قصة أسطورة مانكو كاباك

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول أحد الحكام الذي جاء من كوكب آخر وأسس إمبراطورية في واحدة من المناطق، وأول ما قام به هو أنه قام بنشر الحضارة بين الشعوب التي كانت مقيمة هناك، ومن ثم قام باختيار أرض مناسبة لإمبراطورته.

الشخصيات

  • مانكو كاباك
  • زوجته مانكو أوكلو
  • والد مانكو
  • الابن بورو
  • الابن روكا

قصة أسطورة مانكو كاباك

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في واحدة من المناطق التابعة إلى أمريكا الجنوبية، وما هو معروف عن تلك المناطق أنه كان يدور بها العديد من الأحداث لشعوب وقبائل مختلفة، حيث أنه في يوم من الأيام على تلك الأرض كان أحد الحكام ويدعى مانكو، وقد كان ذلك الحاكم هو من الحكام الذي تعيش عائلته في واحد من الكواكب الأخرى، وفي يوم من الأيام اقترح عليه والده أن يقوم بالذهاب إلى كوكب الأرض والاستقرار هناك؛ وذلك لعدة أسباب منها أن يقوم بتعليم تلك الشعوب التي تقيم على ذلك الكوكب الحضارة والثقافة التي لم يكن بعد قد وصلوا إليها.

بالإضافة إلى أن يختار مساحة من الأراضي يقيم عليها امبراطورية خاصة به ويحكمها بنفسه، لم يكن لدى مانكو أي اعتراض على ذلك الاقتراح، وعلى الفور وافق عليه، وحسب ما تم ذكره في كتب التاريخ التي دونها المؤرخون أن مانكو هو ما كان أول حاكم قام بتأسيس إمبراطورية فوق تلك المناطق.

كانت تلك الأحداث تدور في القرن الثاني عشر، وأول ما قام مانكو بالتجهز من أجل الوصول إلى تلك المناطق طالب بعض من اتباعه وحاشيته أن يقوموا بجمع له العديد من المعلومات حول تلك الشعوب التي تقيم على تلك المناطق، وأول ما وصلت إليه أخبارهم أدرك أنهم بعيدين كل البعد عن ميزات الحضارة والتقدم والازدهار، وقد كان سكان تلك المناطق جميعهم مقيمين في منطقة واحدة وهي إحدى البحيرات التي تعرف باسم بحيرة تيتيكاكا.

كما أن تصرفات تلك الشعوب كانت تشبه إلى حد كبير تصرفات وسلوكيات الوحوش، وفي أغلب الأوقات كان ينسب مانكو حياتهم بتلك الطريقة على أنها جراء ابتعادهم عن الامتثال إلى الانضباط ولا تحكمهم أي قواعد وقوانين، وعلاوة على ذلك كله كان لا يرأسهم حاكم أو ملك يمتثلون إليه.

وبعد أن مضى مانكو بعض الوقت وألقى بنفسه نظره على تلك الحياة التي تعيشها تلك الشعوب، قام بإرسال أبنائه إلى تلك المناطق، بالإضافة إلى زوجته والتي تدعى أوكلو، ولكن قام بتقسيم الشعوب عليهم وكل واحد منهم قد تولى أمور مجموعة وبدأ في تعليمها أسس ومعايير الحضارة والتطور الذي وصلت إليه الأمم والشعوب الأخرى، ولكن ما كان غريب في ذلك الوقت هو أن والد مانكو بين الحين والآخر كان يقوم بإرسال واحد من أشقاء مانكو من أجل التعرف على ما وصل إليه مانكو مع الشعوب، ومانكو بدوره كان يقوم بقتل كل من يصل من أشقاءه ويدفنه في بقع منخفضة جداً في باطن الأرض، إذ أراد أن يستفرد بتلك المناطق ويمتلكها بمفرده دون أن يشاركه بها أحد.

وبعد أن كان كل واحد من أبناء مانكو يقوم بمهمته، بدأ مانكو في التفكير في الخطة التالية، وهي ما كانت تتجسد في العثور على أرض مناسبة حتى يقيم عليها مملكته وإمبراطورته الخاصة به، وفي لحظة من اللحظات بينما كان يفكر في أن كيف له أن يجد الأرض المناسبة تذكر أنه في يوم من الأيام قام والده بتقديم له عصى مصنوعة من معدن الذهب الخالص، وقد كان قد أشار له والده في حين أراد أن يعرف الأرض الخصبة والجيدة من الأرض غير الصالحة للسكن كل ما عليه هو أن يقوم بغرز تلك العصى بالأرض، فإن انسابت تلك العصى إلى باطن الأرض دون أن يعترض طريقها أي شيء كانت تلك الأرض خصبة ومناسبة.

