تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الصادرة عن الأدب الأمريكي، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول قصة حب دارت بين شاب وفتاة، ولكن علاقة الحب تلك انتهت بنهاية غير سعيدة، إذ أن القدر حينما يشاء لا يعرف أحد.
قصة حب من الأدب الأمريكي
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول شاب يدعى أوليفر باريت، حيث أنه ذلك الشاب ينتمي إلى إحدى الطبقات الأرستقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما كان الوريث الوحيد لعائلته والتي هي من أغنى وأثرى العائلات في أمريكيا كافة، وكان يقيم مع عائلته في أحد القصور الملكية الواقعة على الساحل الشرقي من الولايات المتحدة.
وأوليفر هو من الشاب الذين يتميزون بأسلوب راقي وعلى مستوى عالي من الذوق الرفيع، وهو في ذلك الوقت من الزمن كان يرتاد إحدى الجامعات الأمريكية والتي تعرف باسم جامعة هارفارد، وفي تلك الجامعة كان هو فتى أحلام الطالبات كافة في الجامعة، حيث أنه ما عدا أنه إنسان ثري ولديه ممتلكات ثراء وأموال طائلة وهو كذلك إنسان جذاب وذا مظهر أنيق ولطيف في التعامل مع الآخرين.
وأثناء دراسته في تلك الجامعة التقى بإحدى الفتيات التي تعرف باسم جينيفر، ومن قِبل الجميع يتم مناداتها باسم جيني، وقد كانت تلك الفتاة هي طالبة ترتاد معه ذات الجامعة وتعرف بأنها تنتمي إلى الطبقة العاملة الكلاسيكية، وقد كانت جيني تعيش على مبدأ الراديكالية، وما يقصد بذلك المصطلح تحقيق إصلاحات جذرية من خلال السير على نهج الحركات الدبلوماسية والأحزاب، وفي تلك الأثناء على الرغم من اختلاف الطبقات بينهم واختلاف مبادئ كل منهما، إلا أنها من أول يوم التقيا فيه مع بعضهم البعض وقوعا في عشق بعضهما البعض، وأصبحت تربطهم علاقة حب قوية.
وقد كانت جيني من الفتيات الطموحات ولم يكن هناك أي حدود لطموحاتها وأحلامها، وأول حلم كانت ترغب في تحقيقه وهو من ضمن خططها المستقبلية هو السفر إلى مدينة باريس؛ وذلك من أجل استكمال دراستها، وفي يوم من الأيام بينما كان يتسامران ويتحدثان في أحلامهما صرحت له جيني أنها سوف تعزم بالسفر إلى باريس من أجل دراستها وبدأت بالحديث حول الأحلام التي تسعى إلى تحقيقها، وهنا أول ما سمع بتصريحها تلك سرعان ما ثار به الغضب؛ وذلك لأنه طوال حديثها عن مستقبلها لم تقوم بذكرة على الاطلاق، فقام بالاقتراح عليها أن تقوم بالسفر برفقته إلى قصر عائلته، إذ رغب في أن تطلع على حياتهما وتعرف طباع والديه قبل أن يقوم بطلب الزواج منها.
وبعد أن وافقت جيني وسافروا إلى ذلك القصر، في ذلك الوقت بعد أن تعرفت جيني على كافة أفراد عائلته عن قرب ودار بينهما العديد من الأحاديث وتعرفوا عليها هم كذلك، لم يشعر والداه بالرضا عن جيني، وفي ذلك اليوم قام والد أوليفر بتهديده في حال فكر مجرد تفكير في الزواج من جيني، وأول ما هدده به هو أنه سوف يقطع عنه كافة الإمدادات المالية ويسحب منه كافة الممتلكات التي كان قد وثقها فيما سبق باسمه، وقد كان ذلك التهديد شديد اللهجة، ولكن ما حدث كانت صدمة كبيرة للجميع، حيث أن أوليفر تحداهم جميعاً وعارض إرادة والده وعقد على الزواج من جيني، وفي يوم زفافه أخبر والده أنه لا يريد منه أي شيء على الاطلاق، وأنه سوف يعمل بجد ويعتمد على نفسه في تأمين حياته.
