قصة درياندافيل أو (Driandafil) هي قصة خيالية ترجمها للإنجليزية ماريا ليكش، هذه الحكاية من مجموعة حكايات ميلوليزا الخيالية وتدور حول عنكبوت ضخم يهاجم قرية الدوريد في الغابة ويهدد بالقضاء على جميع سكانها حيث تحاول أنجلينا والعجوز باين والجدة مارثا إيجاد طريقة لإنقاذ القرية من العنكبوت Driandafil.
الشخصيات:
- العنكبوت.
- الدّب.
- أنجلينا.
- العجوز بيون.
- الجدة مارثا.
قصة درياندافيل:
منذ شفاء والدة ميلوليزا لم تُشاهد ساينا أبدًا، ولكن ما حدث بعد ذلك أذهل وأصاب سكان القرى المجاورة بالرعب الشديد، وكان هناك الكثير من الشائعات حول ظهور عنكبوت ضخم حيث يقولون إنه يعيش الآن في وادي الأجداد، ومع ذلك فإنّ الجد بيون الذي كان يقيم بجوار عائلة ميلوليزا وكان رجلاً حكيماً وقد فقد ابنه الوحيد منذ سنوات وهو دائماً ما يبحث عنه، لقد قال أنّه حتى جده الأكبر كان يعلم أن أرواح الموتى فقط تطارد ذلك المكان وهو وادي الأجداد.
ولا يوجد رجل حتّى لو كان ساحرًا أن يتمكن من العيش هناك لأكثر من ثلاثة أيام حيث يتم منح الشخص ثلاثة أيام فقط ليجد طريقه لذلك الوادي، ومع ذلك يمكن أن تعيش الطيور والحيوانات بأمان في وادي الأجداد، في هذا الوقت كانت الأحداث الغامضة تحدث في الغابة المحيطة، كان هناك حديث عن عنكبوت ضخم في الغابة أرهب كل سكانها وجلب الرعب في قلوبهم حتى أن الناس أطلقوا عليها اسم درياندافيل.
في نفس الوقت ظهرت معجزة أخرى في الغابة، لقد ظهر دبًا ضخمًا مثل الجبل كما يقولون كما أكد الجد بيون أنّه في إحدى الليالي اقترب من منزله، ووصل بالقرب من البوابة وجلس هناك حتى الصباح، ورأى القرويون الآخرون ذلك أيضًا وقد حصل الدب على لقب لحجمه غير العادي حيث أطلق عليه الناس اسم شانك، كان الجميع خائفين ويرتجفون، وسقط الرعب والقلق على الغابة.
وذات يوم حدثت كارثة حيث غطى العنكبوت درياندافيل قرية الدوريد في شبكته القوية وهدد بتدمير جميع سكانها في صباح اليوم التالي! هربت أنجلينا بأعجوبة من قرية الدوريد وركضت إلى الجدة مارثا حين كان الجد بيون هناك أيضًا حيث أخبرت الفتاة الجدة مارثا بالمأساة التي حدثت لقرية الدرويد، فحضرت الجدة مارثا على الفور في المطبخ لفترة طويلة بعض التعاويذ، وقامت بلف وجمع بعض حزم الثوم وبذور الفاصوليا، ثمّ قامت بخلط بعض المكسرات والجذور في إناء.
غادرت الجدة المطبخ مع القلق والخوف ثمّ قالت: لدي بعض الشكوك حول أصل دب الشنك و عنكبوت الدرياندافيل لكنّي ما زلت بحاجة إلى تأكيد ذلك، لكن يجب أن نسارع الآن! فقط دب الشنك لديه القوة لتدمير عنكبوت الدرياندافيل! لكن عليه أولاً أن يشرب بعض عسل النحل! وسوف نحضره له، وأنت أنجلينا عليك أن تصلي إلى الغابة وتجديه هناك، ثمّ همست الجدة مارثا في أذن الفتاة لفترة طويلة حتّى لا يسمع أحد غيرها.
وقالت لها: عليك القيام بذلك قبل الصباح لإنقاذ قرية الدوريد، قالت الجدة مارثا تلك الكلمات وعادت إلى سحرها ثانية، في تلك الأثناء كان بيون العجوز يجمع عسل النحل وبعد أن جمع ثلاث ملاعق صغيرة، اختفت أنجلينا في الغابة لتقوم بمهمتها، والتقت مع الجد بيون عند الفجر وركضوا إلى نهر كريبابي في المكان الذي كانت الغابة تقترب فيه من النهر .
كان الممر الذي لم يسير فيه أحد هو الطريق الذي ذهب من خلاله دب الشنك إلى الماء، وضع العجوز بيون وعاء مع توت العليق مغطى بعسل النحل على الطريق، واختبأ بيون وأنجلينا في الأدغال المجاورة، وسرعان ما سمعوا طقطقة الأشجار وتناثرت الشجيرات، ولم يظهر أحد غير عنكبوت الدرياندافيل، كانت أنجلينا قد شاهدته بالفعل ذات يوم، لكنّها ما زالت تنكمش من الخوف.
بعد رؤية العنكبوت لم يتمكن بيون العجوز من تحريك لسانه، وعندما لاحظ العنكبوت التوت في الوعاء وذاقها، وبمجرد أن ابتلع حبّة التوت ظهرت قعقعة عالية غير عادية من أعماق الغابة، لقد كان سربًا ضخمًا من النحل البري! اندفعوا نحو العنكبوت والتفوا حوله، حاول العنكبوت يائسًا للدفاع عن نفسه ولكن دون جدوى، لقد كان عاجزًا أمام لسع النحل الصغير المميت.
أخيرًا توقف العنكبوت عن الحركة حيث أصيب بالشلل بسبب سم النحل، وبمجرد اختفاء النحل في الغابة بدأت الأغصان الجافة تتساقط مرة أخرى، لقد كانت الحركة تأتي إلى الماء! وأثناء الشرب رأى الدب العملاق وعاءً من التوت وأكله بشراهة، ولعق الوعاء حتى أنهاه تماماً، وبدأ يصدر صوتاً بشكل مخيف، واندفع عبر الغابة إلى قرية الدوريد، ولم يستطع بيون وأنجلينا اللحاق بالدب.
وعندما اقتربوا من القرية، رأوا أنّ شبكة العنكبوت قد تحولت إلى رماد ووقف القرويون أمام حفرة وضعت فيها القطعة، لكن يبدو أنّه كان مجرد جلد رجل محترق بشكل غير متوقع وكان هناك رجل يرقد بجانبه! نزل بيون أولاً، وأدار وجه الرجل إليه ولم يصدق عينيه! لقد كان ابنه سلويان الذي فقده منذ مدة في رحلة صيد لم يعد منها منذ سنوات! ثمّ تمتم: أين أنا؟ ماذا حدث لي؟
قال له بيون: انتهى كل شيء! لقد سقطت للتو وأغمي عليك، كل شيء على ما يرام الآن ووجدت أنجلينا والديها، وعادا إلى منازلهم وذهب بيون مع ابنه إلى قريتهم، لقد شعر سلويان بالفعل كما لو أنه بالأمس فقط غادر المنزل للصيد! ومروا بالقرب من الممر ورأوا بقايا العنكبوت الذي قتله النحل وبعد أن نظر سلويان باهتمام أكثر، أشار إلى والده لينظر إلى آثار طريق جديد، ومن الواضح أنّ هناك آثار أقدام المرأة التي كانت قد خرجت من قوقعة العنكبوت إلى الغابة حيث يقع منزل ساينا.
في اليوم التالي احتفلت قرية الدرويد وجميع القرى المجاورة باحتفال مزدوج حين علم الناس أنّه لا وجود بعد الآن لأي أثر للعنكبوت في غابتهم! فقط الجدة مارثا كانت قلقة للغاية بشأن شيء ما، ويبدو أنها كشفت لغز آثار أقدام أنثى على الطريق التي سارها الدب!