قصة جوني جلوكس

اقرأ في هذا المقال


قصة جوني جلوكس أو (Johnny Glokes) هي حكاية من الحكايات الخيالية الإنجليزية حررها جوزيف جاكوبس من قصص الفولكلور التي يعتقد أنها نشأت في الجزر البريطانية، تطور هذا الفولكلور على مدى قرون من خلال تقليد سرد القصص وهو فريد من نوعه نظرًا للثقافة والهوية المتميزة لمناطق الأرض المختلفة.

الشخصيات:

  • جوني.
  • العمالقة.

 قصة جوني جلوكس:

كان جوني جلوكس خياطًا ماهراً وتاجراً بارعاً، ولكن سئم من خياطةالملابس التي أصبحت وظيفة مملة بالنسبة له، وكان يرغب في أن يحصل على عمل آخر من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق الشهرة له، لكنّه لم يكن يعرف ما يجب فعله في البداية ليكسب الشهرة والثروة لذلك كان لفترة من الوقت كثير الاستلقاء تحت أشعة الشمس ودائم التفكير بالحصول على عمل آخر.

وذات يوم دافئ بينما كان يستمتع بالراحة، انزعج من الذباب الذي نزل على كاحليه العاريتين، وبدأ ينهال عليهم بالضرب بقوة وقتل عددًا كبيرًا منهم، وعندما قام بإحصاء ضحاياه من الذباب، شعر بسعادة غامرة لنجاحه، وفجأة نبض قلبه بشدة وتذكر أفعال العظماء وتنفّس بعمق وقال في نفسه: أحسنت جوني جلوكس، لقد قتلت خمسين ذبابة بضربة واحدة.

اتخذ قراره الآن لقطع طريقه إلى الثروة والشرف، فأخرج من سقيفة كوخه سيفاً قديمًا صدئًا كان ملكًا لبعض أجداده، وانطلق في البحث عن المغامرات، وبعد السفر لمسافة طويلة جاء إلى بلد كان سكان هذا البلد خائفون للغاية من اثنين من العمالقة يهاجمونهم يومياً، لم يكن أحدًا لديه الجرأة الكافية لمقابلتهما، وقويًا بما يكفي للتغلب عليهما.

وسرعان ما تمّ إخباره عن هذين العملاقين، وعلم أنّ ملك البلاد عرض أجرًا عظيمًا كما وعد بتزويج ابنته من الرجل الذي يجب أن يخلص أرضه منهما، فرح قلب جوني بشدة إلى حد أنّه ذهب  وقدم نفسه للملك وأخبره أنّه مستعد لقتال العمالقة، كان العمالقة يسكنون في غابة كثيفة في ذلك البلد، فانطلق جوني بسيفه القديم لأداء مهمته وقتل العمالقة.

وعندما وصل إلى الغابة جلس تحت شجرة بلوط قديمة ليفكر في المسار الذي سيتبعه والخطة التي سينفذها، لأنّه كان يعرف مدى ضعفه مقارنة بهذين العملاقين اللذين قتلا الكثير من الناس، ولم ينتظر طويلاً عندما رآهما قادمين بعربة لجلب الحطب للوقود، كانت عربة كبيرة وقد جلس بها عملاقين ضخمين برؤوس كبيرة وضخمة وأنياب طويلة وأسنان حادة.

اختبأ جوني في جوف شجرة، ولم يفكر إلا في إنقاذ نفسه، وبعد أن شعر بالأمان اختلس النظر من مخبأه وشاهدهما وهما يعملان، ثمّ التقط حصاة ورماها بقوة على أحدهما وضربه بضربة قوية على رأسه، فاستدار العملاق من شدة ألمه على الفور على رفيقه وألقى عليه باللوم في ضربه له بكلمات وشتائم قوية، ولكن الآخر نفى بغضب أنّه ألقى الحصاة عليه، تابع جوني الآن ردة فعلهما وبدأ يفكر بمكافأة الملك والزواج من ابنته.

ظلّ ساكناً ويراقب بعناية، وينتظر فرصة لتوجيه ضربة أخرى، وسرعان ما وجدها وذهبت حصاة أخرى على رأس العملاق الذي هاجم رفيقه بغضب، وتعارك الاثنان مع بعضهما البعض حتى تعبوا تمامًا، ثمّ جلسوا على جذوع الأشجار للتنفس والراحة واستعادة عافيتهم وأثناء جلوسهم، قال أحدهم: حسنًا لم يكن جيش الملك بأكمله قادرًا على قتلنا، لكنني أخشى الآن بعد هذا التعب أن تقدر امرأة عجوز على جرنا بحبل دون مقاومة منّا.

قال جوني وهو يقفز من مخبأه: إذا كان الأمر كذلك فماذا تقول لجوني جلوكس بسيفه القديم؟ ثمّ سقط عليهما بقوة وقطع رأسيهما ورجع منتصراً حيث استقبله الملك بفرح وحيّاه على قوته وشجاعته في تخليص بلده من العملاقين الشريرين، ونفذ وعده له بالزواج من ابنته، وعاش لفترة في سلام وسعادة ولم يخبر أبدًا عن الطريقة التي اتبعها في تعامله مع العمالقة.

وبعد مرور بعض الوقت اندلع تمرد بين رعايا والد زوجته، وتمّ اختيار جون بسبب قوته وشجاعته لقمع التمرد، فصعد على أعنف حصان وانطلق في مهمته اليائسة، لم يكن معتادًا على ركوب الخيل وسرعان ما فقد السيطرة على حصانه الذي انطلق بأقصى سرعة في اتجاه جيش المتمردين، وعندما مرّ تحت المشنقة التي كانت تقف على جانب الطريق حيث كانت المشنقة قديمة نوعاً ما وسقطت من أسفل على رقبة الحصان وقطعتها.

ولا يزال الحصان يركض دون توقف وبقي يتقدم بسرعة شديدة نحو المتمردين وعند رؤية هذا المنظر الغريب يقترب منهم بهذه السرعة سيطر عليهم الرعب، وصرخوا لبعضهم البعض: انظروا هناك يأتي جوني غلوكس الذي قتل العملاقين مع حبل المشنقة على رقبة حصانه ليشنقنا جميعًا، ولقد كسروا صفوفهم وفروا في ذعر ولم يتوقفوا أبدًا حتى وصلوا إلى منازلهم، وهكذا كان جوني جلوكس منتصراً للمرة الثانية، لذلك في الوقت المناسب اعتلى العرش وعاش كملك حياة طويلة وسعيدة.


شارك المقالة: