هناك العديد من الأشخاص الذين يمتلكون قدرات خارقة في إيجاد المخارج والثغرات في أي مكان يوضعون به، وإن دلّ ذلك على شيء، فإنما يدل على شدة الذكاء الذي يتمتع به الشخص، تماماً كالشخصية الرئيسية في قصتنا لهذا اليوم.
قصة خطة هروب
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول أحد الرجال والذي يدعى برسيلين وهو ما كان يعمل كخبير أمني متخصص ومهندس في مجال بناء السجون، وقد كان ذلك المهندس تستعين به الهيئات الخاصة بالسجون الواقعة في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل القيام بتصميم السجون وإحكام نظامها الأمني، وقد كان يتم ذلك الأمر من خلال إبرام عقد بين الشركة التي تعود ملكيتها إليه وإلى شريكه الذي يدعى كلارك وبينهم، وفي يوم من الأيام تم إبرام عقد مع أحد السجون وبمقتضى ذلك العقد قام برسيلين بقضاء بعض الوقت في أحد السجون من أجل البحث حول الثغرات الأمنية الموجودة به.
ومن أول ما وصل إلى إحدى الثغرات تمكن من الهروب عبرها، وعلى إثر ذلك تم دفع له من قِبل الدولة الملايين من الدولارات، ومن ثم قام بمعالجة تلك الثغرات الموجودة في السجون الفيدرالية، وقد مضى المهندس على هذا الحال في إيجاد الثغرات والقيام بالهروب منها وإعادة بمعالجتها فترة طويلة حتى أنه أُطلق عليه بطل السجون.
وقد كان البطل الفذ يعتمد في عملية الهرب على دراسة الأماكن بالسجن، وفي مرة من المرات تمكن الفرار من أحد السجون في غضون سبع دقائق، وهكذا كان يتلقى وشركته مبالغ مالية طائلة، وفي يوم من الأيام تلقى المهندس عرض جديد من أجل محاولة الفرار من أحد السجون الخاصة، والذي كان مبني بشكل محكم للغاية، وقد أكد الجميع أن ثغراته منعدمة، كما أن مكانه سري للغاية ولا يمكن الكشف عنه لأغراض أمنية، وقد كان ذلك العرض مقدم إليه من قِبل سيدة تدعى جيسيكا، وهي ما تعمل كممثلة لوكالة الاستخبارات المركزية التابعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان ذلك العرض مقابل أن يتم منح شركته ما يقارب على المليون دولار أمريكي.
وبينما كان يفكر المهندس في العرض أقنعه شريكه كلارك بأن يخوض تلك المغامرة، وقد أشار إليه إلى أن المبلغ يستحق الخوض بها، في حين أن مساعديه الاثنين واللذان يدعيان الأول المساعدة أبيفيل والمساعد الثاني الذي يدعى هوش كان لديهما بعض القلق حيال تلك المهمة، ولكن في النهاية وافق المهندس على العرض كنوع من التحدي لنفسه، وفي تلك الأثناء تم منحه اسم بروتوس والذي سوف يتم توقيفه به ونقله للسجن، وقد أخبروه أن مدير السجن على علم بهويته الحقيقية في حال حدوث أي عارض.
وفي ذلك الحين لم تطمئن مساعدته أبيفيل للعرض واقترحت عليه أن يرتدي جهاز للتتبع، ولكن ما حدث قبل الإمساك به هو أنه تم خطفه عن طريق مجموعة من القوات المسلحة، وتم نزع جهاز التتبع منه كما تم تخديره، ولم يفق من غيبوبته إلا بعد أن اعتلى طائرة الهليكوبتر، وأول ما تم الوصول إلى المكان المراد قام رجل بضربه ليفقد الوعي مرة أخرى، ولم يفيق إلا حينما تم وضعه في الزنزانة.
كان ذلك السجن مختلف تماماً عن ما عهده المهندس من قبل، فقد كانت الزنازين معلقة في الهواء على ارتفاع يقارب على العشرين قدم، وتشبه إلى حد كبير المكعبات الزجاجية، وجميع الحراس يرتدون بدلات سوداء وأقنعة موحدة تجعل من الصعب جداً التفريق بينهم، وحينما التقى المهندس مع مدير السجن والذي يدعى هوبز أخبره أنه سوف يبقى في السجن مدى حياته.
وفي ذلك السجن مرت أيام ولم يتمكن المهندس من إيجاد منفذ للهرب، وهناك التقى مع نزيل يدعى رتماي وهو من أصول ألمانية وهو ما كان صديق لشخص يدعى منهامي وهو أحد كبار قادة عصابات المافيا والذي كان مدير السجن يحلم من أجل الإمساك به، ولكن رتماي لم يخونه ويعترف عنه.
ويوماً بعد يوم يتقرب رتماي من المهندس، وحينما تتوطد العلاقة بينهما أخبره المهندس أنه ليس بروتوس، إنما السيد برسيلين وهو ما يعمل في مجال التصميم للسجون، وهنا طلب منه المساعدة مقابل أن يقوم بتهريبه معه، وفي تلك الأثناء قاما باختلاق عراك تم على إثره نقلهم إلى السجن الانفرادي وهناك تمكن المهندس من إجراء دراسة على تلك الزنزانة، ولم يعثر بها على مخرج ابداً، وكل ما كان هنالك هو أربعة مسامير تحتاج للتحريك بشيء معدني صلب، ومن خلال دراسته لمدى رطوبة المكان أدرك أنهم في مكان منخفض عن سطح الأرض.
وبينما كانا يتناولان وجبة الغذاء طلب المهندس من رتماي أن يقوم بإحضار شيء معدني له شكل مستدير؛ وذلك حتى يكون صالح لتحريك المسامير، وفي تلك الأثناء طلب رتماي مقابلة مدير السجن؛ وقد برر ذلك بأنه لديه معلومات عن زعيم المافيا يريد أن يدلي بها، وعلى الفور وافق مدير السجن على طلبه وبينا اخذهما الحديث مع بعضهم البعض حاول رتماي أن يضيع وقته في الكلام كما قام رسم بعض الملامح المغلوطة حتى يجد ما يبحث عنه.
ولكن لم يكن صبر مدير السجن طويلاً، إذ طفح معه الكيل وطلب من عناصره ضربه، وعلى أرضية مكتب مدير السجن وجد رتماي مطلبه، وسرعان ما قام بالاحتفاظ بالقطعة المعدنية بين ملابسه، وحينما عاد نحو المهندس قدمها له، ولكن ما حدث هو أن مدير السجن لم يشعر بالطمأنينة لوجود الاثنين سوياً وقام بفصلهم عن بعضهم البعض.
ثم بعد ذلك استدعى مدير السجن المهندس وأخبره أنه في الحقيقة يعرف هويته الأصلية، ولكن هناك ما دفع لمكوثه داخل السجن مدى الحياة، وهنا عرض عليه المهندس أن يقوم بخيانة رتماي وإمداده بكافة المعلومات عن زعيم المافيا، ولكن في الحقيقة قدم لمدير السجن معلومات خاطئة، وحينما عادا كل من رتماي والمهندس إلى السجن مع الجميع افتعلا مشاجرة، وبينما كانت المشاجرة في أوجها تم نقل المهندس مرة أخرى إلى السجن الانفرادي، وهناك تمكن من إزاحة المسامير.
واكتشف وجود أنبوب طويل أوصله إلى سطح السجن، وفي ذلك الوقت كان هناك سفينة في وسط البحر، وتلك السفينة تشبه إلى حد كبير ناقلة النفط العملاقة، ومن هنا رجع المهندس وهو محبط وأخبر رتماي بكل ما شاهده وأن الأمر معقد للغاية، وأنه لا بد من الحصول على مساعدة من شخص من الداخل، وأول ما فكر به هو طبيب السجن الذي شعر أن لديه ضمير حين التقى به في إحدى المرات، فطلب من رتماي أن يقوم بجرحه حتى يقوموا بنقله لعيادة الطبيب والحديث معه حول الأمر.
وبالفعل قام رتماي بجرحه في مكان جرح سطحي في منطقة الساق، وبعد إجراء عدد من التحريات والبحث هنا وهناك اكتملت أركان الهرب، وقد انظم إليهم سجين يدعى جافيد، وهو ما طُلب منه افتعال المشاجرات من أجل إلهاء الجميع والفرار، ولكن كان هناك مجسمات وضعت حتى تتم رصد الحركة واستطاعت كشفهم.
وعلى الفور قام رجال مدير السجن بمطاردتهم وقد تمكنوا من إصابة جافيد إصابة بالغة، فطلب منهم المهندس صعود نحو سطح السفينة ريثما يتمكن من فصل الطاقة عن السفينة، وبالفعل نجح في ذلك وعطل الأبواب والمحركات وفصل الكهرباء، ولكن جافيد شعر أنه لن يصمد لفترة طويلة فطلب منهم أسلحتهم وأخذ بقتل الحراس واحدا تلو الأخر إلى أن قضوا عليه، وفي تلك الأثناء وصل رجال رتماي حاملين معهم طائرة الإنقاذ وعلى الفور صعد إليها، وعلى الرغم من رفضه للمغادرة بدون المهندس، إلا أن تضاعفت القوات المسلحة على السطح وكانت سوف يتم إسقاط الطائرة لو لم تتحرك على الفور.
وأما عن مدير السجن فقد تمكن من إعادة تشغيل محركات الطاقة، وأخذت الخزانات تمتلئ بالمياه من جديد، وعلى الفور بدأ بالبحث عن المهندس ولكن دون جدوى، فقد كان مختبئ داخل خزانات المياه التي تصب مائها في المحيط، وحينما تم الضغط الهائل للمياه انطلق المهندس حرًا في عمق المحيط، وسبح للسطح حتى شاهده رتماي وهبط بالطائرة لاجتذابه.
وأول ما وصلا إلى شاطئ البحر كان بانتظارهم سيارة ذات لون أسود بها ممثلة مكتب الاستخبارات جيسيكا، وهي ما كانت ذاتها ابنة رتماي والذي لم يكن اسمه رتماي في الحقيقية، بل هو زعيم المافيا الرجل الذي ظل مدير يبحث عنه لسنوات، وأخبرت جيسيكا المهندس أن العقد بينهم قد تم لإرساله لإنقاذ أبيها.