قصة درس من الجمل للثعلب

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول جمل وثعلب كانا صديقان مقربين من بعضهما البعض جداً، وفي يوم من الأيام قام الثعلب بالمكر بالجمل، ولكن الجمل لقنه درس لن ينساه مدى حياته.

الشخصيات

  • الجمل كامي
  • الثعلب تات
  • صاحب المزرعة

قصة درس من الجمل للثعلب

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة الصومال، حيث أنه في يوم من الأيام في صحراء تلك المناطق كان هناك جمل وثعلب، الجمل يدعى كامي والثعلب يدعى تات، كانت تربطهم علاقة صداقة قوية جداً، وما تجتمع عليه تلك العلاقة القوية من الصداقة هي السرقة، إذ بين الحين والآخر كانا يخططان لعملية سرقة من أجل تأمين الطعام لهما ويقومان بها سوياً، وفي يوم من الأيام نفذ الطعام من عند كلاهما، ورأوا أنه حان الوقت المناسب للقيام بالسرقة التالية من أجل تأمين الطعام، كانا بارعين في السرقة إلى درجة أنه لم يتمكن أحد في يوماً الإمساك بهما، وفي التخطيط للسرقة التالية قررا أن يقومان بها إلى إحدى المزارع القريبة منهما.

ولكن من أجل الوصول إلى تلك المزرعة كان يجب عليهما أن يجتازا أحد الأنهار، ومن أجل عبور النهر كان ينبغي عليهما أن يكونان متمكنان من السباحة، وهذا الأمر بالنسبة للجمل هو أمر له خبرة وتجارب عدة، أما بالنسبة إلى الثعلب تات، فقد كان ذلك الأمر من الأمور الصعبة والخطرة عليه، فهو بسبب صغر حجمه ليس بإمكانه السباحة، وحينما وصلا إلى طرف النهر أدرك الجمل أن صديقه الثعلب خطر عليه أن يعبر ذلك النهر، فقال له: اصعد يا صديقي العزيز على ظهري وسوف أقوم أنا بالسباحة عبر النهر.

وبالفعل صعد الثعلب على ظهر الجمل والذي بدوره بدأ بالسباحة وعبور النهر، ونجح في الوصول إلى القرية المجاورة على الجانب الآخر من النهر، وأول ما وضع الجمل أرجله على أرض القرية قام الثعلب تات وطلب منه أن ينزل من على ظهره، وبدآ يشقان طريقهما نحو المزرعة في تلك القرية، ووصلا أخيرًا إلى المزرعة المطلوبة، وأول سرقة قاما بها هو أن تمكن الثعلب تات من اصطياد دجاجة، بينما الجمل أخذ يلتقط بعض الخضروات الطازجة، وحينما انتهى الثعلب تات الجشع من التهام دجاجة توجه نحو صديقه الجمل وقال له: بالعادة عندما انتهي من طعامي اعتدت على الغناء.

وفي تلك الأثناء قال الجمل بينما كان يمضغ بطعامه من الخضار: لا تغني الآن يا صديقي، إنني لم أنتهي بعد من طعامي، وإذا غنيت فسوف يسمعك المزارع صاحب المزرعة، اسمح لي أن انتهي من طعامي أولاً، وبعد ذلك بإمكانك الغناء أثناء طريق عودتنا إلى المنزل.

ولكن الثعلب لم يأخذ بكلام الجمل وبدأ في الغناء بأعلى صوته، وهنا سرعان ما وصل صوت غناءه للمزارع صاحب المزرعة، وعلى الفور قام المزارع بحمل عصى كبيرة وتوجه على الفور نحو مزرعته، وأول ما وصل المزارع إلى هناك صاح بأعلى صوته غاضباً: سألقنكما درساً لن تنسياه طوال حياتكما كيف لكما أن تسرقان مزرعتي؟

ولأن الثعلب كان صغيراً في الحجم ويتميز بذكائه الحاد، فقد تمكن من الهروب والفرار من المزارع بسرعة رهيبة، بينما الجمل كامي المسكين فقد كان لم ينتهي من طعامه بعد، وحينما حاول الفرار كان يسير بشكل بطيء للغاية، إذ لم يشاهد المزارع إلا بعد فوات الأوان، وهذا الأمر جعل المزارع الذي يشتاط غضباً يقوم بضرب الجمل بتلك العصى الكبيرة والقاسية، وتلقى الجمل المسكين العديد من الضربات القاسية على رجليه وعلى منطقة الظهر، ولم يتمكن من الفرار وتخليص نفسه من بين أيدي المزارع الغاضب.

وبعد أن انتهى المزارع من ضرب الجمل أخذ الجمل في محاولة الوقوف على رجليه والمسير من أجل العودة إلى مكان سكنه، وحينما وصل الجمل إلى طرف النهر بدأ يزاد ألم أطرافه وظهره، وفوق قمة الألم التي كان يشعر بها، أشار إلى أنها لم تكن تساوي شيئاً أمام ألمه من جراء غدر صديقه الثعلب تات به، ولكنه تقاوى على نفسه من أجل أن يصل إلى سكنه، وأول ما وصل إلى جانب النهر التقى مع صديقه الثعلب هناك فسأله: لماذا قمت بالغناء وأنت تعلم أنني لم أنتهي من طعامي بعد، كما أنك تعلم أن مالك المزرعة سوف يسمعك ويمسك بنا؟.

وهنا أجابه الثعلب بكل هدوء دون أن يظهر عليه أي شعور بالحزن على حالة صديقه الجمل وقال: لأنها عادتي ولا يمكنني الاستغناء عنها، والآن دعني أتسلق على ظهرك حتى نتمكن من العودة إلى منزلنا عبر النهر، وبالفعل قام الجمل بالسماح للثعلب بالتسلق على ظهره ثم سار ببطء على ضفة النهر في الماء وبدأ يسبح للوصول إلى الجانب الآخر.

وفي لحظة من اللحظات حينما وصل الجمل إلى منتصف الطريق عبر النهر، وفي النقطة التي كانت بها الماء في أعمق نقطة والتيار في أسرع وقت، توقف الجمل عن السباحة وقال لصديقه الثعلب تات: أول ما انتهي من طعامي اعتدت أن أقوم بالاستحمام.

وهنا رد عليه الثعلب وقال: لا يا صديقي لا يمكنك الاستحمام، ليس بإمكاني السباحة بمفردي، وإذا استحممت فسوف أغرق في النهر، فرد عليه الجمل كامي وقال: أنني أعتذر منك أيها الصديق العزيز، لكنني اعتدت على الاستحمام بعد طعامي وهذه عادتي، وشيئاً فشيئاً أخذ الجمل بإنزال ظهره في المياه العميقة حتى فقد الثعلب قبضته على ظهره، وبدأ يتناثر بلا حول ولا قوة ضد التيار السريع، وهنا على الفور قام الثعلب بالصراخ بأعلى صوته، ويقول: ساعدني يا صديقي العزيز إنني أغرق أنني أغرق.

وفي تلك الأثناء توجه الجمل كامي للثعلب تات وسأله قائلاً: هل أنت بصراخك هذا تعتذر مني لأنك كنت أنانيًا جدًا وتسببت في ضربي على يد صاحب المزرعة؟، فرد عليه الثعلب قائلاً، نعم بالتأكيد، إنني أعتذر منك وأشعر بالأسف على ما حصل معك، وأخذ الثعلب تات بالصراخ وطلب المساعدة بأعلى صوته وبعدها اختفى رأسه تحت سطح الماء، ولكن في تلك اللحظة لم يقوى الجمل على تحمل أن يرى صديقه بتلك الحال وعلى الفور قام بمساعدته وأخرج الثعلب الصغير من الماء ووضعه على ظهره، ثم بعد ذلك سبح الجمل كامي وأكمل بقية الطريق عبر النهر وتسلق إلى أن وصل إلى أعلى الضفة وعلى العشب الدافئ.

وأول ما وصل الثعلب تات إلى الجانب الآمن واستراح قليلاً، شعر كم هو أناني مع صديقه كامي وقال له: إنني أقدم اعتذاري لك يا صديقي العزيز على ما فعلته وإنني أقطع لك وعداً بأنه بإمكانك أن تثق بي من الآن وصاعداً وإلى الأبد وهذا كل ما لدي، فرد عليه الجمل كامي بقوله: وأنا كذلك أقدم لك اعتذاري لأنني اضطررت إلى تعليمك درسًا اليوم، ولكن في الكثير من الأحيان في هذه الحياة ما تكون حالة واحدة بواحدة.

وفي النهاية أخذا الصديقان يضحكان ويتدحرجان على العشب الدافئ، وعندما بدأت أشعة الشمس بالغروب قال الثعلب تات لصديقه الجمل: قد تعلمت درساً قيماً في هذا اليوم، وهو أنه ليس من الجيد أن يخون الصديق صديقه، وأنه إذا أخطأت بسبب شخص ما، فمن المؤكد أنه سوف يرتكب شخص ما خطأ بسببك، لقد كان بالفعل درسًا متبادلًا.

العبرة من القصة هي أن المكر والخداع لا يمكن في يوم من الأيام أن يثمران الخير، فمن يصنع الخير يجد الخير، ومن يصنع الشر يجد أماه شر فقط.


شارك المقالة: