لإلقاء نظرة وقال: كل شيء على ما يرام، لكنّك ما زلت قد خسرت ساعتين جيدتين قبل اليوم أنت ملزم بهذا العدد الكبير من المساحات وراءك، فتوقف الرجل ذو اللحية الرمادية لبعض الوقت قائلاً: إذا كان هذا كل ما يزعجك، سأنجزه على الفور.

وبدأ بقصَّ العشب إلى الأمام بسرعة هائلة مثل سيل جبلي أو مياه الفيضانات التي تتساقط على منحدر التل، لم يضيع السيد وأبناؤه أي وقت في العودة إلى العمل، لكنّ الرجل كان بالفعل خلفهم مباشرة ويتحرك أسرع مرتين أو ثلاث مرات منهم وهنا أتى وشعروا به خلفهم، أمسك بهم واتكأ على منجله ونظر إليهم بصبر، ثمّ عاد إلى القص وكان طوال الوقت في أعقابهم.

كان السيد وأبناؤه يتنفسون ويتقطرون من العرق، وقد شعروا بالخزي والارتباك وشعروا بالألم لأنّه أفضل منهم، وفجأة رأى أحد الأبناء قطعة من الصخر على الطريق، التقطها ووضعها في العشب حتى تضرب منجل اللحية الرمادية ويصاب بأضرار، لكنّ الرجل رأى الصخرة وحتى دون أن يبطئ من سرعته ركلها جانباً، بدأ الأب والأبناء الذين أصبحوا الآن أكثر ذعراً وقال أحد الأولاد لوالده: لا يزال بإمكانك محاولة التفوق عليه.

لكن الأب لم يستطع كان الناس يأتون من كل مكان ليروا ما حدث ويضحكون على المزارع الفخور قاسي القلب، وبالكاد عرف هو وأبناؤه كيفية التعامل معه، ومنذ ذلك اليوم فصاعدًا كما يقولون لم تتشدد قلوبهم مرة أخرى بفخر على الناس، وقام اللحية الرمادية بالقص مرارًا وتكرارًا وكانت مشاهد رائعة حيث قام بقص حقل المزارع وثلاثة حقول مجاورة أيضًا بسرعة، ثمّ اختفى في الأدغال ولم يراه الناس مرة أخرى.


شارك المقالة: