قصة جوينيبوس

اقرأ في هذا المقال


قصة جوينيبوس أو (The Gwineeboos) هي من الحكايات الشعبية الأسترالية والأساطير الشعبية والحضرية التي تطورت في أستراليا من أساطير السكان الأصليين الأستراليين إلى الفولكلور الاستعماري والمعاصر بما في ذلك الأشخاص والأماكن والأحداث التي لعبت دورًا في تشكيل الثقافة والصورة والتقاليد التي نراها اليوم في أستراليا.

الشخصيات:

  • جوينبو.
  • غوماي.
  • الطفل الصغير.
  • الصيادون. 

قصة جوينيبوس الورد الأحمر:

كانت جوينبو وغوماي أسفل الخور يومًا ما يجلبان بلح البحر للحصول على الطعام، وفجأة رأين كنغر قفز في الماء بجانبهنّ، كنّ يعتقدن أنّه لا بد أنّه قد هرب من الصيادين الذين ربما كانوا يلاحقونه، لذلك امسكت وينبو بسرعة عصا الخيزران الخاصة بها وطرقت الكنغر على رأسه، تمّ القبض عليه في حشائش الخور فلم يستطع الهروب.

عندما قتلت المرأتين الكنغر أخفتا جسده تحت الحشائش في الخور خوفًا من إخراجه وطهيه على الفور، لئلا يأتي الصيادون ويطالبون به. شاهدهم الابن الصغير لجوينيبو من الضفة الأخرى للنهر وبعد إخفاء الكنغر، التقطت النساء بلح البحر وتجهزن للعودة إلى بيوتهن عندها جاء الصيادون الذين تعقبوا الكنغر مباشرة إلى الخور، فلما رأوا النساء قالوا: هل رأيتن كنغر؟ أجابت النساء: لا، لم نر أي كنغر.

فقال الصيادون: هذا غريب، لأنّنا تتبعناه حتّى هنا، فأجابت النساء: لم نر أي كنغر، لقد كنّا نحفر بلح البحر للحصول على الطعام، تعالوا إلى معسكرنا وسنقدم لكم بعضًا منها عندما يتم طهيها، تبع الشباب الحائرون في أذهانهم النساء إلى معسكرهن، وعندما تمّ طهي بلح البحر انضم الصيادون إلى النساء المسنات في العشاء، كان الطفل الصغير لا يأكل بلح البحر.

وظلّ يبكي لوالدته جوينيبو وهو يقول: أريد كنغر، أريد كنغر، لا بد أنّه موجود في مكان ما هنا، قال جوينيبو العجوز: أوه لا، إنّه يبكي من أجل أي شيء يفكر فيه، وفي بعض الأيام من أجل الكنغر، إنّه مجرد صبي صغير ولا يعرف ماذا يريد، ولكن لا يزال الطفل يقول: جوينيبو.  أريد كنغر، كانت جوماي غاضبة جدًا من جوينيبو الصغير لاستمراره في طلب الكنغر وبالتالي جعل الشباب يشتبهون.

لدرجة أنّها ضربته بشدة على فمه لإبقائه هادئًا حتّى أنّ الدم نزل من فمه على صدره مما أدى إلى تلطيخه باللون الأحمر، وعندما رأت هذا غضبت العجوز جوينيبو بدورها وضربت العجوز جوماي التي ردت بالضربة عليها، وهكذا بدأ القتال وكانتا تشتمان بعضهما بكلمات أكثر من الضربات، لذلك كانت الضوضاء عظيمة النساء يتقاتلن، وجوينيبو الصغير يبكي.

ولم يكن معروفاً تمامًا معرفة ما إذا كان يبكي لأنّ جوماي قد ضربته، أو لأنّ والدته كانت تتشاجر أو لأنّه لا يزال يريد الكنغر، فقال أحد الصيادين لصديقه: يبدو أنّ لديهنّ الكنغر مخبأ في مكان ما، دعنا نهرب الآن في حالة من الارتباك، سنختبئ فقط ثمّ نعود بعد قليل  ونفاجئهنّ، وذهبوا بهدوء، وبمجرد أن لاحظت المرأتان أنّهم رحلوا، توقفتا عن القتال.

وقررتا طهي الكنغر، راقبن الشباب بعيدًا عن الأنظار، وانتظرن بعض الوقت للتأكد من مغادرتهم، ثم سارعنّ للأسفل للحصول على الكنغر، وقمن بسحبه وأشعلن نارًا كبيرة لطهيها، عندما جاء الصيادين قائلين: آه، لقد اعتقدنا ذلك، كان لديكنّ كنغرنا طوال الوقت لقد كان ابن جوينيبو الصغير على حق، قالت النساء: لكننا قتلناه، قال الرجال: لكننا اصطادناها هنا.

وهكذا أمسكوا الكنغر وسحبوه بعيدًا إلى مسافة ما حيث أشعلوا النار وطهوه، وذهبت غوماي وجوينيبو وابنها الصغير إلى الصيادين وتوسلوا للحصول على بعض اللحم، لكنّ الشباب لم يعطوهن شيئًا على الرغم من بكاء الصغير من أجل البعض من اللحم، لكن الصيادون قالوا: إنّهم يفضلون إلقاء ما لا يريدون للصقور على إعطائه للنساء أو الأطفال.

أخيرًا، بعد أن رأينّ أنه لا أمل في الحصول على أي منها، ذهبت النساء بعيدًا، وبنين بيتاً كبيرًا من القش لأنفسهن، وأغلقن على أنفسهنّ والصبي الصغير فيه، ثمّ بدأن في غناء أغنية وكنّ يدعون على الصيادين في هذه الأغنية بأن تهب عاصفة لتدمير أعدائهن، في البداية كنّ يبدأن الغناء ببطء شديد وبهدوء، ثم ازددن تدريجيًا بشكل أسرع وأعلى صوتًا حتّى كدن يصرخن بصوت أعلى.

وكان الكلام الذي قلنه يعني: تعالي يا حجارة البرد، تعالي أيتها الريح وليأتي المطر، تعال أيها البرق وبينما كنّ يهتفن ظلّ الصغير يبكي، ولم يشعر بالراحة، وسرعان ما هبّت بضع قطرات كبيرة من المطر، ثم هبت ريح شديدة ومع هدوء ذلك ازداد المطر، ثمّ جاء الرعد والبرق وأصبح الهواء شديد البرودة، وجاءت عاصفة بَرَد لا ترحم، وسقطت حجارة برد أكبر من بيضة بطة.

مما أدى إلى قطع أوراق الأشجار وقسم لحاءها، ثمّ جاء الصيادون  مسرعين إلى جانب كوخهما وتوسلا النساء للسماح لهم بالدخول، صرخت جوينيبو: لم يكن هناك لحم كنغر بالنسبة لنا، ولا يوجد مأوى لكم بيننا اطلبوا المأوى من الصقور الذين أطعتموهم، وتوسل الرجال للسماح لهم بالدخول مرة أخرى، وقالوا إنهم سوف يصطادون مرة أخرى ويحصلون على الكنغر من أجل النساء.

وليس كنغراً واحدًا بل كثير منهم، وصرخت النساء مرة أخرى: لم تستمعوا حتّى إلى بكاء طفل صغير، فمن الأفضل أن تموتوا واشتعلت العاصفة وغنت النساء بصوت أعلى: كانت العاصفة طويلة وشديدة للغاية لدرجة أن الشباب لا بد أنهم هلكوا لولا تحولهم إلى طيور أولاً، وتمّ تحويلهم من طيور وبعد ذلك إلى نجوم في السماء، حيث هم الآن مع الكنغر بينهما، ولا يزالون يحملون الأسماء التي حملوها على الأرض.


شارك المقالة: