هناك الكثير من الأشخاص الذين كانوا يحلمون بتحقيق أحلامهم ولم يتمكنوا من ذلك، فيبنون أمالاً في أن يحققوا أبنائهم ما كانوا يحلمون به، ولكن هل ممكن أن يكون بطل مصارعة يوعز إلى ابنته الأنثى في أن تكون بطله في لعبة المصارعة؟!، إذ أنه من العروف أن هذا النوع من الرياضات يكون للذكور، تابع معنا عزيزي القارئ للنهاية لنرى مع حدث مع بطل قصتنا لهذا اليوم.
قصة دانجال
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة الهند، وقد كانت الشخصية الرئيسية في هذه القصة هو أحد أبطال رياضة المصارعة الذي يدعى السيد ماها فير، حيث أن ذلك اللاعب كان باستمرار يطمح إلى أن يحصل على الميدالية الذهبية، ولم يكن ذلك الحلم من أجل نفسه فقط، بل من أجل أن يرفع اسم بلاده عالياً في كافة أرجاء العالم، ولكن الظروف قد عاندته، حيث أنه في يوم من الأيام طلبه والده من أجل التباحث معه حول تلك الرياضة، وحينما جلس إليه أخبره أنه ينبغي عليه أن يقوم بتأسيس عمل خاص به، وذلك لأنّه سوف يكوّن له عائلة ومن المفروض أن يكون له دخل ثابت.
في البداية عارض ماها فير ذلك الأمر، إذ كان شغوفاً بلعبة المصارعة، ولا يفكر في أن يقوم بأي شيء غيرها، ولكن في تلك اللحظة أجبره والده على التخلي عن هذه الرياضة من أجل الحصول على عمل يدر عليه دخل يؤمن به مستقبله، وفي تلك الأثناء لم يعد أمام ماها فير إلى أن يوافق على ذلك الأمر، وهنا قطع اللاعب على نفسه عهداً بأنه في يوم من الأيام سوف يجعل ابنه الذي لم يولد بعد أن يقوم بتحقيق ما يقوى على تحقيقه، وأن يبقى إلى جانبه ويسانده حتى يجلب له الميدالية الذهبية.
ولكن ذلك الأمل الذي كان بين الحين والآخر يسقيه حتى ينبت ويكبر بداخله قد خاب حين تزوج في يوم من الأيام ونتج عن ذلك الزواج أربع فتيات، ولم يرزق بفتى يحقق له حلمه، ولكن في يوم من الأيام حدث مع السيد ماها فير حادثة جعلته يشعر بارتياح كبير، وقد كانت تلك الحادثة هي أن حينما رجعن ابنتاه الكبيرتان من المدرسة وهن الأولى تدعى غيتا والابنة الثانية التي كانت تدعى بابيتا إلى المنزل بعد أن هما بضرب اثنين من الفتية كانوا في طريق المدرسة؛ من أجل تأديبهما على إهانتهن أمام مجموعة من طالبات المدرسة.
وفي تلك اللحظة تأكد المصارع أنه قد أنجب فتيات قويات لديهن القدرة على تحقيق حلمه الذي مات بقلبه قبل سنوات عدة، وفجأة استيقظ بداخله الحلم القديم وأخذ بأيديهن إلى أحد الأماكن الخاصة بالتدريب على رياضة المصارعة وقد بدأ هو بنفسه بتدريبهن، إذ رغب أن يصبحن من أكثر المصارعين جدارة، وخلال فترة تدريبهن على الرغم من أنه كان يقوم بتمارين قاسية جداً عليهن، إلا أنهن تحملن ذلك بكل شغف من أجل تحقيق حلم والدهن، وقبل أول خطوة بالتدريب قام بقص شعرهن كامل، ومنذ ذلك اليوم كان يجري بهن ويدربهن منذ الصباح الباكر.
وقد كان ذلك الأمر من الأمور التي استنكرها كامل السكان في تلك القرية التي يقيم بها، وفي الكثير من الأحيان كان الهجوم عليه وعلى بناته عنيف ووحشي، إلا أن ذلك الأمر لم ينأ به ولو للحظة واحدة ولم يتزعزع عن موقفه ويتراجع عنه، وبالفعل جاء ذلك اليوم الذي جاء تدريبه بثماره، وقد حدث ذلك حينما أخذ الفتيات إلى إحدى بطولات المصارعة وأحرزن النصر على الفتية المشاركين في القتال.
وبعد تلك البطولة على الفور قام المصارع بإلحاق ابنته غيتا بالأكاديمية الرياضية والتي كانت تابعة إلى إحدى المدن الهندية والتي تعرف باسم مدينة باتيالا؛ وذلك من أجل الاستعداد والتدريب على ألعاب الكومنولوث، حيث أنها كانت سوف تكون تلك البطولة المقبلة، ولكن ما حدث في تلك الأكاديمية هو أن غيتا كانت قد نسيت تلك القواعد التي دربها عليها والدها، فقد كان المدرب الجديد الذي تتدرب على يده، لم يكون تابع إلى ذات المدرسة التي التحق بها والدها، فقد كان يسمح لها المدرب بمشاهدة التلفاز لفترات طويلة، وعلاوة على ذلك كله قامت بإطلاق العنان لشعرها حتى ينمو، كما أنها كانت تقوم بتناول الأطعمة المختلفة التي تباع في الطرقات والشوارع.
وفي يوم من الأيام حينما قامت بزيارة إلى منزل عائلتها لاحظ والدها أن هناك تغيرات كثيرة على شكل وهيئة ابنته، وعلى إثر ذلك دارت بينهما مشادات كلامية حادة، وفي تلك اللحظة أشارت إليها شقيقتها بابيتا أن سر نجاحهن في البطولة السابقة كان يعود إلى تلك القواعد التي وضعها والدها لهن، وأنها ينبغي عليها أن لا تنسى ذلك الأمر، كما يجب عليها أن تعلم أنه له كل الفضل في ما وصلت إليه، وبعد فترة وجيزة طلب المصارع من ابنته بابيتا أن تلتحق مع شقيقتها في الأكاديمية؛ وذلك حتى تبقى تذكرها بقواعد والدها وتشد على يدها من أجل التدريب المكثف، ولكن ما حدث في اللحظات الأولى من تلك البطولة هو أنه تقدم عليها شخص آخر ولم تقوى غيتا على مجابهته.
وفي ذلك الوقت بعد أن رأى المدرب أن غيتا سوف تخسر البطولة قام المدرب بإقناعها أن تقوم باللعب في فئة الـ 51 كغم بدلاً من فئة الـ 55 كغم، وحينما سمعت غيتا بذلك شعرت أنها ليست على قدر المسؤولية ودخلت في حالة من الإحباط واليأس، وهنا على الفور تدخل والدها ولحق ببناته قادم من بلدته وأخذ بتدريب الفتيات سرًا دون إحاطة المدرب علماً، وهنا عندما علم المدرب بذلك ثار بداخله الغضب الشديد وقام بمطالبة إدارة الأكاديمية من أجل القيام بطرد الفتاتان، ولكن الإدارة الرياضية قام بوضع شرط على مشاركتهم في البطولة وهو عدم دخول والدهن إلى الأكاديمية مرة أخرى على الإطلاق.
ولكن الأب المصارع لم يقف مكتوف الأيدي، وقد أصر على مساعدة بناته في اجتياز تلك البطولة والفوز بها، ولذلك قام بجلب مجموعة من أشرطة الفيديو التي تتضمن مباريات غيتا السابقة، وبدأ بالمتابعة معها عبر الهاتف وفي كل مرة يذكرها بأخطائها فيها؛ وذلك من أجل مساعدتها في إدراكها والتغلب عليها، وفي النهاية جاء اليوم المقرر لموعد البطولة وشاركت غيتا في دورة الألعاب وتلعب في فئة الـ 55 كغم وكلها أمل في الفوز في المباراة النهائية.
ولكن ما حدث معها هو أن المدرب تآمر عليها مع مجموعة من المسؤولين وأغلق الباب أمام والدها، ولم يسمح له بحضور المباراة، وهنا فتقدت الفتاة الدعم فتخسر في اللحظات الأولى من المباراة، ولكنها في اللحظات الأخيرة تذكرت كافة تعليمات والدها وتتمكن من إحراز النصر على خصمها، وأخيراً اندفع والدها في الوقت المناسب ليجني ما زرعه واحتضن طفلته التي أصبحت أول فتاة هندية تفوز بالميدالية الذهبية في لعبة المصارعة.