وفي ذلك الوقت بعد مرور أيام بسيطة على حفل الزفاف بدأ كل من أوليفر وجيني بالبحث عن عمل من أجل تأمين مصاريف الدراسة لأوليفر، فتخصصه الحقوق كانت مصاريفه مكلفة جداً في جامعة هارفارد، وهنا اضطرت جيني من أجل أن تعمل كمدرسة في إحدى المدارس حتى يتخرج أوليفر من الجامعة، وأول ما تخرج أوليفر سرعان ما حصل على وظيفة كمحامي في إحدى الشركات المرموقة في مدينة نيويورك.
ومن هنا بدأت تتحسن أوضاعهم المالية وقد قررا كليهما أن ينجبا طفل، في بداية الأمر كان الحمل لا يحدث، وهنا بعد انتظارهم لعدة شهور قررا أن يقوما بعمل مجموعة من الاختبارات في إحدى المستشفيات، وبعد ظهور نتائج تلك الاختبارات قام الطبيب بإخبار أوليفر أن جيني تعاني من أحد أنواع الأمراض الخطيرة وهو ما يعرف بمرض السرطان.
وفي تلك اللحظة أول ما سمع أوليفر بتلك التصريحات من الطبيب حاول أن يبدو في حالة طبيعية أمام جيني، فقد قرر أن لا يخبرها بوضعها الصحي، ولكن قام الطبيب بشرح حالتها لها، وهنا أدركت أنها في حالة صحية سيئة للغاية، ومن أجل أن يغير من حالتها النفسية قام أوليفر بشراء تذكرتين سفر إلى مدينة باريس، ولكن جيني بعد أن عرفت أنها في مرحلة متأخرة من المرض رفضت السفر، وقد صرحت في تلك الأثناء أنها ترغب في قضاء بعض الوقت معه فقط.
ثم بعد ذلك قرر أوليفر أن ينبغي عليه أن يحاول تأمين مبلغ مالي من أجل محاولة علاج جيني من ذلك المرض، وأول فكر به هو التوجه إلى والده من أجل أن يطلب منه المال الذي يحتاجه في علاج جيني من ذلك المرض، ولكن لم يخبر أوليفر والده عن السبب الذي يريد من أجله النقود، وعندما سأله والده فيما إذا كان يريد المال لأنه أوقع الفتاة في مشكلة، فيرد عليه أوليفر أنه كذلك، فكتب له والده شيك بالمبلغ المطلوب على الفور.
وفي اليوم التالي ساءت حالة جيني الصحية ولهذا اضطرت إلى دخول المستشفى، وفي هذه المرة أخبره الطبيب أنه يتوجب عليه أن يجهز من أجل إقامة مراسم الجنازة، إذ وصلت إلى حد الموت، وبالفعل بدأ أوليفر يقوم بترتيبات جنازتها مع والدها، وفي لحظة من اللحظات بينما كانت على سريرها في المستشفى طلبت من زوجها أوليفر أن لا يلوم نفسه بعد وفاتها، ولكنه رد عليها أن مسرور جداً بزواجه منها، كما أنه كان سعيد حينما تكبد عناء تلك الحياة وتزوج بها، وهنا أشارت له أن يقوم باحتضانها للمرة الأخيرة قبل أن تموت.
وفي تلك الأثناء بينما غادر أوليفر إلى خارج المستشفى وهو في حالة من الحزن الشديد يشاهد أمامه والده حيث جاء مسرعًا من مدينة ماساتشوستس إلى مدينة نيويورك، وصرح لأوليفر أنه أول ما علم بخبر مرض جيني أسرع بالقدوم من أجل أن يعرض المساعدة عليه، ولكن هنا أخبره أوليفر أن جيني قد توفيت، وأخيراً اعتذر منه والده على ما بدر منه في السابق ولكن أوليفر رد عليه بقوله: إن الحب الحقيقي يعنى به هو أن لا تضطر أبدًا لأن تعتذر، وبعد عدة أيام عاد للتزلج على الجليد في ذات المكان الذي كان يتزلج فيه وشاهدته به جيني قبل دخولها المستشفى للمرة الأخيرة.