وفي حال قام بغرز تلك العصى ووجد أنها لم تغرس وتنساب إلى باطن الأرض واعترض طريقها شيء ما، فإن تلك الأرض تكون غير مناسبة للسكن ولا حتى للزراعة، كما أوصاه والده بأنه حينما يصل من خلال تلك العصى إلى الأرض المناسبة يقوم ببناء صرح تعليمي في ذات المنطقة التي غرست بها العصى وأن يتخلل ذلك التعليم التطرق إلى القيم والمبادئ الدينية وغرسها داخل الناس؛ وذلك لأن ذلك الأمر سوف يهون عليه الارتقاء بهم.

وفقا للتعليمات التي تلقاها مانكو أول مكان فكر في البحث به عن الأرض كانت في المناطق التي تحيط بجبال الأنديز بالإضافة إلى الوديان المحيطة بها، فحسب نظرته الشمولية للمنطقة كان يرى أن هناك هي أفضل المناطق الموجودة على الاطلاق، ومن خلال العديد من عمليات البحث التي قام بها في تلك الأماكن توصل في النهاية إلى أحد الوديان الموجودة هناك وهو ما يعرف باسم وادي كوسكو، وأول ما وصل إلى هناك قام بوضع العصى الذهبية وغرس بها إلى داخل باطن الأرض.

وفي تلك المنطقة دخلت العصى الذهبية إلى جوف الأرض دون أن يعترضها أي شيء، ودون مقاومة حتى، وأول ما توصل إلى ذلك المكان قام مانكو باستدعاء كافة أبنائه وزوجته والشعوب إلى ذلك الموقع حيث استقروا فيه، وقد كان ذلك الوقت في اليوم الأول من القرن الثاني عشر.

وقد كانت تلك الفترة هي الفترة التي تأسست بها إمبراطورية مانكو والذي أطلق عليها اسم الإنكا، وقد كانت إقامته مع الشعوب على تلك الأرض أكبر حدث تاريخي قد حدث على تلك الأرض، وأول ما استقر مانكو في تلك المناطق أنجب أخر أطفاله والذي أطلق عليه اسم بورو، كما أنه أطلق على تلك المدينة التي استقر بها اسم مدينة تامبوتوكو، وهي ذاتها المدينة التي تقع في إحدى المقاطعات والتي تعرف باسم مقاطعة بوماركو التابعة إلى واحدة من الولايات والتي تعرف في الوقت الحالي باسم ولاية بيرو.

ومنذ ذلك الوقت الذي استقر بها مانكو في تلك المدينة أصبحت تلك المدينة ملجأ للعديد من قبائل البدو الذين تم نفيهم من قبل الغزوات الأيمارانية عبر العصور القديمة، وحسب ما دون في كتب التاريخ أن مانكو مع مرور الوقت أصبح حاكم على شعب أيلو بعد أن توفي والده.

وقد كانت تلك القبائل تتألف من أعداد هائلة لعشرات من العائلات، وقد كان يتزامن مسار رحلاتهم التي كانت من خلال وادي كوسكو مع تقسيم مانكو إلى المناطق إلى حوالي أربعة من المقاطعات، وقد كان مانكو يرغب بالاستيطان مع شعوبه في جزء منها وليس جميعها، ولذلك كان توافد قبائل البدو من الأمور غير المعارض عليها، وفي ذلك الوقت كانت المقاطعات الأخرى تسكنها قبائل أكبر وأكثر قوة.

كما كان مانكو وشعبه كانوا في كثير من الأحيان يتعرضون للهجوم من قِبل قوات أخرى، وبقيت تلك الشعوب مقيمة هناك حتى أواخر القرن الرابع عشر، وبين الحين والآخر كان يتم توسعة إمبراطورية، وأصبح شعبه من أقوى الشعوب بين القبائل.

وفي النهاية توفي مانكو لأسباب طبيعية وترك خلفه ابنه ويدعى روكا وقد تولى أمور الحكم على مدينة كوسكو والقبائل الموجودة فيها، وتم الاحتفاظ بجثة مانكو من خلال القيام بعملية تحنيط لها في ذات المدينة حتى القرن الخامس عشر، إذ طالب الحاكم في ذلك الوقت بنقلها إلى المناطق المحيطة ببحيرة تيتيكاكا، ولغاية هذا اليوم  لم يتبقى لمانكو سوى تمثال له في وسط المدينة لتكريم إرثه.

العبرة من القصة هو أنه حدث عبر العصور العديد من الأحداث التاريخية وتأسست حضارات جديدة لم تكن موجودة من الأصل، والتي بدورها ساهمت في نشر الثقافة والتقدم.


شارك المقالة: